ج27. المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم أقسام الكتاب/1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 .
أَمَّا
حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ:
8368- فَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا عَبَايَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي
لَيْلَى الْمُزَنِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ الأَنْصَارِيُّ
، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : سَأَلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حِدْثَانَ مَا قَدِمَ ، فَقَالَ : أَيْنَ حَبْسُ سَيْلٍ ؟ قُلْنَا : لاَ
نَدْرِي ، فَمَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ
جِئْتَ ؟ فَقَالَ : مِنْ حَبْسِ سَيْلٍ ، فَدَعَوْتُ بِنَعْلَيَّ ، فَانْحَدَرْتُ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ سَأَلْتَنَا عَنْ حَبْسِ سَيْلٍ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا بِهِ عَلْمٌ
، وَإِنَّهُ مَرَّ بِي هَذَا الرَّجُلُ فَسَأَلْتُهُ ، فَزَعَمَ أَنَّ بِهِ
أَهْلُهُ ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَيْنَ أَهْلُكَ
؟ قَالَ : بِحَبْسِ سَيْلٍ ، فَقَالَ : أَخِّرْ أَهْلَكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ
تَخْرُجَ مِنْهُ نَارٌ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ:
8369- فَأَخْبَرْنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ
بْنِ رِشْدِينَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَقِيلٍ
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ
نَارٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ مِنْهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بِبُصْرَى.
8370- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ :
أَلاَ تُقَاتِلُ فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الشُّورَى ، وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا
الأَمْرِ مِنْ غَيْرِكَ ، قَالَ : لاَ أُقَاتِلُ حَتَّى يَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ
عَيْنَانِ وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ يَعْرِفُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ ، قَدْ
جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ ، وَلاَ أَنْجَعُ بِنَفْسِي إِنْ كَانَ
رَجُلاً خَيْرًا مِنِّي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8371- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ ، عَنْ سَهْلِ
بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَزَالُ الآمَّةُ عَلَى شَرِيعَةٍ
مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيهِمْ ثَلاَثٌ
: مَا لَمْ يُقْبَضْ مِنْهُمُ الْعِلْمُ ، وَيَكْثُرُ
فِيهِمْ وَلَدُ الْخَبَثِ ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السَّقَّارُونَ قَالُوا : وَمَا السَّقَّارُونَ
يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : بَشَرٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تَكُونُ
تَحِيَّتُهُمْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَلاَقَوِا التَّلاَعُنُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8372- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لاَ عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الآخِرَةِ ، جَعَلَ
اللَّهُ عَذَابَهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلَ وَالزَّلاَزِلَ وَالْفِتَنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8373- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَائِيُّ
، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ الْمِعْوَلِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَكْثُرُ الصَّوَاعِقُ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ ،
فَيُصْبِحُ الْقَوْمُ فَيَقُولُونَ مِنْ صُعِقَ الْبَارِحَةَ ، فَيَقُولُونَ
صُعِقَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8374- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ
حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قِيلَ : يَا أَبَا
عَبْدِ اللهِ ، مَا تَأْمُرُنَا إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ ؟ قَالَ : آمُرُكَ أَنْ
تَنْظُرَ أَقْصَى بَيْتٍ مِنْ دَارِكَ فَتَلِجُ فِيهِ ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ
فَتَقُولُ : هَا بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ، فَتَكُونُ كَابْنِ آدَمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8375- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ
سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ ، فَيُقَالُ : مَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي
فُلاَنٍ قَالَ : فَعَرَفْتُ حِينَ قَالَ قَبَائِلَ أَنَّهَا الْعَرَبُ ،
لِأَنَّ الْعَجَمَ تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8376- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو
الْفُقَيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ.
إِنْ كَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ ، فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8377- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَأَبْجَرَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَأَنِّي بِرَاكِبٍ قَدْ نَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، حَالَ
بَيْنَ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ ، وَبَيْنَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى آبَائِهِمْ
، فَقَالَ : الْمَالُ لَنَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8378- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّاجِرُ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ ، عَنْ سَيَّارٍ
أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جُلُوسًا ، فَجَاءَ آذِنُهُ ، فَقَالَ :
قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ ، فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ
فَرَأَى النَّاسَ رُكُوعًا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ
وَمَشَى ، وَفَعَلْنَا مِثْلَ مَا فَعَلَ ، قَالَ : فَمَرَّ رَجُلٌ مُسْرِعٌ ،
فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : صَدَقَ
اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا
صَلَّيْنَا رَجَعَ فَوَلَجَ أَهْلَهُ ، وَجَلَسْنَا فِي مَكَانِهِ نَنْتَظِرُهُ
حَتَّى يَخْرُجَ ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ ؟ قَالَ
طَارِقٌ : أَنَا أَسْأَلُهُ ، فَسَأَلَهُ طَارِقٌ ، فَقَالَ : سَلَّمَ عَلَيْكَ الرَّجُلُ
فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ
الْخَاصَّةِ ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى
التِّجَارَةِ ، وَحَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِمَالِهِ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ
فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : لَمْ أَرْبَحْ شَيْئًا.
8379- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ،
أَنْبَأَ شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ ،
رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ ،
قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ يَوْمًا الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا الْقَوْمُ
رُكُوعٌ ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ :
إِنَّهُ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا ، وَحَتَّى
يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ ، وَحَتَّى تَتْجَرَ الْمَرْأَةُ
وَزَوْجُهَا ، وَحَتَّى تَغْلُو الْخَيْلُ وَالنِّسَاءُ ، ثُمَّ تَرْخُصَ فَلاَ
تَغْلُو إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَقَدْ أَسْنَدَ
هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ فِي رِوَايَتِهِ ، ثُمَّ صَارَ
الْحَدِيثُ بِرِوَايَةِ شُعْبَةَ هَذِهِ صَحِيحًا وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8380- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ
، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُ النَّاسِ فِي
الْفِتَنِ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ أَوْ قَالَ : بِرَسَنِ فَرَسِهِ خَلْفَ
أَعْدَاءِ اللهِ يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ ، أَوْ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ
يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ تَعَالَى الَّذِي عَلَيْهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8381- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ
الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يَذْهَبُ
اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاَتُ وَالْعُزَّى.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {هُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ تَامًّا ،
فَقَالَ : إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ
اللَّهُ رِيحًا طَيِّبًا ، فَيُتَوَفَّى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ ، فَيَبْقَى مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ
فَيَرْجِعُونَ إِلَى دَيْنِ آبَائِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8382- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْفَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : وَدِدْتُ أَنَّ أَهْلِي حِينَ
تَعَشَّوْا عَشَاءَهُمْ ، وَاغْتَبَقُوا غَبُوقَهُمْ أَصْبَحُوا مَوْتَى عَلَى
فُرُشِهِمْ . قِيلَ : يَا أَبَا فُلاَنٍ ، أَلَسْتَ عَلَى غِنًى ؟ قَالَ : بَلَى ،
وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ ، يَقُولُ : يُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ عِشْتَ
إِلَى قَرِيبٍ أَنْ تَرَى الرَّجُلَ يُغْبَطَ بِخِفَّةِ الْحَالِ كَمَا يُغْبَطُ
الْيَوْمَ أَبُو الْعَشَرَةِ الرِّجَالِ ، وَيُوشِكُ إِنْ عِشْتَ إِلَى قَرِيبٍ
أَنْ تَرَى الرَّجُلَ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ السُّلْطَانُ ، وَلاَ يُدْنِيهُ ،
وَلاَ يُكْرِمُهُ يُغْبَطُ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ الَّذِي يَعْرِفُهُ
السُّلْطَانُ وَيُدْنِيهِ وَيُكْرِمُهُ ، وَيُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ عِشْتَ
إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَمُرَّ بِالْجَنَازَةِ فِي السُّوقِ فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ
فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي عَلَى أَعْوَادِهَا . قَالَ : قُلْتُ : تَدْرِي مَا
بِهِمْ ؟ قَالَ : عَلَى مَا كَانَ ، قُلْتُ : إِنَّ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ
عَظِيمٍ ، قَالَ : أَجَلْ عَظِيمٌ عَظِيمٌ عَظِيمٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8383- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ،
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى
الْحِمْصِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ
، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ السَّكُونِيَّ ، يَقُولُ وَكَانَ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَيْنَا نَحْنُ
جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ ،
فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ
: أُتِيتُ بِطَعَامٍ مُسْخِنَةٍ ، قَالَ : فَهَلْ كَانَ فِيهِ فَضْلٌ عَنْكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا فُعِلَ بِهِ ؟ قَالَ : رُفِعَ حَتَّى إِلَى
السَّمَاءِ وَهُوَ يُوحِي إِلَيَّ أَنَّنِي غَيْرُ لاَبِثٍ فِيكُمْ إِلاَّ قَلِيلاً
، وَلَسْتُمْ لاَبِثِينَ بَعْدِي إِلاَّ قَلِيلاً ، بَلْ تَلْبَثُونَ حَتَّى تَقُولُوا
حَتَّى مَتَى ، ثُمَّ تَأْتُونَ أَفْنَادًا ، وَيُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا ،
وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيدٌ وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلاَزِلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8384- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
مَنْصُورٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ ،
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ عَلَى أُمَّتِي حَتَّى تَلْحَقَ
قَبَائِلُ مِنْهَا بِالْمُشْرِكِينَ ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْهَا الأَوْثَانَ.
8385- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : إِيَّاكَ
وَالْفِتَنَ لاَ يَشْخَصْ لَهَا أَحَدٌ ، فَوَاللَّهِ مَا شَخَصَ مِنْهَا أَحَدٌ
إِلاَّ نَسَفَتْهُ كَمَا يَنْسِفُ السَّيْلُ الدِّمَنَ ، إِنَّهَا مُشْبِهَةٌ
مُقْبِلَةً ، حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ هَذِهِ تُشْبِهُ مُقْبِلَةً ،
وَتَتَبَيَّنَ مُدْبِرَةً ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا ، فَاجْتَمِعُوا فِي
بُيُوتِكُمْ وَاكْسِرُوا سُيُوفَكُمْ ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ ، وَغَطُّوا
وُجُوهَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8386- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : ثَارَتِ الْفِتْنَةُ
الأُولَى فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ ، ثُمَّ كَانَتِ
الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ أَحَدٌ ، وَأَظُنُّ
لَوْ كَانَتْ فِتْنَةٌ ثَالِثَةٌ لَمْ تُرْفَعْ وَفِي النَّاسِ طَبَاخٌ.
8387- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : سَتَكُونُ فِتْنَةٌ
أَسْلَمُ النَّاسِ فِيهَا أَوْ قَالَ
: لَخَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ
فَلِذَلِكَ قَدِمْتُ مِصْرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8388- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا
يُقَاتِلُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8389- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ،
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ
مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَقَدْ رَوَاهُ ثَوْبَانُ ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمَّا حَدِيثُ ثَوْبَانَ:
8390- فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ
، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ ، أَنَّ ثَوْبَانَ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ رَبِّي
زَوَى لِيَ الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ، وَأَعْطَانِي
الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا
مَا زَوَى لِي مِنْهَا ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لاَ
يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُسَلِّطَ
عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ
يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ
إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً لَمْ يُرَدَّ إِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ
لاَ أُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ ، وَلاَ أُظْهِرُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ
غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ بِعَامَّةٍ ، وَلَوِ اجْتَمَعَ مَنْ بِأَقْطَارِهَا
حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ هُوَ يُهْلِكُ بَعْضًا هُوَ يَسْبِي بَعْضًا ، وَإِنِّي
لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلاَّ الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ، وَلَنْ تَقُومَ
السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ ، وَحَتَّى تَعْبُدَ
قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الأَوْثَانَ ، وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي
لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَّهُ قَالَ : كُلَّ مَا
يُوجَدُ فِي مِائَةِ سَنَةٍ
وَسَيَخْرُجُ
فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَأَنَا
خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ، وَلَكِنْ لاَ تَزَالُ فِي أُمَّتِي
طَائِفَةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ ، قَالَ : وَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ يَنْزِعُ رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ ثَمَرِهَا شَيْئًا إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ
مَكَانَهَا مِثْلَهَا ، وَأَنَّهُ قَالَ : لَيْسَ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ رَجُلٌ
بِأَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ ، ثُمَّ دِينَارٌ
يُنْفِقُهُ عَلَى فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ
فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَالَ : وَزَعَمَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظَّمَ شَأْنَ الْمَسْأَلَةِ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ جَاءَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَحْمِلُونَ أَوْثَانَهُمْ عَلَى
ظُهُورِهِمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ
؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ تُرْسِلْ إِلَيْنَا رَسُولاً ، وَلَمْ يَأْتِنَا
أَمْرٌ وَلَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً لَكِنَّا أَطْوَعُ عِبَادِكَ لَكَ ،
فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ
أَتُطِيعُونِي ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . قَالَ : فَيَأْخُذُ
مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، فَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَعْمَدُوا لِجَهَنَّمَ
فَيَدْخُلُونَهَا ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا رَأَوْا لَهَا
تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ، فَهَابُوا فَرَجَعُوا إِلَى رَبِّهِمْ ، فَقَالُوا :
رَبَّنَا فَرِقْنَا مِنْهَا ، فَيَقُولُ : أَلَمْ تُعْطُونِي مَوَاثِيقَكُمْ لَتُطِيعُونِي
، اعْمِدُوا لَهَا فَادْخُلُوا ، فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى إِذَا رَأَوْهَا فَرَقُوا
فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا : رَبَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْخُلَهَا ، قَالَ :
فَيَقُولُ : ادْخُلُوهَا دَاخِرِينَ قَالَ : فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ دَخَلُوهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ كَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا
وَسَلاَمًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَإِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ
مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي
أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ ، عَنْ ثَوْبَانَ مُخْتَصَرًا.
وَأَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ:
8391- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ عِمْرَانَ
بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ
عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ
الدَّجَّالَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8392- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ،
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبَانَ
بْنِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنْظَلِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ
عَلَيْكُمْ بَعْدِي أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَرِيءُ فَيُؤْشَرُ كَمَا
تُؤْشَرُ الْجَزُورُ ، وَيُشَاطُ لَحْمُهُ كَمَا يُشَاطُ لَحْمُهَا ، وَيُقَالُ
عَاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ قَالَ :
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ وَهُوَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟
وَبِمَا تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ وَتَظْهَرُ الْحَمِيَّةُ وَتُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَتَدُقُّهُمُ
الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ الرَّحَا ثَفَلَهَا ، وَكَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ
؟ قَالَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا عَلِيُّ ؟ قَالَ : إِذَا تَفَقَّهَ الْمُتَفَقِّهُ
لِغَيْرِ الدِّينِ ، وَتَعَلَّمَ الْمُتَعَلِّمُ لِغَيْرِ الْعَمَلِ ،
وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
قَالَ أَبَانُ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ أَبِي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْهَرْجَ قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟
قَالَ : الْقَتْلُ قَالُوا : وَأَكْثَرُ مِمَّا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي
الْيَوْمِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ
بَعْضًا قَالُوا : وَفِينَا كِتَابُ اللهِ ؟ قَالَ : وَفِيكُمْ كِتَابُ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ قَالُوا : وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قَالَ : إِنَّهُ يُنْتَزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ
ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُخَلَّفُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ.
8393- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ
خَلَفٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ جَرِيرٍ ،
عَنْ حَيَّةَ بِنْتِ أَبِي حَيَّةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ
بِالظَّهِيرَةِ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، مَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : أَقْبَلْتُ
وَصَاحِبٌ لِي فِي بُغَاءِ إِبِلٍ لَنَا ، فَدَخَلْتُ أَسْتَظِلُّ بِالظِّلِّ ،
وَاشْرَبُ مِنَ الشَّرَابِ . فَقُمْتُ إِلَى ضَيْحَةٍ حَامِضَةٍ وَلَبِينَةٍ
حَامِضَةٍ فَسَقَيْتُهُ ، وَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ :
أَنَا أَبُو بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي
سَمِعْتِ بِهِ ، قَالَ : فَذَكَرْتُ خَثْعَمًا ، وَغَزْوَ بَعْضِنَا بَعْضًا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الإِلْفَةِ وَأَطْنَابِ الْفَسَاطِيطِ
هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ،
حَتَّى مَتَى أَمْرُ النَّاسِ هَكَذَا ؟ قَالَ : مَا اسْتَقَامَتِ الأَئِمَّةُ ،
قَالَتْ : قُلْتُ : وَمَا الأَئِمَّةُ ؟ قَالَ : أَلَمْ تَرَيْ إِلَى الْحُوَى يَكُونُ
فِيهِ السَّيِّدُ يَتَّبِعُونَهُ وَيُطِيعُونَهُ مَا اسْتَقَامَ أُولَئِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8394- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ
سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَتِ
الْفِتْنَةُ الأُولَى أَشْكَلَتْ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ أَرِنِي أَمْرًا
مِنْ أَمْرِ الْحَقِّ أَتَمَسَّكُ بِهِ ، قَالَ : فَأُرِيتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ
وَبَيْنَهُمَا حَائِطٌ غَيْرُ طَوِيلٍ ، وَإِذَا أَنَا بِجَائِزٍ ، فَقُلْتُ :
لَوْ تَشَبَّثْتُ بِهَذَا الْجَائِزِ لَعَلِّي أَهْبِطُ إِلَى قَتْلَى أَشْجَعَ
لِيُخْبِرُونِي ، قَالَ : فَهَبَطْتُ بِأَرْضٍ ذَاتِ شَجَرٍ ، وَإِذَا أَنَا
بِنَفَرٍ جُلُوسٌ ، فَقُلْتُ : أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ ؟ قَالُوا : لاَ ، نَحْنُ
الْمَلاَئِكَةُ ، قُلْتُ : فَأَيْنَ الشُّهَدَاءُ ؟ قَالُوا : تَقَدَّمْ إِلَى
الدَّرَجَاتِ الْعُلَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَتَقَدَّمْتُ فَإِذَا أَنَا بِدَرَجَةٍ اللَّهُ أَعْلَمُ مَا هِيَ فِي السَّعَةِ
وَالْحَسَنِ ، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِبْرَاهِيمَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَقُولُ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : اسْتَغْفِرْ لِأُمَّتِي ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ :
إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، أَرَاقُوا دِمَاءَهُمْ ،
وَقَتَلُوا إِمَامَهُمْ ، أَلاَ فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيلِي سَعْدٌ ، قُلْتُ :
أُرَانِي قَدْ أُرِيتُ أَذْهَبُ إِلَى سَعْدٍ فَأَنْظُرُ مَعَ مَنْ هُوَ فَأَكُونُ
مَعَهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَمَا أَكْثَرَ بِهَا
فَرَحًا ، وَقَالَ : قَدْ شَقِيَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلاً ،
قُلْتُ : فِي أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَسْتُ مَعَ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا ، قُلْتُ : فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَلَكَ مَاشِيَةٌ ؟ قُلْتُ :
لاَ ، قَالَ : فَاشْتَرِ مَاشِيَةً وَاعْتَزِلْ فِيهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8395- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ
أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ،
قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَبَا
قَتَادَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يُبَايَعُ رَجُلٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا
الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ
الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَتُخَرِّبُهُ خَرَابًا لاَ يَعْمُرُ
بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8396- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
الْخُرَاسَانِيِّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاَعِبِ
بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ
حُنَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا
تَرَكُوكُمْ ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلاَّ ذُو
السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ سُفْيَانَ
، عَنْ وَثَّابِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ
الْحَبَشَةِ.
8397- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ
اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُحَجَّ الْبَيْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَقَدْ أَوْقَفَهُ أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ.
8398- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَدْ صَحَّ وَثَبَتَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ الْبَيْتَ يُحَجُّ وَيُعْتَمَرُ بَعْدَ
خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
8399- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيُحَجَّنَّ
الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
فَإِنَّهُ يُمَكِنُ أَنْ يُحَجَّ وَيُعْتَمَرَ بَعْدَ
ذَلِكَ ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ الْحَجُّ بِمَرَّةٍ.
8400- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ
، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يُوشِكُ
أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يَجِيءَ إِلَيْهِمْ دِرْهَمٌ وَلاَ قَفِيزٌ ، قَالُوا
: مِمَّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ
ذَاكَ ، ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْهَةً ثُمَّ قَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لاَ
يَجِيءَ إِلَيْهِمْ دِينَارٌ ، وَلاَ مُدٌّ ، قَالُوا : مِمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ :
مِنْ قِبَلِ الرُّومِ يَمْنَعُونَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي
الْمَالَ حَثْيًا لاَ يَعُدُّهُ عَدًّا. ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
، لَيَعُودَنَّ الأَمْرُ كَمَا بَدَأَ لَيَعُودَنَّ كُلُّ إِيمَانٍ إِلَى الْمَدِينَةِ
كَمَا بَدَأَ مِنْهَا حَتَّى يَكُونَ كُلُّ إِيمَانٍ بِالْمَدِينَةِ. ثُمَّ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَخْرُجُ رَجُلٌ
مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَبْدَلَهَا اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ ،
وَلَيَسْمَعَنَّ نَاسٌ بِرِخَصٍ مِنْ أَسْعَارٍ وَرِيفٍ فَيَتَّبِعُونَهُ ،
وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ. إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ دَاوُدَ
بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ
يُعْطِي الْمَالَ لاَ يَعُدُّهُ عَدًّا وَهَذَا لَهُ عِلَّةٌ فَقَدْ:
8401- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ ،
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ،
أَوْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : يَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ لاَ يَعُدُّهُ
عَدًّا.
8402- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَسَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ الْقَبْرَ
فَيَضْطَجِعُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ
: يَا لَيْتَنِي مَكَانَ صَاحِبِهِ ، مَا بِهِ حُبُّ
لِقَاءِ اللهِ إِلاَّ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8403- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ
، قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ
مُنْتَهَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ
أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ قَالُوا : ثُمَّ
مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ
: ثُمَّ يَقَعُ فِتَنٌ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ قَالَ :
فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : كَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ
صُبًّا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8404- حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ الْمَدِينِيُّ ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ
بْنُ يَزِيدَ ، وَمُوسَى بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَتَرْكَبُنَّ
سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى
لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ حُجْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ ، وَحَتَّى لَوْ أَنَّ
أَحَدَهُمْ جَامِعَ امْرَأَتَهُ بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ صَحِيحٌ.
8405- حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَجِيءُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ يُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ صَحِيحٌ.
8406- أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأَبُو
عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ
الْحَرِيرِ ، فَلاَ تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ
إِلاَّ قَبَضَتْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
8407- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ،
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ آدَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا لاَ تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقًى أَوْ نُهًى إِلاَّ قَبَضَتْهُ ، وَيَلْحَقُ كُلُّ
قَوْمٍ بِمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَبْقَى عَجَاجٌ
مِنَ النَّاسِ لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ ،
يَتَنَاكَحُونَ فِي الطُّرُقِ كَمَا تَتَنَاكَحُ الْبَهَائِمُ ، فَإِذَا كَانَ
ذَلِكَ اشْتَدَّ غَضِبُ اللهِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَأَقَامَ السَّاعَةَ.
8408- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ
بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلاَةً إِذْ مَدَّ يَدَهُ ، ثُمَّ أَخَّرَهَا
، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ فِي هَذِهِ الصَّلاَةِ
شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ فِيمَا قَبْلَهُ ، قَالَ : أَجَلْ إِنَّهُ
عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَالَيَةً قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ
فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْهَا شَيْئًا ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ
اسْتَأْخِرْ فَاسْتَأْخَرْتُ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
حَتَّى رَأَيْتُ ظِلِّي وَظِلَّكُمْ فِيهَا فَأَوْمَأْتُ إِلَيْكُمْ أَنِ
اسْتَأْخِرُوا ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَقْرِهِمْ فَإِنَّكَ أَسْلَمْتَ
وَأَسْلَمُوا ، وَهَاجَرْتَ وَهَاجَرُوا ، وَجَاهَدْتَ وَجَاهَدُوا ، فَلَمْ أَرَ
لَكَ فَضْلاً عَلَيْهِمْ إِلاَّ بِالنُّبُوَّةِ ، فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ مَا يَلْقَى
أُمَّتِي بَعْدِي مِنَ الْفِتَنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8409- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ
أَبِي حَبِيبٍ ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ
كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى
شِرَارِ الْخَلْقِ هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَدْعُونَ اللَّهَ
بِشَيْءٍ إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَقْبَلَ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، فَقَالَ مَسْلَمَةُ : يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا يَقُولُ
عَبْدُ اللهِ ، فَقَالَ عُقْبَةُ : هُوَ أَعْلَمُ أَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي
يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ قَاهِرِينَ عَلَى الْعَدُوِّ لاَ يَضُرُّهُمْ
مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ
عَبْدُ اللهِ : أَجَلْ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا رِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ
وَمَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ فَلاَ تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حَبَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ
عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8410- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ وَحَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ،
قَالَ : إِنَّ مِنْ آخِرِ أَمْرِ الْكَعْبَةِ أَنَّ الْحَبَشَ يَغْزُونَ الْبَيْتَ
فَيَتَوَجَّهُ الْمُسْلِمُونَ نَحْوَهُمْ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا
أَثَرُهَا شَرْقِيَّةٌ ، فَلاَ يَدَعُ اللَّهُ عَبْدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنْ تُقًى إِلاَّ قَبَضَتْهُ ، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ خِيَارِهِمْ
بَقِيَ عَجَاجٌ مِنَ النَّاسِ ، لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ
مُنْكَرٍ ، وَعَمَدَ كُلُّ حَيٍّ إِلَى مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنَ
الأَوْثَانِ فَيَعْبُدُهُ ، حَتَّى يَتَسَافَدُوا فِي الطُّرُقِ كَمَا تَتَسَافَدُ
الْبَهَائِمُ ، فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ ، فَمَنْ أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ
بَعْدَ هَذَا فَلاَ عِلْمَ لَهُ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِهِمَا مَوْقُوفٌ
8411- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ رِيحًا يَبْعَثُهَا عَلَى رَأْسِ
مِائَةِ سَنَةٍ تَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8412- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ تَكْثُرُ فِيهِ
الْقُرَّاءُ ، وَتَقِلُّ الْفُقَهَاءُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ ، وَيَكْثُرُ
الْهَرْجُ قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ
بَيْنَكُمْ ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ رِجَالٌ
لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ زَمَانٌ
يُجَادِلُ الْمُنَافِقُ الْكَافِرُ الْمُشْرِكُ بِاللَّهِ الْمُؤْمِنَ بِمِثْلِ
مَا يَقُولُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8413- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ
يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ لَحِقَ بِالشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8414- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْعِرَاقِيُّ
، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : تُبْعَثُ
نَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ مِنْ مَشَارِقِ الأَرْضِ إِلَى مَغَارِبِهَا كَمَا يُسَاقُ
الْجَمَلُ الْكَسِيرُ لَهَا ، مَا تَتَخَلَّفَ مِنْهُمْ ، إِذَا قَالُوا قَالَتْ ،
وَإِذَا بَاتُوا بَاتَتْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8415- أَخْبَرَنَا غَيْلاَنُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ ،
بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ
أَبِي غَطَفَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، يَقُولُ : تَخْرُجُ مَعَادِنُ مُخْتَلِفَةٌ مَعْدِنٌ مِنْهَا قَرِيبٌ
مِنَ الْحِجَازِ يَأْتِيهِ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ ، يُقَالُ لَهُ فِرْعَوْنُ ،
فَبَيْنَمَا هُمْ يَعْمَلُونَ فِيهِ إِذْ حَسَرَ عَنِ الذَّهَبِ فَأَعْجَبَهُمْ
مُعْتَمَلُهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ وَبِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8416- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، أَنْبَأَ أَبُو التَّيَّاحِ ، قَالَ : صَلَّيْنَا الْجُمُعَةَ فَانْضَمَّ
النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى كَانُوا كَالرَّحَاءِ حَوْلَ أَبِي
رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : جَاءَ رَجُلاَنِ
إِلَى مَجْلِسِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَقَالاَ : يَا ابْنَ الصَّامِتِ
تُعِيدُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثْتَنَاهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ الْمَالِ
شَاتَيْنِ مَكِّيَّةٌ وَمَدَنِيِّةٌ تَرْعَى فَوْقَ رُءُوسِ الضِّرَابِ ، تَأْكُلُ
مِنْ وَرِقِ الْقَتَادِ وَالبَشَامِ ، وَيَأْكُلُ أَهْلُهُ مِنْ لُحْمَانِهِ ،
وَيَشْرَبُونَ مِنْ أَلْبَانِهِ ، وَجَرَاثِيمُ الْعَرَبِ تَرْتَهِشُ فِيهَا
الْفِتَنُ يَقُولُهَا ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَنَّ يَكُونَ
لِأَحَدِكُمْ ثَلاَثُ مِائَةِ شَاةٍ يَأْكُلُ مِنْ لُحْمَانِهَا ، وَيَشْرُبُ مِنْ
أَلْبَانِهَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ سَوَارِيكُمْ هَذِهِ ذَهَبًا وَفِضَّةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8417- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ
مَطَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : كَيْفَ أَنْتُمْ
إِذَا انْفَرَجْتُمْ عَنْ دِينِكُمُ انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ قُبُلِهَا.
8418- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ ، عَنْ
خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا انْفَرَجْتُمْ عَنْ دِينِكُمُ انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ
قُبُلِهَا لاَ تَمْنَعُ مَنْ يَأْتِيهَا ؟ قَالَ : فَقَالَ رَجُلَ : قَبَّحَ
اللَّهُ الْعَاجِزَ ، قَالَ : بَلْ قُبِّحْتَ أَنْتَ.
هَذَانِ الْحَدِيثَانِ صَحِيحَا الإِسْنَادَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8419- أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ
الْعَقَبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
، قَالَ : غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ
: مَا نِمْتُ الْبَارِحَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ : قَالُوا :
طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالُ قَدْ
طَرَقَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى خِلاَفِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ،
وَأَنَّ آيَةَ الدَّجَّالِ قَدْ مَضَى.
8420- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ
، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لِلدَّجَّالِ
آيَاتٌ مَعْلُومَاتٌ : إِذَا غَارَتِ الْعُيُونُ ، وَنَزَفَتِ الأَنْهَارُ ،
وَاصْفَرَّ الرَّيْحَانُ ، وَانْتَقَلَتْ مَذْحِجُ وَهَمْدَانُ مِنَ الْعِرَاقِ ،
فَنَزَلَتْ قِنَّسْرِينَ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ غَادِيًا أَوْ رَائِحًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8421- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عُقْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ أَوْسٍ السَّدُوسِيِّ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ قَطَرِيَّانِ ، وَعَلَيْهِ
عِمَامَةٌ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ سِرْبَالٌ - يَعْنِي الْقَمِيصَ - فَقُلْنَا لَهُ
: إِنَّكَ قَدْ رَوَيْتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَيْتَ
الْكُتُبَ ، فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ
الْعِرَاقِ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَكْذِبُونَ وَتُكَذِّبُونَ ،
وَتَسْخَرُونَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لاَ وَاللَّهِ ، لاَ نُكَذِّبُكَ ، وَلاَ
نَكْذِبُ عَلَيْكَ ، وَلاَ نَسْخَرُ مِنْكَ ، قَالَ : فَإِنَّ بَنِي قَنْطُورَاءَ
وَكُرْكِيٍّ لاَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَرْبِطُوا خُيُولَهُمْ بِنَخْلِ الاَيْلَةِ ،
كَمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ ؟ قَالَ : فَقُلْنَا : أَرْبَعُ فَرَاسِخَ ،
قَالَ : فَيَبْعَثُونَ أَنْ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا ، قَالَ : فَيَلْحَقُ
ثُلُثٌ بِهِمْ ، وَثُلُثٌ بِالْكُوفَةِ ، وَثُلُثٌ بِالأَعْرَابِ ، ثُمَّ
يَبْعَثُونَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا ،
فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ وَثُلُثٌ بِالأَعْرَابِ وَثُلُثٌ بِالشَّامِ ، قَالَ :
فَقُلْنَا : مَا أَمَارَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِذَا طَبَّقَتِ الأَرْضَ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8422- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ
، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ أَبَا
الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَوَعَيْتُ عَنْهُ ، وَأَدْرَكْتُ عُبَادَةَ
بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَوَعَيْتُ عَنْهُ ، وَفَاتَنِي مُعَاذُ
بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ يُجْلِسُهُ : اللَّهُ حَكَمُ قِسْطٍ تَبَارَكَ
اسْمُهُ ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ ، إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ
فِيهَا الْمَالُ ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الرَّجُلُ
وَالْمَرْأَةُ وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ ، فَيُوشِكُ
الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنُ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَمَا لِلنَّاسِ
لاَ يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟ ثُمَّ يَقُولُ : مَا هُمْ
مُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ فَإِيَّاكُمْ ، وَمَا ابْتَدَعَ
فَإِنَّ مَا ابْتَدَعَ ضَلاَلَةٌ ، اتَّقُوا زَلَّةَ الْحَكِيمِ فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلاَلَةَ ، وَيُلْقِي
لِلْمُنَافِقِ كَلِمَةَ الْحَقِّ ، قَالَ : قُلْنَا : وَمَا يُدْرِيكَ يَرْحَمُكَ
اللَّهُ أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلَقَّى كَلِمَةَ الْحَقِّ وَأَنَّ الشَّيْطَانَ
يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ ؟ قَالَ : اجْتَنِبُوا مِنْ كَلاَمِ
الْحَكِيمِ كُلَّ مُتَشَابِهٍ ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ قُلْتَ : مَا هَذَا ؟
وَلاَ يُنَبِّئُكَ ذَلِكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ وَيُلْقِي
الْحَقَّ فَاسْمَعْهُ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8423- أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ
بُسْرُ بْنُ سَهْلٍ اللَّبَّادُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ
رَجُلاً مِنْ أَعْدَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِالأَنْدَلُسِ يُقَالُ لَهُ : ذُو الْعُرْفِ
يَجْمَعُ مِنْ قَبَائِلِ الشِّرْكِ جَمْعًا عَظِيمًا ، يَعْرِفُ مَنْ
بِالأَنْدَلُسِ أَنْ لاَ طَاقَةَ لَهُمْ ، فَيَهْرُبُ أَهْلُ الْقُوَّةِ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ فِي السُّفُنِ ، فَيُجِيزُونَ إِلَى طَنْجَةَ وَيَبْقَى ضَعَفَةُ
النَّاسِ وَجَمَاعَتُهُمْ ، لَيْسَ لَهُمْ سُفُنٌ يُجِيزُونَ عَلَيْهَا ،
فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعْلاً وَيَعْبُرُ لَهُمْ فِي الْبَحْرِ ،
فَيُجِزِ الْوَعْلُ لاَ يُغَطِّي الْمَاءُ أَظْلاَفَهُ ، فَيَرَاهُ النَّاسُ فَيَقُولُونَ
: الْوَعْلُ الْوَعْلُ اتَّبِعُوهُ ، فَيُجِيزُ النَّاسُ عَلَى أَثَرِهِ كُلُّهُمْ
، ثُمَّ يَصِيرُ الْبَحْرُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَيُجِيزُ الْعَدُوُّ فِي
الْمَرَاكِبِ ، فَإِذَا حَسَّ بِهِمْ أَهْلُ الإِفْرِيقِيَّةِ هَرَبُوا كُلُّهُمْ
مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ وَمَعَهُمْ مَنْ كَانَ بِالأَنْدَلُسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ،
حَتَّى يَدْخُلُوا الْفُسْطَاطَ ، وَيُقْبِلُ ذَلِكَ الْعَدُوُّ حَتَّى يَنْزِلُوا
فِيمَا بَيْنَ مَرْيُوطَ إِلَى الأَهْرَامِ مَسِيرَةَ خَمْسَةِ بُرُدٍ ،
فَيَمْلاَونَ مَا هُنَالِكَ شَرًّا ، فَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَايَةُ
الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْجِسْرِ ، فَيَنْصُرُهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
فَيَهْزِمُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ إِلَى أَلُولَبَةَ مَسِيرَةَ عَشْرِ لَيَالٍ
، وَيَسْتَوْقِدُ أَهْلُ الْفُسْطَاطِ بِعَجَلِهِمْ وَأَدَاتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ
، وَيَنْفَلِتُ ذُو الْعُرْفِ مِنَ الْقَتْلِ وَمَعَهُ كِتَابٌ لاَ يَنْظُرُ فِيهِ
إِلاَّ وَهُوَ مُنْهَزِمٌ ، فَيَجِدُ فِيهِ ذِكْرَ الإِسْلاَمِ ، وَأَنَّهُ يُؤْمَرُ
فِيهِ بِالدُّخُولِ فِي السَّلَمِ ، فَيَسْأَلُ الأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى
مَنْ أَجَابَهُ إِلَى الإِسْلاَمِ مِنْ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَقْبَلُوا مَعَهُ ،
فَيُسْلِمُ فَيَصِيرُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْعَامُ الثَّانِي
رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ أَسِيسُ ، وَقَدْ جَمَعَ جَمْعًا عَظِيمًا
فَيَهْرُبُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ مِنْ أَسْوَانَ ، حَتَّى لاَ يَبْقَى بِهَا
وَلاَ فِيهَا دُونَهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ دَخَلَ الْفُسْطَاطَ ،
فَيَنْزِلُ أَسِيسُ بِجَيْشِهِ مَنْفَ ، وَهُوَ عَلَى رَأْسِ بَرَيْدٍ مِنَ الْفُسْطَاطِ
، فَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَايَةُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْجِسْرِ فَيَنْصُرُهُمُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ ، حَتَّى يُبَاعَ
الأَسْوَدُ بِعَبَاءَةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفُ الإِسْنَادِ عَلَى
شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَهُوَ أَصْلٌ فِي مَعْرِفَةِ وُقُوعِ الْفِتَنِ بِمِصْرَ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَمَنْفُ : هُوَ الَّذِي يَقُولُ مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ رَحِمَهُ
اللَّهُ فِيهِ:
سَأَلْتُ أَمْسِ قُصُورًا بِعَيْنِ شَمْسٍ وَمَنْفِ
..... عَنْ أَهْلِهَا أَيْنَ حَلُّوا فَلَمْ يُجِبْنِي بِحَرْفِ.
8424- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ
الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ فَنَادَى ابْنَ مَسْعُودٍ فَأَكَبَّ
عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَتَى أَضَلَّ ، وَأَنَا
أَعْلَمُ ؟ قَالَ : إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ إِذَا أَطَعْتَهُمْ
أَدْخَلُوكَ النَّارَ ، وَإِذَا عَصَيْتَهُمْ قَتَلُوكَ.
وَهَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ . قَالَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذِهِ أَحَادِيثُ
ذَكَرَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ فِي الْمَلاَحِمِ ، وَعَلَوْتُ فِيهَا
فَأَخْرَجْتُهَا ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ مَسَانِيدَ.
8425- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتَ
الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
8426- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ
، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : إِنَّ الْمَعَاقِلَ ثَلاَثَةٌ : فَمَعْقِلُ
النَّاسِ يَوْمَ الْمَلاَحِمِ بِدِمَشْقَ ، وَمَعْقِلُ النَّاسِ يَوْمَ
الدَّجَّالِ نَهْرُ أَبِي قَطْرَسٍ ، يَمْرُقُ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ :
بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَمَعْقِلُهُمْ يَوْمَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ بِطُورِ
سَيْنَاءَ.
8427- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا خُيِّرْتُمْ بَيْنَ الأَرَضِينَ ، فَلاَ
تَخْتَارُوا أَرْمِينِيَةَ ، فَإِنَّ فِيهَا قِطْعَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ تَعَالَى.
8428- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ
: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ كَعْبٍ ،
قَالَ : الْجَزِيرَةُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرَبَ أَرْمِينِيَةُ ، وَمِصْرُ
آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرَبَ الْجَزِيرَةُ ، وَالْكُوفَةُ آمِنَةٌ
مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرَبَ مِصْرُ ، وَلاَ تَكُونُ الْمَلْحَمَةُ حَتَّى
تَخْرَبَ الْكُوفَةُ ، وَلاَ تُفْتَحُ مَدِينَةُ الْكُفْرِ حَتَّى تَكُونَ
الْمَلْحَمَةُ ، وَلاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفْتَحَ مَدِينَةُ الْكُفْرِ.
8429- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : وَلَدَ
نُوحٌ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ثَلاَثَةً سَامَ ، وَحَامَ ، وَيَافِثَ ، فَوَلَدَ
سَامُ الْعَرَبَ وَفَارِسَ وَالرُّومَ وَفِي كُلِّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ ، وَوَلَدَ
حَامُ السُّودَانَ وَالْبَرْبَرَ وَالْقِبْطَ ، وَوَلَدَ يَافِثُ التُّرْكَ
وَالصَّقَالِبَةَ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
8430- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ
نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : لاَ تَكُونُ الْمَلاَحِمُ إِلاَّ عَلَى
يَدَيْ رَجُلٍ مِنْ آلِ هِرَقْلَ الرَّابِعِ أَوِ الْخَامِسِ يُقَالُ لَهُ
طَيَّارَةُ.
8431- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عَمْرٍو ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَرْيَمَ ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ :
مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ بِمَرْوَانَ وَهُوَ يَبْنِي دَارَهُ الَّتِي وَسَطَ
الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَالْعُمَّالُ يَعْمَلُونَ ، قَالَ :
ابْنُوا شَدِيدًا ، وَآمِلُوا بَعِيدًا ، وَمُوتُوا قَرِيبًا ، فَقَالَ مَرْوَانُ
: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ الْعُمَّالَ ، فَمَاذَا تَقُولُ لَهُمْ يَا
أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : ابْنُوا شَدِيدًا وَآمِلُوا بَعِيدًا وَمُوتُوا
قَرِيبًا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - اذْكُرُوا كَيْفَ كُنْتُمْ
أَمْسِ وَكَيْفَ أَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ تُخْدِمُونَ أَرِقَّاءَكُمْ فَارِسَ
وَالرُّومَ ، كُلُوا خُبْزَ السَّمِيذِ ، وَاللَّحْمَ السَّمِينَ لاَ يَأْكُلُ
بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَلاَ تَكَادَمُوا تَكَادُمَ الْبَرَاذِينِ ، وَكُونُوا
الْيَوْمَ صِغَارًا تَكُونُوا غَدًا كِبَارًا ، وَاللَّهِ لاَ يَرْتَفِعُ مِنْكُمْ
رَجُلٌ دَرَجَةً إِلاَّ وَضَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
8432- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي
قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ
ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةَ ، ثُمَّ لاَ يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ
، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيُقَاتِلُونَكُمْ
قِتَالاً لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْمٌ - ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا فَقَالَ - إِذَا
رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ
اللهِ الْمَهْدِيُّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
8433- أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الْفَقِيهُ
بِبُخَارَى ، أَنْبَأَ أَبُو هَارُونَ سَهْلُ بْنُ شَاذَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ - أَوْ قَالَ :
بِرَسَنِ فَرَسِهِ - خَلْفَ أَعْدَاءِ اللهِ يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ ، أَوْ
رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ الَّذِي عَلَيْهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8434- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ دَارِمٍ الْحَافِظُ
، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سُدَيْرٍ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ،
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، وَعَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسْتَبْشِرًا يُعْرَفُ السُّرُورُ
فِي وَجْهِهِ ، فَمَا سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرَنَا بِهِ ، وَلاَ
سَكَتْنَا إِلاَّ ابْتَدَأَنَا ، حَتَّى مَرَّتْ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ
فِيهِمُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْتَزَمَهُمْ وَانْهَمَلَتْ عَيْنَاهُ
، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا
نَكْرَهُهُ ، فَقَالَ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ
عَلَى الدُّنْيَا ، وَإِنَّهُ سَيَلْقَى أَهْلُ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي تَطْرِيدًا
وَتَشْرِيدًا فِي الْبِلاَدِ ، حَتَّى تَرْتَفِعَ رَايَاتٌ سُودٌ مِنَ الْمَشْرِقِ
، فَيَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلاَ يُعْطَوْنَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلاَ
يُعْطَوْنَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلاَ يُعْطَوْنَهُ ، فَيُقَاتِلُونَ
فَيُنْصَرُونَ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَعْقَابِكُمْ فَلْيَأْتِ
إِمَامَ أَهْلَ بَيْتِي وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهَا رَايَاتُ
هُدًى يَدْفَعُونَهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ،
وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي ، فَيَمْلِكُ الأَرْضَ فَيَمْلاَهَا قِسْطًا
وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا.
8435- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَتْكُمُ الْفِتْنَةُ
تَرْمِي بِالرَّضَفِ ، أَتَتْكُمُ الْفِتْنَةُ السَّوْدَاءُ الْمُظْلِمَةُ ، إِنَّ
لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٌ وَنَقَفَاتٌ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ
فِي وَقَفَاتِهَا فَلْيَفْعَلْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8436- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا
هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلاَبِيُّ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَكُونُ
فِتْنَةٌ يَقْتَتِلُونَ عَلَيْهَا عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ ، قَتْلاَهَا فِي
النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8437- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي خُثَيْمٍ ، عَنْ نَافِعٍ
بْنِ سَرْجِسَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَيُّهَا
النَّاسُ ، أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، إِنَّمَا
خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا أَوْ قَالَ : مِنْهَا صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسَلِ غَنَمِهِ
، أَوْ رَجُلٌ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8438- أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ، أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَيْدَرَ الْحِمْيَرِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَدَوِيُّ
، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَنْزِلُ بِأُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ
بَلاَءٌ شَدِيدٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ لَمْ يُسْمَعْ بَلاَءٌ أَشَدُّ مِنْهُ ،
حَتَّى تَضِيقَ عَنْهُمُ الأَرْضُ الرَّحْبَةُ ، وَحَتَّى يُمْلاَ الأَرْضُ
جَوْرًا وَظُلْمًا ، لاَ يَجِدُ الْمُؤْمِنُ مَلْجَأً يَلْتَجِئُ إِلَيْهِ مِنَ
الظُّلْمِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلاً مِنْ عِتْرَتِي ، فَيَمْلاَ
الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً ، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ
السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ ، لاَ تَدَّخِرُ الأَرْضُ مِنْ بَذْرِهَا شَيْئًا
إِلاَّ أَخْرَجَتْهُ ، وَلاَ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَيْئًا إِلاَّ صَبَّهُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا ، يَعِيشُ فِيهَا سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ أَوْ
تِسْعَ ، تَتَمَنَّى الأَحْيَاءُ الأَمْوَاتَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
بِأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ خَيْرِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8439- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ
الْجُمَحِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْفُرَاتِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَأْتِي عَلَى
النَّاسِ سَنَوَاتٌ جَدِعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا
الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ،
وَيَنْطِقُ فِيهِمُ الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا
الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ
الْعَامَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8440- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ أَيُّوبُ
، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ ،
وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ
وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ ، يَقْرَأُهُ الرَّجُلُ
سِرًّا فَلاَ يُتَّبَعُ عَلَيْهَا ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لاَقْرَأَنَّهُ عَلاَنِيَةً
، ثُمَّ يَقْرَأُهُ عَلاَنِيَةً فَلاَ يُتَّبَعُ عَلَيْهَا ، فَيَتَّخِذُ
مَسْجِدًا وَيَبْتَدِعُ كَلاَمًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ وَلاَ مِنْ سُنَّةِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُ
فَإِنَّ كُلَّ مَا ابْتَدَعَ ضَلاَلَةٌ قَالَ : وَلَمَّا مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ
جَبَلٍ مَرَضَهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ كَانَ يُغْشَى عَلَيْهِ أَحْيَانًا ،
وَيُفِيقُ أَحْيَانًا ، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ
، ثُمَّ أَفَاقَ وَأَنَا مُقَابِلَهُ أَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ
: وَاللَّهِ لاَ أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَنَالُهَا مِنْكَ ، وَلاَ عَلَى
نَسَبٍ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْحُكْمِ
الَّذِي أَسْمَعُ مِنْكَ يَذْهَبُ ، قَالَ : فَلاَ تَبْكِ فَإِنَّ الْعِلْمَ
وَالإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا فَابْتَغِهِ حَيْثُ
ابْتَغَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، فَإِنَّهُ سَأَلَ
اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ وَتَلاَ : {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي
سَيَهْدِينِ} وَابْتَغِهِ بَعْدِي عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ ، وَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ عِنْدَ
وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَسَلْ عَنِ النَّاسِ أَعْيَانَهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ
، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ ، وَسَلْمَانُ ، وَعُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ ،
وَإِيَّاكَ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ وَحُكْمَ الْمُنَافِقِ قَالَ : قُلْتُ :
وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ زَيْغَةَ الْحَكِيمِ ؟ قَالَ : كَلِمَةُ ضَلاَلَةٍ
يُلْقِيهَا الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ فَلاَ يَحْمِلُهَا وَلاَ
يَتَأَمَّلُ مِنْهُ ، فَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ الْحَقَّ ، فَخُذِ
الْعِلْمَ أَنَّى جَاءَكَ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا ، وَإِيَّاكَ
وَمُعْضِلاَتِ الآمُورِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8441- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنِ بْنِ سُفْيَانَ
الطَّائِيُّ بِحِمْصَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ
الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنِ
الْعَلاَءِ بْنِ عُتْبَةَ الْيَحْصِبِيِّ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ
الْعَبْسِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْفِتَنَ وَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ
، فَقَالَ قَائِلٌ : وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ ؟ قَالَ : هِيَ فِتْنَةَ هَرَبٍ وَحَرْبٍ ،
ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّى أَوِ السَّرَّاءِ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى
رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدَّهْمَاءِ لاَ تَدَعُ مِنْ
هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً ، فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ
تَمَادَتْ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، حَتَّى
يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ : فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ ،
وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ
مِنَ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8442- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ ، عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ
الإِنْسَانَ ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذْبَةُ سَوْطِهِ ، وَشِرَاكِ
نَعْلِهِ ، وَتُخْبِرُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8443- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ
عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا أَحَبَّ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ لاَ ، فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ
كَانَ رَأَى حَلاَلاً كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ ،
وَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا كَانَ يَرَاهُ حَلاَلاً فَقَدْ أَصَابَتْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8444- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ
الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا رَاعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى
شَاةٍ مِنَ الشِّيَاهِ ، فَحَالَ الرَّاعِي بَيْنَ الذِّئْبِ وَبَيْنَ الشَّاةِ ،
فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، تَحُولُ
بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا
عَجَبَاهْ ذِئْبٌ يُكَلِّمُنِي بِكَلاَمِ الإِنْسَانِ فَقَالَ الذِّئْبُ : أَلاَ
أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنِّي ، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ، فَزَوَى الرَّاعِي
شِيَاهَهُ إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8445- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
أَوْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ خُرُوجِ
أَمِيرٍ أَوْ قَبِيلَةٍ ، فَتَظْهَرُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَظْهَرُ وَهِيَ
ذَلِيلَةٌ ، فَيَرْغَبُ فِيهَا مَنْ يَلِيهَا مِنْ عَدُوِّهَا ، فَيَتَقَحَّمُ فِي
النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8446- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ
الْمُذَكِّرُ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ،
عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
تُعْرَضُ فِتْنَةٌ عَلَى الْقُلُوبِ ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ
نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ لَمْ يُنْكِرْهَا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ
نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، ثُمَّ تُعْرَضُ فِتْنَةٌ أُخْرَى عَلَى الْقُلُوبِ ، فَإِنْ
أَنْكَرَهَا الْقَلْبُ الَّذِي أَنْكَرَهَا فِي الْمَرَّةِ الأُولَى نُكِتَتْ فِي
قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْهَا نُكِتَتْ نُكْتَةٌ
سَوْدَاءُ ، ثُمَّ تُعْرَضُ فِتْنَةٌ أُخْرَى عَلَى الْقُلُوبِ ، فَإِنْ
أَنْكَرَهَا الَّذِي أَنْكَرَهَا فِي الْمَرَّتَيْنِ الآولَيَيْنِ اشْتَدَّ
وَابْيَضَّ وَصَفَا وَلَمْ تَضُرَّهُ فِتْنَةٌ أَبَدًا ، وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْهَا
فِي الْمَرَّتَيْنِ الآولَيَيْنِ اسْوَدَّ وَارْتَدَّ وَنَكَسَ فَلاَ يَعْرِفُ
حَقًّا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8447- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ
الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ عَيَّاشٍ ، أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
، عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَالَ
لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُحَذِّرُكُمْ سَبْعَ
فِتَنٍ تَكُونُ بَعْدِي : فِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَفِتْنَةً
بِمَكَّةَ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ الْيَمَنِ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ
الشَّامِ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ الْمَشْرِقِ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ
الْمَغْرِبِ ، وَفِتْنَةً مِنْ بَطْنِ الشَّامِ وَهِيَ السُّفْيَانِيُّ.
قَالَ : فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : مِنْكُمْ مَنْ
يُدْرِكُ أَوَّلَهَا ، وَمِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يُدْرِكُ آخِرَهَا ، قَالَ
الْوَلِيدُ بْنُ عَيَّاشٍ : فَكَانَتْ فِتْنَةُ الْمَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ طَلْحَةَ
وَالزُّبَيْرِ ، وَفِتْنَةُ مَكَّةَ فِتْنَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
وَفِتْنَةُ الشَّامِ مِنْ قِبَلِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَفِتْنَةُ الْمَشْرِقِ مِنْ
قِبَلِ هَؤُلاَءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8448- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ
عَمَّارٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْفِلَسْطِينِيُّ ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْخُشُوعُ ، وَآخِرُ
مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاَةُ ، وَلَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ
عُرْوَةً عُرْوَةً ، وَلَيُصَلِّيَنَّ النِّسَاءُ وَهُنَّ حُيَّضٌ ،
وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ ،
وَحَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ ، لاَ تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ ، وَلاَ
يُخْطِأَنَّكُمْ حَتَّى تَبْقَى فِرْقَتَانِ مِنْ فِرَقٍ كَثِيرَةٍ فَتَقُولُ
إِحْدَاهُمَا : مَا بَالُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، لَقَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَ
قَبْلَنَا إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} لاَ تُصَلُّوا إِلاَّ ثَلاَثًا ، وَتَقُولُ
الآخْرَى : إِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ كَإِيمَانِ الْمَلاَئِكَةِ مَا
فِينَا كَافِرٌ وَلاَ مُنَافِقٌ ، حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يَحْشُرَهُمَا مَعَ
الدَّجَّالِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8449- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي
الطُّفَيْلِ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَعُمَرُ ، وَابْنُ ضَلِيعٍ إِلَى حُذَيْفَةَ
بْنِ الْيَمَانِ ، وَعِنْدَهُ سِمَاطَانِ مِنَ النَّاسِ ، فَقُلْنَا : يَا حُذَيْفَةُ
، أَدْرَكْتَ مَا لَمْ نُدْرِكْ ، وَعَلِمْتَ مَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَسَمِعْتَ مَا
لَمْ نَسْمَعْ ، فَحَدِّثْنَا بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ،
فَقَالَ : لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مَا انْتَظَرْتُمْ بِيَ
اللَّيْلَ الْقَرِيبَ ، قَالَ : قُلْنَا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، وَلَكِنْ
حَدِّثْنَا بِأَمْرٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، قَالَ : لَوْ
حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ أُمَّ أَحَدِكُمْ تَغْزُو فِي كَتِيبَةٍ حَتَّى تَضْرِبَ
بِالسَّيْفِ مَا صَدَّقْتُمُونِي ، قُلْنَا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ
وَلَكِنْ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لاَ يَزَالُ بِكُلِّ
عَبْدٍ صَالِحٍ يَقْتُلُهُ ، وَيُهْلِكُهُ وَيُفْنِيهِ حَتَّى يُدْرِكَهُمُ
اللَّهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ فَتَقْتُلَهُمْ حَتَّى لاَ يَمْنَعَ ذَنَبَ
تَلْعَةٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ ضَلِيعٍ
: وَاثُكْلَ أُمِّهِ أَلَهَوْتَ النَّاسَ إِلاَّ عَنْ
مُضَرَ ، قَالَ : أَلَسْتَ مِنْ مُحَارِبِ خَصَفَةَ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ :
فَإِذَا رَأَيْتَ قَيْسًا قَدْ تَوَالَتِ الشَّامَ فَخُذْ حِذْرَكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8450- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ لِمَرْوَانَ
بْنِ الْحَكَمِ : أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدِي
غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَقَدْ شَهِدَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ بِصِحَّةِ
هَذَا الْحَدِيثِ.
8451- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
ثَرْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ فَإِذَا الْقَوْمُ عِنْدَهُ ،
فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ تَدَعُ ظَلَمَةُ مُضَرَ عَبْدًا لِلَّهِ مُؤْمِنًا إِلاَّ
قَتَلُوهُ أَوْ فَتَنُوهُ حَتَّى يَضُرَّ بِهُمُ اللَّهُ ، وَالْمُؤْمِنُونَ
حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ : أَتَقُولُ هَذَا وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ
مُضَرَ ، قَالَ : لاَ أَقُولُ إِلاَّ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8452- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ
الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ الَّذِي بِالشَّامِ
يَعْنِي مَرْوَانَ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ، وَأَنَّ ذَلِكَ
الَّذِي بِمَكَّةَ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى
الدُّنْيَا ، وَأَنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَهُمْ قُرَّاءَكُمْ وَاللَّهِ إِنْ
يُقَاتِلُونَ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا فَقَالَ لَهُ أَبِي : فَمَا تَأْمُرُنَا إِذًا ؟ قَالَ :
لاَ أَرَى خَيْرَ النَّاسِ إِلاَّ عِصَابَةً مُلَبِّدَةً وَقَالَ بِيَدِهِ خِمَاصَ
الْبُطُونِ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ ، خِفَافَ الظُّهُورِ مِنْ دِمَائِهِمْ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ
، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ قَالَ
لِرَجُلٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْقِتَالِ مَعَ الْحَجَّاجِ ، أَوْ مَعَ ابْنِ
الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَعَ أَيِّ الْفَرِيقَيْنِ قَاتَلْتَ
فَقُتِلَتْ فَفِي لَظًى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8453- أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَبُ ،
بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ
: بَعْضُنَا : حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ فَعَلْتُ لَرَجَمْتُمُونِي ،
قَالَ : قُلْنَا سُبْحَانَ اللهِ أَنَحْنُ نَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ قَالَ :
أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ بَعْضَ أُمَّهَاتِكُمْ تَأْتِيكُمْ فِي
كَتِيبَةٍ كَثِيرٍ عَدَدُهَا ، شَدِيدٍ بَأْسُهَا صَدَقْتُمْ بِهِ ؟ قَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ
وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهَذَا ؟ ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ : أَتَتْكُمُ الْحُمَيْرَاءُ فِي
كَتِيبَةٍ يَسُوقُهَا أَعْلاَجُهَا حَيْثُ تَسُوءُ وُجُوهَكُمْ ثُمَّ قَامَ
فَدَخَلَ مَخْدَعًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8454- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ
الْخَوْلاَنِيُّ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ :
وَاللَّهِ إِنِّي لاَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ بَيْنِي
وَبَيْنَ السَّاعَةِ ، وَمَا ذَاكَ أَنْ يَكُونَ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا غَيْرِي ، وَلَكِنْ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا
فِيهِ عَنِ الْفِتَنِ ، وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ فِيهِنَّ ثَلاَثٌ لاَ تَذَرُنَّ
شَيْئًا مِنْهُنَّ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ ،
فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8455- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنِّي
لاَعْلَمُ فِتْنَةً يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَبْلَهَا مَعَهَا كَنَفْحَةِ
أَرْنَبٍ ، وَإِنِّي لاَعْلَمُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا
قُلْنَا :
وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا ؟ قَالَ : أُمْسِكُ يَدِي حَتَّى يَجِيءَ مَنْ يَقْتُلُنِي.
قَالَ مَعْمَرٌ : وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا أَنَّ
امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهَا : ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ لِي يَدِي ، قَالَتْ : وَمَا شَأْنُ
يَدِكِ ؟ قَالَتْ : كَانَ لِي أَبَوَانِ فَكَانَ أَبِي كَثِيرَ الْمَالِ كَثِيرَ
الْمَعْرُوفِ كَثِيرَ الْفَضْلِ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ
أُمِّي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، لَمْ أَرَهَا تَصَدَّقَتْ بِشَيْءٍ قَطُّ غَيْرَ
أَنَّا نَحَرْنَا بَقَرَةً فَأَعْطَتْ مِسْكِينًا شَحْمَةً فِي يَدِهِ ،
وَأَلْبَسَتْهُ خِرْقَةً ، فَمَاتَتْ أُمِّي وَمَاتَ أَبِي فَرَأَيْتُ أَبِي عَلَى
نَهْرٍ يَسْقِي النَّاسَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ هَلْ رَأَيْتَ أُمِّي ؟ قَالَ
: لاَ أَوَمَاتَتْ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَذَهَبْتُ أَلْتَمِسُهَا فَوَجَدْتُهَا
قَائِمَةً عُرْيَانَةً لَيْسَ عَلَيْهَا إِلاَّ تِلْكَ الْخِرْقَةِ وَتِلْكَ
الشَّحْمَةِ فِي يَدِهَا ، وَهِيَ تَضْرِبُ بِهَا فِي يَدِهَا الآخْرَى ، ثُمَّ
تَعَضُّ أَثَرَهَا ، وَتَقُولُ : وَاعَطَشَاهُ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّهْ أَلاَ
أَسْقِيكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى ، فَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ
وَأَخَذْتُ مِنْ عِنْدِهِ إِنَاءً فَسَقَيْتُهَا فَنَبِهَ بِي بَعْضُ مَنْ كَانَ
عِنْدَهَا قَائِمًا ، فَقَالَ : مَنْ سَقَاهَا أَشَلَّ اللَّهُ يَدَهُ ،
فَاسْتَيْقَظْتُ وَقَدْ شُلَّتْ يَدِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8456- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ، قَالاَ : أَنْبَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي مُعَاوِيَةُ
بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ، أَخْبَرَنَا بِمَا يَكُونُ فِيهِ إِلَى قِيَامِ
السَّاعَةِ عَقِلَهُ فِينَا مِنْ عَقِلَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . وَقَدْ رَوَاهُ
أَبُو عَوَانَةَ ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعْطَّارُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، وَعَاصِمُ
بْنُ أَبِي النَّجُودِ إِمَامٌ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ فِي الْقُرْآنِ
وَسَائِرِ الْعُلُومِ إِذَا انْفَرَدَ بِالْحَدِيثِ لَزِمَنَا قَبُولَهُ.
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ:
8457- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَقَامًا ، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا إِلاَّ ذَكَرَهُ إِلَى أَنْ تَقُومَ
السَّاعَةُ عَقِلَهُ مَنْ عَقِلَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ.
8458- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَرَعَةِ ، قَالَ
جُنْدُبٌ : وَاللَّهِ لَيُهْرَاقَنَّ دِمَاءٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : كَلاَ وَاللَّهِ
. قَالَ : قُلْتُ : أَرَاكَ الْيَوْمَ جَلِيسَ سُوءٍ ، تَسْمَعُنِي أُحَدِّثُ
وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ
يَنْهَانِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ وَمَا لِلْغَضَبِ ؟ قَالَ : فَأَقْبَلْتُ
أَسْأَلُهُ فَإِذَا هُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8459- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ بَدَأَ هَذَا
الأَمْرَ حِينَ بَدَأَ بِنُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى خِلاَفَةٍ ،
ثُمَّ يَعُودُ إِلَى سُلْطَانٍ وَرَحْمَةٍ ، ثُمَّ يَعُودُ مُلْكًا وَرَحْمَةً ،
ثُمَّ يَعُودُ جَبْرِيَّةً تَكَادَمُونَ تَكَادُمَ الْحَمِيرِ ، أَيُّهَا النَّاسُ
، عَلَيْكُمْ بِالْغَزْوِ وَالْجِهَادِ مَا كَانَ حُلْوًا خَضِرًا قَبْلَ أَنْ
يَكُونَ مُرًّا عَسِرًا ، وَيَكُونُ تَمَامًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ رِمَامًا أَوْ يَكُونَ
حُطَامًا ، فَإِذَا أَشَاطَتِ الْمَغَازِي وَأُكِلَتِ الْغَنَائِمُ وَاسْتُحِلَّ
الْحَرَامُ ، فَعَلَيْكُمْ بِالرِّبَاطِ فَإِنَّهُ خَيْرُ جِهَادِكُمْ.
8460- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ أَحْمَدَ الْحَفِيدُ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ،
أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ
، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ ،
حَتَّى لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ، وَيُسَرَّى عَلَى كِتَابِ
اللهِ فِي لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَيَبْقَى
طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ ، يَقُولُونَ
: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
فَنَحْنُ نَقُولُهَا قَالَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ لِحُذَيْفَةَ : فَمَا تُغْنِي
عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صِيَامٌ وَلاَ
صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، فَرَدَّدَهَا عَلَيْهِ
ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي
الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8461- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي
سِلْكٍ ، يُقْطَعُ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
قَالَ خَالِدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ : كُنَّا نَادِينَ
بِالصَّبَاحِ ، وَهُنَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ هُنَاكَ امْرَأَةٌ
مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ يُقَالُ لَهَا : فَاطِمَةُ ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ
بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ : ذَاكَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَتْ : أَكَذَاكَ يَا
عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو تَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكِتَابِ ؟ قَالَ : لاَ
أَجِدُهُ بِاسْمِهِ وَلَكِنْ أَجِدُ رَجُلاً مِنْ شَجَرَةِ مُعَاوِيَةَ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ
، وَيُسْتَحَلُّ الأَمْوَالَ ، وَيَنْقُضُ هَذَا الْبَيْتَ حَجَرًا حَجَرًا ،
فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ وَأَنَا حَيٌّ وَإِلاَّ فَاذْكُرِينِي ، قَالَ : وَكَانَ
مَنْزِلُهَا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْحَجَّاجِ ، وَابْنِ
الزُّبَيْرِ وَرَأَتِ الْبَيْتَ يُنْقَضُ ، قَالَتْ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ اللهِ
بْنَ عَمْرٍو قَدْ كَانَ حَدَّثَنَا بِهَذَا.
8462- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْفَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا سُئِلْتُمُ
الْحَقَّ فَأَعْطَيْتُمُوهُ ، وَإِذَا سَأَلْتُمْ حَقَّكُمْ فَمُنِعْتُمُوهُ
قَالُوا : نَصْبِرُ ، قَالَ : دَخَلْتُمُوهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8463- أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ
الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَجِيءُ
قَوْمٌ صِغَارُ الْعُيُونِ ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَجَفُ ،
فَيُلْحِقُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ بِمَنَابِتِ الشِّيحِ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ وَقَدْ رَبَطُوا خُيُولَهُمْ بِسَوَارِي الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :
التُّرْكُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَلَى حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ عِرَاضَ الْوُجُوهِ صِغَارَ
الْعُيُونِ ، ذُلْفَ الآنُوفِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
8464- سَمِعْتُ الْفَقِيهَ الأَدِيبُ الأَوْحَدُ أَبَا بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَفَّالُ غَيْرَ مَرَّةٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ النَّحْوِيُّ ، يَقُولُ : أَوَّلُ مَنْ
مَدَحَ التُّرْكَ مِنْ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الرُّومِيُّ
حَيْثُ يَقُولُ:
إِذَا ثَبَتُوا فَسَدٌّ مِنْ حَدِيدٍ ..... تَخَالُ
عُيُونَنَا فِيهِ تَحَارُ
وَإِنْ بَرَزُوا فَنِيرَانٌ تَلَظَّى ..... عَلَى
الأَعْدَاءِ يَصْرِفُهَا اسْتَعَارُ
مُلُوكُ الأَرْضِ أَعْيُنُهُمْ صِغَارُ ..... إِذَا
بَرَزُوا وَأَنْفُسُهُمْ كِبَارُ.
8465- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ،
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَأَنِّي
بِالتُّرْكِ قَدْ أَتَتْكُمْ عَلَى بَرَاذِينَ مُجَذَّمَةِ الأَذَانِ حَتَّى
تَرْبِطُهَا بِشَطِّ الْفُرَاتِ.
8465أ- أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَبِي الأَسْوَدِ الدُّئِلِيُّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ :
يُوشِكُ أَنْ لاَ يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ قَتِيلٌ ،
أَوْ أَسِيرٌ يَحْكُمُ فِي دَمِهِ . فَقَالَ زُرْعَةُ بْنُ ضَمْرَةَ : أَتَظْهَرُ
الْمُشْرِكُونَ عَلَى الإِسْلاَمِ ؟ قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ بَنِي
عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَدَافَعَ مَنَاكِبُ
نِسَاءِ بَنِي عَامِرٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ ، قَالَ : فَذَكَرَ قَوْلَهُ
لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : عَبْدُ اللهِ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ
ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.
8466- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يُوشِكُ بَنُو قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَ أَنْ
يُخْرِجُوا أَهْلَ الْعِرَاقِ مِنْ أَرْضِهِمْ قُلْتُ : ثُمَّ يَعُودُونَ ؟ قَالَ : إِنَّكَ
لَتَشْتَهِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : وَيَكُونُ لَهُمْ سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
8467- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ : أَوْشَكَ بَنُو قَنْطُورَاءَ أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ
الْعِرَاقِ قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ يَعُودُونَ ؟ قَالَ : وَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ، ثُمَّ
يَعُودُونَ وَيَكُونُ لَهُمْ بِهَا سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَبَنُو قَنْطُورَاءَ هُمُ التُّرْكُ.
8468- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ غِيَاثٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْهَيْثَمِ الْبَكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ ،
عَنِ الأَعْرَجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ
الأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ ، ذُلْفَ الآنُوفِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَا فِيهِ : حُمْرَ الْوُجُوهِ.
8469- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : هَلْ سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ
مِنْهَا فِي الْبِرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوهَا سَبْعُونَ
أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ ، حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا ، فَلَمْ
يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالَ : فَيَقُولُونَ : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا قَالَ ثَوْرٌ
: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ : جَانِبُهَا الَّذِي يَلِي الْبَرَّ ، ثُمَّ
يَقُولُونَ الثَّانِيَةَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ،
فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ، ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّالِثَةَ : لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيُفْرَجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَهَا
فَيَغْنَمُونَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ إِذَا جَاءَهُمُ
الصَّرِيخُ : أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ
وَيَرْجِعُونَ يُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْمَدِينَةُ هِيَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ قَدْ
صَحَّتِ الرِّوَايَةُ أَنَّ فَتْحَهَا مَعَ قِيَامِ السَّاعَةِ.
8470- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْبَرَنِي
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ
مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكَرْمَانَ ،
قَوْمٌ مِنَ الأَعَاجِمِ ، حُمْرُ الْوُجُوهِ ، فُطْسُ الآنُوفِ ، صِغَارُ
الأَعْيُنِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ، نِعَالُهُمُ
الشَّعْرُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8471- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ
، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ
فَجَاءَ
رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَيْسَ لَهُ
هِجِّيرٌ : أَلاَ
يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ مُتَّكِئًا
فَقَعَدَ ، فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقَسَّمَ مِيرَاثٌ
، وَلاَ يَفْرَحُ بِغَنِيمَةٍ عَدُوٍّ ، يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ
وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَمِ وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ قُلْتُ :
الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالُ رِدَّةً
شَدِيدَةً ، فَيَتَشَرَّطُ الْمُسْلِمُونَ شَرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ
إِلاَّ غَالِبَةٌ ، فَيُقَاتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ
هَؤُلاَءِ وَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ،
ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شَرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ
غَالِبَةً ، فَيُقَاتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ
هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ
يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شَرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ،
فَيُقَاتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ
غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّابِعُ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ
أَهْلِ الإِسْلاَمِ فَجَعَلَ اللَّهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ ، فَيَقْتَتِلُونَ
مَقْتَلَةً عَظِيمَةً إِمَّا قَالَ : لَمْ يُرَ مِثْلُهَا ، وَإِمَّا قَالَ : لَنْ
نَرَ مِثْلَهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَلاَ
يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا ، فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ وَكَانُوا
مِائَةً ، فَلاَ يَجِدُونَ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ،
فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يَفْرَحُ أَوْ مِيرَاثٍ يُقَسَّمُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُمْ
كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِنَاسٍ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ ذَاكَ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ
أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَّفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي
أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشْرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لاَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ
وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى
ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ وَقَالَ : هُمْ خَيْرٌ مَنْ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8472- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ سُفْيَانُ : لاَ أَعْلَمُ
إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا
وَأَنْهَارًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8473- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ
، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْنَا
عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِنُعَارِضَ مُصْحَفَنَا
بِمُصْحَفِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا
وَتَطَيَّبْنَا ، وَرُحْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ
يُحَدِّثُ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَتَحَوَّلْنَا إِلَيْهِ ،
فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةُ أَمْصَارٍ :
مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، وَمِصْرٌ بِالْجَزِيرَةِ ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ
، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلاَثَ فَزَعَاتٍ فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي عِرَاضِ
جَيْشٍ فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرُدُّهُ
الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، فَتَصِيرُ أَهْلُهَا ثَلاَثَ
فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تُقِيمُ وَتَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ
تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ ،
ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِمْ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ :
فِرْقَةٌ تَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ
، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ ، ثُمَّ يَأْتِي الشَّامَ
فَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقَ فَيَبْعَثُونَ بِسَرْحٍ لَهُمْ
، فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ
شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وِتْرَ قَوْسِهِ
فَيَأْكُلُهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ
: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمُ الْغَوْثُ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ :
إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ ، فَيَقُولُ لَهُ إِمَامُ
النَّاسِ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللهِ فَصَلِّ بِنَا ، فَيَقُولُ : إِنَّكُمْ
مَعْشَرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أُمَرَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، تَقَدَّمْ أَنْتَ
فَصَلِّ بِنَا ، فَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي بِهِمْ فَإِذَا انْصَرَفَ أَخَذَ عِيسَى
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ حَرْبَتَهُ نَحْوَ الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ ذَابَ
كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، فَتَقَعُ حَرْبَتُهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ
، ثُمَّ يَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ فَلَيْسَ شَيْءٌ يَوْمَئِذٍ يُحْبَسُ مِنْهُمْ
أَحَدًا ، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ
فَاقْتُلْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ بِذِكْرِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8474- وَقَدْ حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَإِسْحَاقُ
بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ،
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَمَّنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ . ثُمَّ
ذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ سَوَاءً ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبَ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
8475- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ بِحِمْصَ ،
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ،
عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا بَلَغَتْ
بَنُو أُمَيَّةَ أَرْبَعِينَ ، اتَّخَذُوا عِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ
نِحَلاً ، وَكِتَابَ اللهِ دَغَلاً.
8476- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ
الْوَلِيدِ ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، يَقُولُ : إِذَا بَلَغَتْ بَنُو أُمَيَّةَ أَرْبَعِينَ اتَّخَذُوا عِبَادَ اللهِ
خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ نِحَلاً ، وَكِتَابَ اللهِ دَغَلاً.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ : وَحَدَّثَنِي عَمَّارُ
بْنُ أَبِي عَمَّارٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
هَلاَكُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَلِهَذَا الْحَدِيثِ تَوَابِعُ وَشَوَاهِدُ عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَحَابَتِهِ الطَّاهِرِينَ ،
وَالأَئِمَّةِ مِنَ التَّابِعِينَ ، لَمْ يَسَعُنِي إِلاَّ ذِكْرُهَا فَذَكَرْتُ
بَعْضَ مَا حَضَرَنِي مِنْهَا.
8477- فَمِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ
حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى
بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ
الْقُشَيْرِيُّ ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْتَمْلِي ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الإِمَامُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مِينَاءَ
مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: كَانَ لاَ يُولَدُ لِأَحَدٍ مَوْلُودٌ إِلاَّ أُتِيَ
بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُ فَأُدْخِلَ
عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، فَقَالَ : هُوَ الْوَزَغُ بْنُ الْوَزَغِ الْمَلْعُونُ
ابْنُ الْمَلْعُونِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8478- وَمِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الأَزْرَقِ ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ حَلاَمِ بْنِ جِذْلٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ جُنْدُبَ بْنَ جُنَادَةَ الْغِفَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا بَلَغَ بَنُو
أَبِي الْعَاصِ ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلاً ، وَعِبَادَ
اللهِ خَوَلاً ، وَدِينَ اللهِ دَغَلاً قَالَ حَلاَمٌ : فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَى
أَبِي ذَرٍّ ، فَشَهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا أَظَلَّتِ
الْخَضْرَاءُ ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ
أَبِي ذَرٍّ وَأَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
8479- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الإِمَامُ ،
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى حَمُّويَهْ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ
، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا
دَيْنَ اللهِ دَغَلاً ، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ دُوَلاً.
هَكَذَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ ، عَنْ عَطِيَّةَ.
8480- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ
دُوَلاً ، وَدِينَ اللهِ دَغَلاً ، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً.
8481- وَمِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ ، مُؤَذِّنُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنِّي أُرِيتُ
فِي مَنَامِي كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ يَنْزُونَ عَلَى
مِنْبَرِي كَمَا تَنْزُو الْقِرَدَةُ.
قَالَ : فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى تُوُفِّيَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8482- وَمِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ
هِلاَلٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ
، قَالَ : كَانَ أَبْغَضَ الأَحْيَاءِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو أُمَيَّةَ ، وَبَنُو حَنِيفَةَ ، وَثَقِيفٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8483- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ
الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْمَرْوَزِيُّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ
، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
، قَالَ : لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِهِ يَزِيدَ ، قَالَ مَرْوَانُ :
سُنَّةُ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
: سُنَّةُ هِرَقْلَ ، وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ : {وَالَّذِي
قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} الآيَةَ ، قَالَ : فَبَلَغَ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَتْ : كَذَبَ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ ، وَلَكِنْ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ أَبَا مَرْوَانَ وَمَرْوَانُ فِي
صُلْبِهِ فَمَرْوَانُ قَصَصٌ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8484- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ
الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
الْجُهَنِيِّ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ
اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ وَكَلاَمَهُ ، فَقَالَ :
ائْذَنُوا لَهُ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ، وَعَلَى مَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ ،
إِلاَّ الْمُؤْمِنُ مِنْهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ، يُشْرِفُونَ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُونَ
فِي الآخِرَةِ ، ذَوُو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ ، يُعْطَونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا
لَهُمْ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
الَّذِي:
8485- حَدَّثَنَاهُ ابْنُ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ
الْخُرَاسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَعَنَ الْحَكَمَ وَوَلَدَهُ.
هَذَا الْحَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
لِيَعْلَمَ طَالِبُ الْعِلْمِ أَنَّ هَذَا بَابٌ لَمْ أَذْكُرْ فِيهِ ثُلُثَ مَا
رُوِيَ ، وَأَنَّ أَوَّلَ الْفِتَنِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِتْنَتُهُمْ ، وَلَمْ
يَسَعْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ أَنْ أُخَلِّيَ الْكِتَابَ مِنْ
ذِكْرِهِمْ.
8486- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْفَقِيهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ
، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ
بِالأَعْمَاقِ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَلَبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ
أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا
بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ
الْمُسْلِمُونَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ،
فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ،
وَيُقْتَلُ ثُلُثٌ هُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيُصْبِحُ
ثُلُثٌ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَبْلُغُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ
فَيَفْتَحُونَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمُونَ غَنَائِمَهُمْ ، وَقَدْ عَلَّقُوا
سِلاَحَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَّفَكُمْ
فِي أَهْلِيكُمْ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ ،
فَبَيْنَمَا هُمْ يَعْدُونَ لِلْقِتَالِ وَيُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ
الصَّلاَةُ صَلاَةُ الصُّبْحِ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ
، فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ
بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8487- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ
الأَوْدِيِّ ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ
عُلَمَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ ، الصَّلاَةُ فِيهَا
قَصِيرَةٌ ، وَالْخُطْبَةُ فِيهَا طَوِيلَةٌ ، فَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ
وَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، وَمَنْ أَرَادَ
الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا ، وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالآخِرَةِ
، يَا قَوْمُ فَأَضِرُّوا بِالْفَانِيَةِ لِلْبَاقِيَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8488- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُزَكِّي ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ وَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، وَلَهُ اللَّفْظُ ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : لاَ تَذْهَبُ
الدُّنْيَا يَا عَلِيُّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ عَلِيٌّ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : اعْلَمْ
أَنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ أَوْ يُقَاتِلُهُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رُوقَةُ الْمُؤْمِنِينَ أَهْلِ
الْحِجَازِ الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، لاَ تَأْخُذُهُمْ فِي
اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ
قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَرُومِيِّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ فَيَنْهَدِمُ
حِصْنُهَا فَيُصِيبُونَ نَبْلاً عَظِيمًا لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهُ قَطُّ ، حَتَّى
إِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِالتُّرْسِ ، ثُمَّ يَصْرُخُ صَارِخٌ : يَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ
قَدْ خَرَجَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ فِي بِلاَدِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ ،
فَيَنْفَضُّ النَّاسُ عَنِ الْمَالِ ، فَمِنْهُمُ الآخِذُ ، وَمِنْهُمُ التَّارِكُ
، فَالآخِذُ نَادِمٌ ، وَالتَّارِكُ نَادِمٌ ، يَقُولُونَ : مَنْ هَذَا الصَّائِحُ
؟ فَلاَ يَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ، فَيَقُولُونَ : ابْعَثُوا طَلِيعَةً إِلَى لُدٍّ
، فَإِنْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ خَرَجَ فَيَأْتُونَكُمْ بِعِلْمِهِ ، فَيَأْتُونَ
فَيَنْظُرُونَ فَلاَ يَرَوْنَ شَيْئًا ، وَيَرَوْنَ النَّاسَ شَاكِّينَ ، فَيَقُولُونَ
: مَا صَرَخَ الصَّارِخُ إِلاَّ لِنَبَأٍ فَاعْتَزِمُوا ، ثُمَّ ارْشُدُوا
فَيَعْتَزِمُونَ أَنْ نُخْرِجَ بِأَجْمَعِنَا إِلَى لُدٍّ ، فَإِنْ يَكُنْ بِهَا
الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ نُقَاتِلْهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ
وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ، وَإِنْ يَكُنِ الآخْرَى فَإِنَّهَا بِلاَدُكُمْ
وَعَشَائِرُكُمْ وَعَسَاكِرُكُمْ رَجَعْتُمْ إِلَيْهَا.
8489- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ يَرْوِيهِ ، قَالَ : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ
عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ تَصِيرُ الأَمَانَةُ غَنِيمَةً ، وَالصَّدَقَةُ
غَرَامَةً ، وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْحُكْمُ بِالْهَوَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَاتِ.
8490- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي
الطُّفَيْلِ ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَكُونُ للدَّابَّةِ
ثَلاَثُ خَرْجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ ، تَخْرُجُ أَوَّلَ خَرْجَةٍ بِأَقْصَى الْيَمَنِ
فَيَفْشُو ذِكْرُهَا بِالْبَادِيَةِ وَلاَ يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ -
يَعْنِي مَكَّةَ - ثُمَّ يَمْكُثُ زَمَانًا طَوِيلاً بَعْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ تَخْرُجُ
خَرْجَةً أُخْرَى قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ فَيُنْشَرُ ذِكْرُهَا فِي أَهْلِ
الْبَادِيَةِ ، وَيُنْشَرُ ذِكْرُهَا بِمَكَّةَ ، ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا
طَوِيلاً ، ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ حُرْمَةً
وَأَحَبُّهَا إِلَى اللهِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ تَعَالَى الْمَسْجِدُ
الْحَرَامُ لَمْ يَرُعْهُمْ إِلاَّ وَهِيَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، تَدْنُو
وَتَرْبُو بَيْنَ الرُّكْنِ الأَسْوَدِ ، وَبَيْنَ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ
يَمِينِ الْخَارِجِ فِي وَسَطٍ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَرْفَضُّ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى
وَمَعًا ، وَيَثْبُتُ لَهَا عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَرَفُوا أَنَّهُمْ
لَنْ يُعْجِزُوا اللَّهَ ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا
التُّرَابَ ، فَبَدَتْ بِهِمْ فَجَلَتْ عَنْ وُجُوهِهِمْ حَتَّى تَرَكَتْهَا
كَأَنَّهَا الْكَوَاكِبُ الدُّرِّيَّةُ ، ثُمَّ وَلَّتْ فِي الأَرْضِ لاَ
يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلاَ يُعْجِزُهَا هَارِبٌ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ
لِيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلاَةِ فَتَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِهِ فَتَقُولُ : أَيْ
فُلاَنُ الآنَ تُصَلِّي ؟ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ ، ثُمَّ
تَذْهَبُ ، فَيُجَاوِرُ النَّاسُ فِي دِيَارِهِمْ وَيَصْطَحِبُونَ فِي أَسْفَارِهِمْ
وَيَشْتَرِكُونَ فِي الأَمْوَالِ ، يَعْرِفُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ حَتَّى إِنَّ
الْكَافِرَ يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ اقْضِنِي حَقِّي ، وَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : يَا
كَافِرُ اقْضِنِي حَقِّي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَهُوَ أَبْيَنُ
حَدِيثٍ فِي ذِكْرِ دَابَّةِ الأَرْضِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8491- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : كُنَّا
جُلُوسًا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَذُكِرَتِ الدَّابَّةُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : إِنَّهَا تَخْرُجُ ثَلاَثَ خَرْجَاتٍ فِي بَعْضِ الْبَوَادِي ، ثُمَّ
تَكْمُنُ ، ثُمَّ تَخْرُجُ فِي بَعْضِ الْقُرَى حَتَّى يُذْعَرُوا وَحَتَّى
تُهَرِيقَ فِيهَا الآمَرَاءُ الدِّمَاءَ ، ثُمَّ تَكْمُنُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا
النَّاسُ عِنْدَ أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ وَأَفْضَلِهَا وَأَشْرَفِهَا حَتَّى
قُلْنَا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَمَا سَمَّاهُ إِذِ ارْتَفَعَتِ الأَرْضُ
وَيَهْرُبُ النَّاسُ ، وَيَبْقَى عَامَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُونَ :
إِنَّهُ لَنْ يُنْجِيَنَا مِنْ أَمْرِ اللهِ شَيْءٌ ، فَتَخْرُجُ فَتَجْلُو
وُجُوهَهُمْ حَتَّى تَجْعَلَهَا كَالْكَوَاكِبِ الدُّرِّيَّةِ ، وَتَتْبَعُ
النَّاسَ ، جِيرَانٌ فِي الرِّبَاعِ شُرَكَاءُ فِي الأَمْوَالِ وَأَصْحَابٌ فِي الإِسْلاَمِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8492- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَبِيتُ النَّاسُ يَسِيرُونَ إِلَى
جَمْعٍ ، وَتَبِيتُ دَابَّةُ الأَرْضِ تَسْرِي إِلَيْهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ وَقَدْ
جَعَلَتْهُمْ بَيْنَ رَأْسِهَا وَذَنَبِهَا فَمَا مُؤْمِنٌ إِلاَّ تَمْسَحُهُ ،
وَلاَ مُنَافِقٌ وَلاَ كَافِرٌ إِلاَّ تَخْطِمُهُ ، وَإِنَّ التَّوْبَةَ
لَمَفْتُوحَةٌ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ ، فَيَأْخُذَ الْمُؤْمِنَ مِنْهُ
كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ ، وَتَدْخُلَ فِي مَسَامِعِ الْكَافِرِ وَالْمُنَافِقِ
حَتَّى يَكُونَ كَالشَّيءِ الْحَنِيذِ ، وَإِنَّ التَّوْبَةَ لَمَفْتُوحَةٌ ، ثُمَّ
تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8493- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ
إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ} قَالَ : إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ.
8494- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ ، أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا
عَصَى مُوسَى ، وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ ، فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَى
، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ
يَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُونَ لِهَذَا : يَا مُؤْمِنُ ، وَيَقُولُونَ لِهَذَا : يَا
كَافِرُ.
8495- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
يُغْبَطَ فِيهِ الرَّجُلُ بِخِفَّةِ حَالِهِ كَمَا يُغْبَطَ الرَّجُلُ الْيَوْمَ بِالْمَالِ
وَالْوَلَدِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَيُّ الْمَالِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ؟
قَالَ : سِلاَحُ صَالِحٌ ، وَفَرَسٌ صَالِحٌ يَزُولُ مَعَهُ أَيْنَمَا زَالَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8496- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ
أَرْطَأَةَ الْفَزَارِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ
الْحَضْرَمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ : يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ ، بِأَرْضٍ
يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةُ ، فِيهَا مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ ، خَيْرُ
مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8497- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ ،
بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ،
قَالَ : لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قُلْتُ : لَوْ خَرَجْتُ
إِلَى الشَّامِ فَتَنَحَّيْتُ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْبَيْعَةِ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ
الشَّامَ ، فَأَخْبَرْتُ بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ ، فَجِئْتُهُ فَإِذَا رَجُلٌ
فَاسِدُ الْعَيْنَيْنِ ، عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ
عَنِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ : حَدِّثْ بِمَا كُنْتَ تُحَدِّثُ
بِهِ ، قَالَ : أَنْتَ أَحَقُّ بِالْحَدِيثِ مِنِّي أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ مَنَعُونَا
عَنِ الْحَدِيثِ - يَعْنِي الآمَرَاءَ - قَالَ : أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا حَدَّثْتَنَا
حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ
يَجْتَازُ النَّاسُ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ ، لاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ
إِلاَّ شِرَارُ أَهْلِهَا ، تَلْفِظُهُمْ أَرْضُهُمْ ، وَتَقْذَرُهُمْ
أَنْفُسُهُمْ ، وَاللَّهُ يَحْشُرُهُمْ إِلَى النَّارِ مَعَ الْقِرَدَةِ
وَالْخَنَازِيرِ ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا
قَالُوا ، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ.
قَالَ : وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ
الْمَشْرِقِ ، يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، كُلَّمَا
خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ.
8498- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ
الْكَشِّيُّ بِنَيْسَابُورَ مِنْ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكَشِّيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ ،
حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ، فَخَطَبَنَا إِلَى الظُّهْرِ ، ثُمَّ نَزَلَ
فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ خَطَبَنَا إِلَى الْعَصْرِ ، فَنَزَلَ فَصَلَّى
الْعَصْرَ ، ثُمَّ صَعِدَ فَخَطَبَنَا إِلَى الْمَغْرِبِ ، وَحَدَّثَنَا بِمَا
هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8499- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ فِينَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ
فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلاَّ حَدَّثَنَا بِهِ حَفِظَهُ
مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلاَءِ
فَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ
كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ غَابَ عَنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8500- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ
الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ
حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ مِنْ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَتْلاً
وَتَشْرِيدًا ، وَإِنَّ أَشَدَّ قَوْمِنَا لَنَا بُغْضًا بَنُو أُمَيَّةَ ،
وَبَنُو الْمُغِيرَةِ ، وَبَنُو مَخْزُومٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8501- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي السَّدِّ ، قَالَ
: يَحْفِرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا
يَخْرِقُونَهُ ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ : ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا ،
قَالَ : فَيُعِيدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَأَشَدِّ مَا كَانَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا
مُدَّتَهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ : ارْجِعُوا
فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَى ، قَالَ :
فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ ، فَيَخْرِقُونَهُ
وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ ، فَيَسْتَقُونَ الْمِيَاهَ وَيَفِرُّ النَّاسُ
مِنْهُمْ ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فِي السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً
بِالدِّمَاءِ ، فَيَقُولُونَ : قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ ، وَغَلَبْنَا مَنْ فِي السَّمَاءِ
قُوَّةً وَعُلُوًّا ، قَالَ : فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ
نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ ، قَالَ : فَيُهْلِكُهُمْ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ ، إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمُنُ وَتَبْطُرُ ، وَتَشْكُرُ شُكْرًا ،
وَتَسْكَرُ سُكْرًا مِنْ لُحُومِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8502- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي
جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ
بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ ،
وَمُوسَى ، وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ، فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ مَتَى هِيَ
، فَبَدَأُوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا
عَلْمٌ ، فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عَلْمٌ ، فَرَدُّوا
الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى ، فَقَالَ : عَهْدُ اللهِ إِلَيَّ فِيهَا دُونَ
وَجْبَتِهَا ، فَلاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَذَكَرَ خُرُوجَ
الدَّجَّالِ وَقَالَ : فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى
بِلاَدِهِمْ ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ ، لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوهُ وَلاَ بِشَيْءٍ إِلاَّ
أَفْسَدُوهُ فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ فَيُمِيتُهُمْ فَتَخْوَى
الأَرْضُ مِنْ رِيحِهِمْ ، فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُوا اللَّهَ فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ
بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُهُمْ ، فَيَقْذِفُ بِأَجْسَامِهِمْ فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ
تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ ، فَعَهْدُ اللهِ إِلَيَّ
أَنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَنَّ السَّاعَةَ مِنَ النَّاسِ كَالْحَامِلِ
الْمُتِمِّ ، لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَأُهُمْ بِوِلاَدَتِهَا لَيْلاً
أَوْ نَهَارًا قَالَ الْعَوَّامُ
: فَوَجَدْتُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، ثُمَّ قَرَأَ : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ
مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8503- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ،
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ
، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ
نَافِعٍ ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ
أَبِي رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: تَجِيءُ الرِّيحُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ،
فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8504- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ
، أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، يَخْرُجُونَ عَلَى
النَّاسِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} ، فَيَعِيثُونَ فِي
الأَرْضِ ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ، وَيَضُمُّونَ
إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهِمْ ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأَرْضِ حَتَّى إِنَّ
بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ حَتَّى يَتْرُكُوهُ
يَابِسًا ، حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُولُ
: لَقَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ
أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ ، قَالَ قَائِلُهُمْ : هَؤُلاَءِ
أَهْلُ الأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ :
ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ ، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَتَرْجِعُ
مُخَضَّبَةً دَمًا لِلْبَلاَءِ وَالْفِتْنَةِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ
بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَالنَّغَفِ ، فَيَخْرُجُ فِي
أَعْنَاقِهِمْ فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى ، لاَ يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ ، فَيَقُولُ
الْمُسْلِمُونَ : أَلاَ رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا بِنَفْسِهِ فَيَنْظُرُ مَا فَعَلَ
هَذَا الْعَدُوُّ ، قَالَ : ثُمَّ يَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ
مُحْتَسِبًا بِنَفْسِهِ قَدْ وَطَّنَهَا بِنَفْسِهِ عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ ،
فَيَنْزِلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَيُنَادِي : يَا
مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَبْشِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ
، فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ
فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهُمْ ، فَتَشْكُرُ عَنْهُ كَأَحْسَنِ
مَا شَكَرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8505- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ
بْنُ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَابِرٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ
يَمُرُّ أَوَّلُهُمْ بِنَهَرٍ مِثْلِ دِجْلَةَ ، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُ :
قَدْ كَانَ فِي هَذَا النَّهَرِ مَرَّةً مَاءٌ ، وَلاَ يَمُوتُ رَجُلٌ إِلاَّ
تَرَكَ أَلْفًا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فَصَاعِدًا ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ ثَلاَثَةُ
أُمَمٍ : تَاوِيسَ وَتَاوِيلَ وَنَاسِكٌ وَمَنْسَكٌ شَكَّ شُعْبَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8506- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَمْرِو الْبِكَالِيِّ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الْخَلْقَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ
أَجْزَاءٍ الْمَلاَئِكَةَ ، وَجُزْءًا سَائِرَ الْخَلْقِ ، وَجَزَّأَ
الْمَلاَئِكَةَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يُسَبِّحُونَ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ وَجُزْءًا لِرِسَالَتِهِ ، وَجَزَّأَ
الْخَلْقَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ الْجِنَّ ، وَجُزْءًا
بَنِي آدَمَ ، وَجَزَّأَ بَنِي آدَمَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ
أَجْزَاءٍ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَجُزْءًا سَائِرَ النَّاسِ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ
الْحُبُكِ ، قَالَ : السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْحَرَمِ بِحِيَالِهِ الْعَرْشُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8507- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ
الأَشْجَعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
:
قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ
مِنْهُ ، نَهْرَانِ : أَحَدُهُمَا نَارٌ تَأَجَّجُ فِي عَيْنِ مَنْ رَآهُ ،
وَالآخَرُ مَاءٌ أَبْيَضُ فَإِنْ أَدْرَكْهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَلْيُغْمِضْ ،
وَلْيَشْرَبْ مِنَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ، وَإِيَّاكُمْ
وَالآخَرُ فَإِنَّهُ الْفِتْنَةُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَأُهُ مَنْ يَكْتُبُ وَمَنْ لاَ يَكْتُبُ ، وَأَنَّ
إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوحَةٌ عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ ، أَنَّهُ يَطْلُعُ مِنْ آخِرِ
أَمْرِهِ عَلَى بَطْنِ الآرْدُنِّ ، عَلَى بَيْتِهِ أَفْيَقُ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ بِبَطْنِ الآرْدُنِّ ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ ثُلُثًا ، وَيَهْزِمُ ثُلُثًا ، وَيُبْقِي ثُلُثًا ، وَيَجِنُّ
عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ ، فَيَقُولُ بَعْضُ الْمُؤْمِنِينَ لِبَعْضٍ : مَا
تَنْتَظِرُونَ أَنْ تَلْحَقُوا بِإِخْوَانِكُمْ فِي مَرْضَاةِ رَبِّكُمْ ، مَنْ
كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ فَلْيَغْدُ بِهِ عَلَى أَخِيهِ ، وَصَلُّوا حِينَ
يَنْفَجِرُ الْفَجْرُ ، وَعَجِّلُوا الصَّلاَةَ ، ثُمَّ أَقْبِلُوا عَلَى عَدُوِّكُمْ
، فَلَمَّا قَامُوا يُصَلُّونَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِ إِمَامُهُمْ ، فَصَلَّى بِهِمْ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : هَكَذَا افْرِجُوا
بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوِّ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو حَازِمٍ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَيَذُوبُ
كَمَا تَذُوبُ الإِهَالَةُ فِي الشَّمْسِ .
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : كَمَا يَذُوبُ
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمِينَ
فَيَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ لَيُنَادِي : يَا عَبْدَ
اللهِ ، يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ،
فَيَنْفِيهِمُ اللَّهُ وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ ، فَيَكْسِرُونَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُونَ
الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُونَ الْجِزْيَةَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، أَخْرَجَ
اللَّهُ أَهْلَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فَيَشْرَبُ أَوَّلُهُمُ الْبُحَيْرَةَ ،
وَيَجِئُ آخِرُهُمْ وَقَدِ اسْتَقَوْهُ ، فَمَا يَدَعُونَ فِيهِ قَطْرَةً ،
فَيَقُولُونَ : ظَهَرْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا قَدْ كَانَ هَاهُنَا أَثَرُ مَاءٍ ،
فَيَجِئُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ
وَرَاءَهُ ، حَتَّى يَدْخُلُوا مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ فِلَسْطِينَ ، يُقَالُ
لَهَا : لُدٌّ ، فَيَقُولُونَ : ظَهَرْنَا عَلَى مَنْ فِي الأَرْضِ ، فَتَعَالَوْا
نُقَاتِلُ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، فَيَدْعُو اللَّهَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُرْحَةً فِي
حُلُوقِهِمْ ، فَلاَ يَبْقَى مِنْهُمْ بِشْرٌ ، فَتُؤْذِيَ رِيحُهُمُ
الْمُسْلِمِينَ ، فَيَدْعُو عِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ عَلَيْهِمْ ، فَيُرْسِلُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا فَتَقْذِفُهُمْ فِي الْبَحْرِ أَجْمَعِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8508- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلاَءً فِي الْجَامِعِ قَبْلَ بِنَاءِ الدَّارِ لِلشَّيْخِ الإِمَامِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثِينَ وَثَلاَثَ مِائَةٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَامِلٍ الرَّمَادِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ التِّنِّيسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيَّ ، يَقُولُ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا ، وَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ فَخَفَضْتَ وَرَفَعْتَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّخْلِ ، قَالَ : إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ لِحْيَتُهُ ، قَائِمَةٌ كَأَنَّهُ شَبِيهُ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ ، فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ ثُمَّ قَالَ : أُرَاهُ يَخْرُجُ مَا بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا لُبْثُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ فَذَلِكَ الَّذِي كَسَنَةٍ يَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : لاَ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ قَالَ : فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ دَرًّا ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ ، فَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ وَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ مَا بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ ، فَيَنْطَلِقُ وَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُسْلِمًا شَابًّا
فَيَضْرِبُهُ
بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ ، قَطْعَ رَمْيَةِ الْغَرَضِ ، ثُمَّ
يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ وَيَضْحَكُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ
كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ
الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ فِي مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا
كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ، إِذْا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ،
وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ ، وَلاَ يَحِلُّ
لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفْسِهِ إِلاَّ مَاتَ ، يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي
طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ
اللَّهُ ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَبِيُّ اللهِ
قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ ، فَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ
وَيُحَدِّثُهُمْ عَنْ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ
إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي
لاَ يُدَانُ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، حَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ،
وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ
وَيَمُرُّ أَوَّلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا
، ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ ، فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ فِي هَذَا مَاءٌ مَرَّةً
فَيَحْصُرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ
لِأَحَدِهِمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ ،
فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ،
فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ لاَ يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ
إِلاَّ وَقَدْ مَلاَهُ اللَّهُ بِزَهَمِهِمْ وَنَتْنِهِمْ وَدِمَائِهِمْ ،
وَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى
اللهِ ، فَيُرْسِلُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ ،
وَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لاَ يَكُنْ مِنْهُ
بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ ، فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا
كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ قَالَ لِلأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ
، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ ، وَيَسْتَظِلُّونَ
بِقَحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرُّسُلِ حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِي
الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْقَبِيلَةَ ،
وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ تَكْفِي الْفَخِذَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ
بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيْبَةً تَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ وَتَقْبِضُ رُوحَ
كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَهَارَجُ
الْحُمُرُ ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8509- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ
بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلاَمٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدُ ،
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :
سَمَّيْتُمُوهُ بَأَسَامِي فَرَاعِنَتِكُمْ ، لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ
رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ ، هُوَ شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ
فِرْعَوْنَ عَلَى قَوْمِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ : إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ
يَزِيدَ فَهُوَ هُوَ ، وَإِلاَّ فَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ : هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بِلاَ
شَكٍّ وَلاَ مِرْيَةٍ.
8510- فَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ
، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ : قَدِمَ
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ : مَاذَا سَمِعْتَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ السَّاعَةَ ؟ فَقَالَ :
سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَنْتُمْ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنْ
حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَأَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ أَنَسٍ.
8511- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصِّرَامِ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ ، يُحَدِّثُ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ
يُقَالَ فِي الأَرْضِ اللَّهَ اللَّهَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ إِنَّمَا تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِخْرَاجِ
حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ.
8512- أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ
يُقَالَ فِي الأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8513- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ
اللاَحِقِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ
أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ
اللَّهَ اللَّهَ ، وَحَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِقِطْعَةِ النَّعْلِ ، فَتَقُولُ
: قَدْ كَانَ لِهَذِهِ رَجُلٌ مَرَّةً ، وَحَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ قَيِّمُ
خَمْسِينَ امْرَأَةً ، وَحَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ.
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8514- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي عَمِّي ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ،
عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8515- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْمُزَنِيُّ بِبُخَارَى ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاجِيَةَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ اللَّهَ
اللَّهَ ، وَحَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالنَّعْلِ فَتَرْفَعُهَا
وَتَقُولُ : قَدْ كَانَتْ هَذِهِ لِرَجُلٍ ، وَحَتَّى يَكُونَ فِي خَمْسِينَ
امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ ، وَحَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلاَ تُنْبِتُ
الأَرْضُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8516- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ
بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ
لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ ، وَحَتَّى تُوجَدَ الْمَرْأَةُ نَهَارًا جِهَارًا تُنْكَحُ
وَسَطَ الطَّرِيقِ ، لاَ يُنْكِرُ ذَلِكَ أَحَدٌ وَلاَ يُغَيِّرَهُ ، فَيَكُونُ
أَمْثَلَهُمْ يَوْمَئِذٍ الَّذِي يَقُولُ : لَوْ نَحَّيْتَهَا عَنِ الطَّرِيقِ
قَلِيلاً ، فَذَاكَ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8517- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، عَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى
حُثَالَةِ النَّاسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8518- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي
أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ
أَبِي فَرْوَةَ ، مَوْلَى أَبِي جَهْلٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللهِ
أَفْوَاجًا} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَيُخْرِجَنَّ مِنْهُ أَفْوَاجًا كَمَا دَخَلُوا فِيهِ أَفْوَاجًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8519- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، قَالَ
: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذُكِرَ
عِنْدَهُ الدَّجَّالُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ
لِخُرُوجِهِ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ
: فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ
آبَائِهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ ، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ الْفُرَاتِ
يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِقُرَى
الشَّامِ ، فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِمْ طَلِيعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ
أَشْقَرَ وَأَبْلَقَ ، قَالَ : فَيَقْتَتِلُونَ فَلاَ يَرْجِعُ مِنْهُمْ بِشْرٌ قَالَ
سَلَمَةُ : فَحَدَّثَنِي أَبُو صَادِقٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ أَنَّ
عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ : فَرَسٌ أَشْقَرٌ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ :
وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَنْزِلُ إِلَيْهِ قَالَ :
سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا ثُمَّ يَخْرُجُ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَمْرَحُونَ فِي الأَرْضِ فَيُفْسِدُونَ فِيهَا ، ثُمَّ
قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قَالَ : ثُمَّ
يَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذَا النَّغَفِ فَتَلِجُ فِي
أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ مِنْهَا فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ
، فَيُجْأَرُ إِلَى اللهِ ، فَيُرْسِلُ مَاءً يُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْهُمْ ، قَالَ
: ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدَةٌ فَلَمْ تَدَعْ
عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ كَفَتْهُ تِلْكَ الرِّيحُ ، قَالَ : ثُمَّ
تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، ثُمَّ يَقُومُ الْمَلَكُ بِالصُّورِ
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ وَالصُّورُ قَرْنٌ فَلاَ يَبْقَى
خَلْقٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ رَبُّكَ ، ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، فَلَيْسَ مِنْ بَنِي آدَمَ خَلْقٌ إِلاَّ مِنْهُ شَيْءٌ ، قَالَ : فَيُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ ، فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ وَجُثْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، كَمَا يُنْبِتُ الأَرْضُ مِنَ الثَّرَى ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَيَنْفُخُ فِيهِ فَيَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَحْيَوْنَ حَيَاةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ : ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْخَلْقِ ، فَيَلْقَاهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ شَيْئًا إِلاَّ وَهُوَ مَرْفُوعٌ لَهُ يَتْبَعُهُ ، قَالَ : فَيَلْقَى الْيَهُودُ فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ عُزَيْرًا ، قَالَ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ إِذْ يُرِيهِمْ جَهَنَّمَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} قَالَ : ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : الْمَسِيحَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونَ اللهِ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} قَالَ : ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْخَلْقِ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ : فَيَقُولُ مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، فَيَنْتَهِرُهُمْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، قَالَ : فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : سُبْحَانَهُ إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا ، وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقًا وَاحِدًا كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيدُ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ . قَالَ : ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ فَيَمُرُّ النَّاسُ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ زُمَرًا كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ، ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا ثُمَّ مَشْيًا ، ثُمَّ يَكُونُ آخِرُهُمْ رَجُلاً يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ لِمَاذَا أَبْطَأْتَ بِي ؟ فَيَقُولُ : لَمْ أُبْطِئْ بِكَ إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ . قَالَ : ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الشَّفَاعَةِ
فَيَكُونُ
أَوَّلُ شَافِعٍ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ،
ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ ثُمَّ مُوسَى ، ثُمَّ عِيسَى عَلَيْهِمَا
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ رَابِعًا لاَ
يَشْفَعُ أَحَدٌ بَعْدَهُ فِيمَا يَشْفَعُ فِيهِ ، وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ
الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ
مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ : فَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلاَّ وَهِيَ
تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ أَوْ بَيْتٍ فِي النَّارِ ، قَالَ : وَهُوَ
يَوْمُ الْحَسْرَةِ . قَالَ : فَيَرَى أَهْلُ النَّارِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ
ثُمَّ يُقَالُ : لَوْ عَمِلْتُمْ ، قَالَ : فَتَأْخُذُهُمُ الْحَسْرَةُ ، قَالَ
: وَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الْبَيْتَ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ : لَوْلاَ أَنْ مَنَّ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : ثُمَّ يَشْفَعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ
وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ قَالَ
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ
أَكْثَرَ مِمَّا أَخْرَجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ ، قَالَ : ثُمَّ
يَقُولُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ
نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ ، قَالَ : فَعَقَدَ عَبْدُ اللهِ بِيَدِهِ أَرْبَعًا ثُمَّ قَالَ : هَلْ
تَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ مِنْ خَيْرٍ ، مَا يَنْزِلُ فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ،
فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْهَا أَحَدٌ غَيَّرَ
وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ ، قَالَ
: فَيَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ وَلاَ يَعْرِفُ
أَحَدًا فَيُنَادِيهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ : يَا فُلاَنُ أَنَا فُلاَنٌ ،
فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا
مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : اخْسَأُوا
فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونَ ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ ، فَلاَ
يَخْرُجُ مِنْهُمْ بَشَرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8520- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ
الضَّبِّيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
النُّفَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ
بْنُ طَرِيفٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ ،
قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجَاءَهُ عُقْبَةُ
أَبُو مَسْعُودٍ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا فَرُّوخُ أَنْتَ الْقَائِلُ أَوْ
مَا أَنَّكَ الْمُفْتِي تُفْتِي النَّاسَ . قَالَ : أَمَا إِنِّي لاَخْبِرُهُمُ
الآخِرُ وَالآخِرُ شَرٌّ ، قَالَ : فَحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ فِي الْمِائَةِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَكُونُ مِائَةُ
سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ فَقَالَ : إِنَّكَ قَدْ أَخْطَأْتَ
وَأَخْطَأْتَ فِي أَوَّلِ فَتْوَاكَ إِنَّمَا ذَلِكَ لِمَنْ هُوَ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ
، وَهَلِ الرَّخَاءُ وَالْفَرَجُ إِلاَّ بَعْدَ الْمِائَةِ ؟.
8521- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي
أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي شَمِرٍ
الشَّيْبَانِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلاَنِيَّ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
لاَ تَأْتِي الْمِائَةُ وَعَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ بَاقٍ.
قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهَا ابْنَ حُجَيْرَةَ ، قَالَ :
فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
مَرْوَانَ فَحَمَلَ سُفْيَانَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، فَسَأَلَهُ عَبْدُ
الْعَزِيزِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَحَدَّثَهُ فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ :
فَلَعَلَّهُ يَعْنِي لاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ إِلَى رَأْسِ
الْمِائَةِ ، فَقَالَ سُفْيَانُ
: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ
عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ ، وَقَوْلِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ لِسُفْيَانَ
بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلاَنِيِّ.
8522- مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ مَوْتِهِ
بِشَهْرٍ ، أَوْ نَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ : مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ الْيَوْمَ
يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ عَامٍ وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ.
قَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا
الإِسْنَادِ فِي الصَّحِيحِ
8523- وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَقِيلٍ ، عَنْ وَهْبِ
بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا سَأَلْتُ عَنْهُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ : يَسْأَلُونَ
عَنِ السَّاعَةِ ، وَإِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا
عَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ الْيَوْمَ يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ.
وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْمَفْهُومِ الْمَعْقُولِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ مَا عَلَى الأَرْضِ ذَلِكَ
الْيَوْمَ مَوْلُودٌ قَدْ وُلِدَ ، يَأْتِي عَلَيْهِ مِائَةُ عَامٍ مِنْ ذَلِكَ
الْوَقْتِ الَّذِي خَاطَبَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِهَذَا الْخَطَّابِ ، لاَ أَنَّ مَنْ يُولَدُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَامَ لاَ يَعِيشُ
مِائَةَ سَنَةٍ ، أَلاَ تَرَى أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَغْلَظَ فِيهِ الْقَوْلَ لِأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لاَ بَلْ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ.
8524- وَأَخْبَرَنَا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا أَيْضًا الْحُسَيْنُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ،
حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
الْقَاسِمِيُّ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : زَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَنْزِلَنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ بَيْنَ
أَبِي وَأُمِّي فَهَيَّأْنَا لَهُ طَعَامًا ، فَأَكَلَ وَدَعَا لَنَا بِدُعَاءٍ لاَ
أَحْفَظُهُ ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي ، فَقَالَ : يَعِيشُ هَذَا
الْغُلاَمُ قَرْنًا ، قَالَ : فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.
8525- وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
الأَلْهَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ :
يَعِيشُ هَذَا الْغُلاَمُ قَرْنًا ، قَالَ : فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَكَانَ فِي وَجْهِهِ
ثُؤْلُولٌ ، فَقَالَ : لاَ يَمُوتُ هَذَا حَتَّى يَذْهَبَ الثُّؤْلُولُ مِنْ
وَجْهِهِ فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ.
8526- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ جَابِرٍ الْخَيْوَانِيِّ ،
قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَهْرَمَانٌ
مِنَ الشَّامِ ، وَقَدْ بَقِيَتْ لَيْلَتَانِ مِنْ رَمَضَانَ ، فَقَالَ لَهُ
عَبْدُ اللهِ : هَلْ تَرَكْتَ عِنْدَ أَهْلِي مَا يَكْفِيهِمْ ؟ قَالَ : قَدْ
تَرَكْتُ عِنْدَهُمْ نَفَقَةً ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا
رَجَعْتَ فَتَرَكْتَ لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ
يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ. قَالَ : ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا ، فَقَالَ : إِنَّ
الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ قَالَ :
فَيُؤْذَنُ لَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا غَرَبَتْ فَسَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنْتُ
فَلاَ يُؤَذِّنُ لَهَا ، فَتَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّ الْمَشْرِقَ بَعِيدٌ
وَإِنِّي إِنْ لاَ يُؤْذَنَ لِي لاَ أَبْلُغُ قَالَ : فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ
يُقَالُ لَهَا اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ قَالَ : فَمِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ
قَبْلُ قَالَ : وَذَكَرَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، قَالَ : وَمَا يَمُوتُ
الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يُولَدَ لَهُ مِنْ صُلْبِهِ أَلْفٌ ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ
لَثَلاَثُ أُمَمٍ مَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
مَنْسَكُ ، وَتَاوِيلُ ، وَتَارِيسُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8527- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ لِلْفِتْنَةِ تَعَبَاتٌ
وَوَقَفَاتٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : سُئِلَ
حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا وَقَفَاتُهَا ؟ قَالَ : إِذَا غُمِدَ
السَّيْفُ ، قَالَ : مَا تَعِبَاتُهَا ؟ قَالَ : إِذَا سُلَّ السَّيْفُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8528- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الآمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ مَا عَمِلُوا فِيكُمْ بِثَلاَثٍ : مَا رَحِمُوا إِذَا
اسْتُرْحِمُوا ، وَأَقْسَطُوا إِذَا قَسَمُوا ، وَعَدَلُوا إِذَا حَكَمُوا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8529- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
مَسْرُوقٍ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً عِنْدَ عَبْدِ اللهِ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ
، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، هَلْ سَأَلْتُمْ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ يَمْلِكُ هَذِهِ الآمَّةَ
مِنْ خَلِيفَةٍ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : مَا سَأَلَنِي عَنْ هَذَا أَحَدٌ مُنْذُ
قَدِمْتُ الْعِرَاقَ قَبْلَكَ ، قَالَ
: سَأَلْنَاهُ ، فَقَالَ : اثْنَا عَشَرَ عِدَّةَ
نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
لاَ يَسَعُنِي التَّسَامُحُ فِي هَذَا الْكِتَابِ عَنِ
الرِّوَايَةِ عَنْ مُجَالِدٍ وَأَقْرَانِهِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ.
8530- وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ
حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ
، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ عَلَى الشَّامِ ، ثُمَّ
يَكُونُ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ بِقَرْقِيسَا حَتَّى تَشْبَعُ طَيْرُ السَّمَاءِ
وَسِبَاعُ الأَرْضِ مِنْ جِيَفِهِمْ ، ثُمَّ يَنْفَتِقُ عَلَيْهِمْ فَتْقٌ مِنْ
خَلْفِهِمْ ، فَتُقْبِلُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا أَرْضَ خُرَاسَانَ
، وَتُقْبِلُ خَيْلَ السُّفْيَانِيُّ فِي طَلَبِ أَهْلِ خُرَاسَانَ ،
وَيَقْتُلُونَ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْكُوفَةِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ أَهْلُ خُرَاسَانَ فِي طَلَبِ الْمَهْدِيِّ.
8531- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ
الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ
، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا
رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ خَرَجَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ فَأْتُوهَا
وَلَوْ حَبْوًا ، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ الْمَهْدِيَّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8532- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ
سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي
حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ ، قَالَ : فَطَلَبْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَلَمْ
نُوَافِقْهُ ، فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِ مِائَةِ رَاحِلٍ فَرَجَعْنَاهُ فِي
الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ قَطَرِيَّانِ وَعِمَامَةٌ لَيْسَ
عَلَيْهِ قَمِيصٌ ، قَالَ : فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ،
قَالَ : أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَكْذِبُونَ وَتُكَذِّبُونَ وَتَسْخَرُونَ
، قُلْنَا : لاَ نَكْذِبُ وَلاَ نُكَذِّبُ وَلاَ نَسْخَرُ ، قَالَ : كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ
الاَيْلَةِ ؟ قُلْنَا : أَرْبَعُ فَرَاسِخَ ، قَالَ : يُوشِكُ أَنَّ بَنِي
قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَ أَنْ يَسُوقَكُمْ مِنْ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ
سَوْقًا عَنِيفًا ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَرْبِطُوا خُيُولَهُمْ بِنَهْرِ
دِجْلَةَ قَوْمٌ صِغَارُ الأَعْيُنِ ، خُنْسُ الآنُوفِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
8533- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ الْيَمَامِيُّ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ
حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ لَمَّا احْتُضِرَ أَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ ،
قَالُوا لَهُ : يَا حُذَيْفَةُ ، مَا نَرَاكَ إِلاَّ مَقْبُوضًا ، فَقَالَ لَهُمْ
: عَبٌّ مَسْرُورٌ ، وَحَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ ،
اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أُشَارِكْ غَادِرًا فِي غَدْرَتِهِ ، فَأَعُوذُ بِكَ
الْيَوْمَ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ .
كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ ،
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا فِي شَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِالْخَيْرِ
فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : فَقَالَ : نَعَمْ قُلْتُ : وَهَلْ وَرَاءَ
ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ
: نَعَمْ قُلْتُ : كَيْفَ ؟ قَالَ : سَيَكُونُ بَعْدِي
أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ، وَسَيَقُومُ
رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ رِجَالٍ فِي جُثْمَانِ إِنْسَانٍ فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ
إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَسْمَعُ لِلأَمِيرِ الأَعْظَمِ وَإِنْ ضَرَبَ
ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8534- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُوا
أَعْمَالاً تَنْزِعُهُ مِنْكُمْ ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8535- أَخْبَرَنِي أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : رُفِعَ إِلَى
حُذَيْفَةَ عُيُوبُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : مَا أَدْرِي أَيَّ
الأَمْرَيْنِ أَرَدْتُمْ تَنَاوُلَ سُلْطَانِ قَوْمٍ لَيْسَ لَكُمْ ، أَوْ أَرَدْتُمْ
رَدَّ هَذِهِ الْفِتْنَةِ ، فَإِنَّهَا مُرْسَلَةٌ مِنَ اللهِ تَرْتَعِي فِي
الأَرْضِ حَتَّى تَطَأَ خِطَامَهَا ، لَيْسَ أَحَدٌ رَادَّهَا وَلاَ أَحَدٌ
مَانِعَهَا ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مَتْرُوكٌ يَقُولُ : اللَّهَ اللَّهَ إِلاَّ قُتِلَ
، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْمًا قُزُعًا كَقَزَعِ الْخَرِيفِ قَالَ : الْقَزَعُ الْقِطْعَةُ
مِنَ السَّحَابِ الرَّقِيقِ كَأَنَّهَا ظِلٌّ إِذَا مَرَّتْ تَحْتَ السَّحَابِ
الْكَبِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8536- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ جَامِعٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ :
إِذَا بُخِسَ الْمِيزَانُ حُبِسَ الْقَطْرُ ، وَإِذَا كَثُرَ الزِّنَا كَثُرَ
الْقَتْلُ وَوَقَعَ الطَّاعُونُ ، وَإِذَا كَثُرَ الْكَذِبُ كَثُرَ الْهَرْجُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8537- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْمَقْدِسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي ذِي الْقَعْدَةِ تُجَاذِبُ
الْقَبَائِلُ وَتُغَادِرُ ، فَيُنْهَبُ الْحَاجُّ ، فَتَكُونُ مَلْحَمَةٌ بِمِنًى
، يَكْثُرُ فِيهَا الْقَتْلَى ، وَيَسِيلُ فِيهَا الدِّمَاءُ ، حَتَّى تَسِيلَ
دِمَاؤُهُمْ عَلَى عَقَبَةِ الْجَمْرَةِ ، وَحَتَّى يَهْرُبَ صَاحِبُهُمْ
فَيَأْتِي بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، فَيُبَايَعُ وَهُوَ كَارِهٌ ، يُقَالُ
لَهُ : إِنْ أَبِيتَ ضَرَبْنَا عُنُقَكَ ، يُبَايِعُهُ مِثْلُ عِدَّةِ أَهْلِ
بَدْرٍ يَرْضَى عَنْهُمْ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ : فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَحُجُّ النَّاسُ مَعًا
وَيُعَرِّفُونَ مَعًا عَلَى غَيْرِ إِمَامٍ ، فَبَيْنَمَا هُمْ نُزُولٌ بِمِنًى
إِذْ أَخَذَهُمْ كَالْكَلَبِ ، فَثَارَتِ الْقَبَائِلُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ،
وَاقْتَتَلُوا حَتَّى تَسِيلَ الْعَقَبَةُ دَمًا ، فَيَفْزَعُونَ إِلَى خَيْرِهِمْ
، فَيَأْتُونَهُ وَهُوَ مُلْصِقٌ وَجْهَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَبْكِي كَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ ، فَيَقُولُونَ : هَلُمَّ فَلْنُبَايِعَكَ ، فَيَقُولُ :
وَيْحَكُمْ كَمْ عَهْدٍ قَدْ نَقَضْتُمُوهُ وَكَمْ دَمٍ قَدْ سَفَكْتَمُوهُ ،
فَيُبَايَعُ كَرْهًا فَإِذَا أَدْرَكْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ فَإِنَّهُ الْمَهْدِيُّ
فِي الأَرْضِ ، وَالْمَهْدِيُّ فِي السَّمَاءِ.
8538- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
شَدَّادَ بْنَ مَعْقِلٍ ، صَاحِبَ هَذِهِ الدَّارِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ
اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا
تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ ، وَآخَرَ مَا يَبْقَى الصَّلاَةُ ،
وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يُوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ ،
قَالُوا : وَكَيْفَ يُرْفَعُ وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ
فِي مَصَاحِفِنَا ؟ قَالَ : يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلَةً فَيَذْهَبُ مَا فِي
قُلُوبِكُمْ وَمَا فِي مَصَاحِفِكُمْ ، ثُمَّ قَرَأَ : {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ
بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}.
قَالَ سُفْيَانُ : وَحَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ
: يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ هَذِهِ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ ، فَلاَ
تَجِدُونَهُ يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ ، فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَاءُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8539- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّمْلِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُعَذِّبُونَكُمْ وَيُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8540- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُنْذِرٍ
الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : تَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ : فِتْنَةٌ عَامَّةٌ
، وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ، ثُمَّ
تَكُونُ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، يَكُونُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8541- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى
الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ
، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : تَعْلَمُنَّ أَنَّكُمْ بِحَيْثُ تَخْتَلِفُ الإِنْسُ مِنْ بَيْنِ
بَابِلَ وَالْحِيرَةِ ، تَعْلَمُنَّ أَنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارٍ مِنَ الْخَيْرِ
وَعُشْرًا مِنَ الشَّرِّ بِالشَّامِ ، تَعْلَمُنَّ أَنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارٍ مِنَ
الشَّرِّ وَعُشْرًا مِنَ الْخَيْرِ بِسِوَاهَا ، وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ مَسْعُودٍ
بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ أَحَبُّ شَيْءٍ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ إِلَى
أَحَدِكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ أَحْمِرَةٌ تَنْقُلُ أَهْلَهُ إِلَى الشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8542- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ،
حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَنْدَرِسُ الإِسْلاَمُ كَمَا
يَنْدَرِسُ الثَّوْبُ الْخَلْقُ حَتَّى يَصِيرَ مَا يَدْرُونَ مَا صَلاَةٌ وَلاَ
صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ وَالْعَجُوزَ يَقُولُونَ : قَدْ
أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَهُمْ يَقُولُونَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ
صِلَةُ بْنُ زُفَرَ : وَمَا يُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَا
حُذَيْفَةُ وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ صَلاَةً وَلاَ صِيَامًا وَلاَ نُسُكًا ؟ قَالَ
حُذَيْفَةُ : يَا صِلَةُ يَنْجُونَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8543- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مُوسَى الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عُثْمَانَ اللاَحِقِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْعَصْرِ ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا بَعْدَ
الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبَانِ الشَّمْسِ حَفِظَهَا مَنْ حَفِظَهَا ، وَنَسِيَهَا
مَنْ نَسِيَهَا ، وَأَخْبَرَ فِيهَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَا بَعْدُ فَإِنَّ
الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا
، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، أَلاَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا
النِّسَاءَ ، أَلاَ إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى فَمِنْهُمْ
مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا ، وَيَحْيَى مُؤْمِنًا ، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا ، وَمِنْهُمْ
مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ
يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا
وَمِنْهُمْ
مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا ، أَلاَ إِنَّ
الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى
حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ
ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَلْزِقْ بِالأَرْضِ ، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ
كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ ، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ
سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ
سَرِيعَ الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ
الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ
الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ ، وَشَرَّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّءَ الْقَضَاءِ
سَيِّءَ الطَّلَبِ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّءَ الطَّلَبِ
فَإِنَّهَا بِهَا ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ سَيِّءَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ
فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ رَجُلاً مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ
يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ ، أَلاَ إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ أَكْبَرَ الْغَدْرِ غَدَرُ
إِمَامِ عَامَّةٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْغَادِرَ لِوَاؤُهُ عِنْدَ اسْتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ
أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَلَمَّا كَانَ
عِنْدَ مَغْرِبَانِ الشَّمْسِ ، قَالَ : إِنَّ مَثَلَ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا
فِيمَا مَضَى مِنْهَا كَمَثَلِ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عَلِيُّ
بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ . وَالشَّيْخَانِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ.
8544- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ
، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ،
عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
يُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَلاَ يُصْبِحُ فِي
الأَرْضِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَلاَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَلاَ
الزَّبُورِ ، وَيُنْتَزَعُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ فَيُصْبِحُونَ وَلاَ يَدْرُونَ
مَا هُوَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8545- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ
عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ
الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْنَا لَهُ : اعْهَدْ إِلَيْنَا .
فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَلُزُومِ جَمَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَنْ يَجْمَعَ جَمَاعَةَ
مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ ، وَإِنَّ دَيْنَ اللهِ وَاحِدٌ ، وَإِيَّاكُمْ
وَالتَّلَوُّنَ فِي دَيْنِ اللهِ ، وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَاصْبِرُوا
حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَيُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ مُسْنَدًا مِنْ وَجْهٍ لاَ يَصِحُّ عَلَى هَذَا الْكِتَابِ.
8546- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
سَعِيدٍ الْمُذَكِّرُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُعَاذٍ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ ، عَنْ
قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلاَبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللهِ وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ
يَجْمَعُ هَذِهِ الآمَّةَ عَلَى الضَّلاَلَةِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبِرِ حَتَّى يَسْتَرِيحُ
بَرٌّ ، وَيُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلاَّ
حَدِيثًا وَاحِدًا.
8547- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ
الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ
نَابِلٍ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلاَبِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ، لاَ ضَرْبَ ، وَلاَ طَرْدَ ،
وَلاَ إِلَيْكَ إِلَيْكَ.
هَذَا حَدِيثٌ لَهُ طُرُقٌ ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ
، وَقَدِ احْتَجَّ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ
بِأَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ.
8548- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْمَهْدِيِّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ
أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
كَانَ يَقُولُ : لَنْ تَنْفَكُّوا بِخَيْرٍ مَا اسْتَغْنَى أَهْلُ بَدْوِكُمْ عَنْ
أَهْلِ حَضَرِكُمْ قَالَ : وَلَتَسُوقَنَّهُمُ السِّنِينُ وَالسِّنَاتُ حَتَّى يَكُونُوا
مَعَكُمْ فِي الدِّيَارِ ، وَلاَ تَمْنَعُوا مِنْهُمْ لِكَثْرَةِ مَنْ يُسْتَرُ
عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ قَالَ : يَقُولُونَ طَالَمَا جُعْنَا وَشَبِعْتُمْ ،
وَطَالَمَا شَقِينَا وَنَعِمْتُمْ فَوَاسُونَا الْيَوْمَ وَلَنَسْتَصْعِبَنَّ
بِكُمُ الأَرْضَ حَتَّى يَغْبِطَ أَهْلُ حَضَرِكُمْ أَهْلَ بَدْوِكُمْ مِنِ
اسْتِصْعَابِ الأَرْضِ . قَالَ : وَلَتَمِيلَنَّ بِكُمُ الأَرْضُ مَيْلَةً
يَهْلِكُ مِنْهَا مَنْ هَلَكَ وَيَبْقَى مَنْ بَقِيَ حَتَّى تُعْتَقَ الرِّقَابُ ،
ثُمَّ تَهْدَأُ بِكُمُ الأَرْضُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يَنْدَمَ الْمُعْتِقُونَ ،
قَالَ : ثُمَّ تَمِيلُ بِكُمُ الأَرْضُ مِنْ بَعْدَ ذَلِكَ مَيْلَةً أُخْرَى
فَيَهْلِكُ فِيهَا مَنْ هَلَكَ وَيَبْقَى مَنْ بَقِيَ حَتَّى تُعْتَقَ الرِّقَابُ
ثُمَّ تَهْدَأُ بِكُمُ الأَرْضُ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا نُعْتِقُ رَبَّنَا نُعْتِقُ
فَيُكَذِّبُهُمُ اللَّهُ : كَذَبْتُمْ كَذَبْتُمْ أَنَا أُعْتِقُ ، قَالَ :
وَلَيَبْتَلِيَنَّ أُخْرَيَاتُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالرَّجْفِ فَإِنْ تَابُوا تَابَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : وَإِنْ عَادُوا أَعَادَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
بِالرَّجْفِ وَالْقَذْفِ وَالْخَذْفِ وَالْخَسْفِ وَالْمَسْخِ وَالصَّوَاعِقِ ،
فَإِذَا قِيلَ : هَلَكَ النَّاسُ هَلَكَ النَّاسُ ، فَقَدْ هَلَكُوا ، وَلَنْ
يُعَذِّبَ اللَّهُ تَعَالَى أُمَّةً حَتَّى تَغْدِرَ ، قَالُوا : وَمَا غَدْرُهَا
؟ قَالَ : يَعْتَرِفُونَ بِالذُّنُوبِ وَلاَ يَتُوبُونَ ، وَلِتَطْمَئِنَّ
بِالْقُلُوبِ بِمَا فِيهَا مِنْ بِرَّهَا وَفُجُورِهَا كَمَا تَطْمَئِنُّ
الشَّجَرَةُ بِمَا فِيهَا ، حَتَّى لاَ يَسْتَطِيعَ مُحْسِنٌ أَنْ يَزْدَادَ
إِحْسَانًا ، وَلاَ يَسْتَطِيعَ مُسِيءٌ اسْتِعْتَابًا ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : {كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8549- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ،
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ
آطَامِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ
: فَإِنِّي لاَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8550- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ
حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسُئِلَ أَيُّ
الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً ؟ - يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ أَوِ
الرُّومِيَّةَ - فَقَالَ : مَدِينَةُ هِرَقْلَ أَوَّلاً يَعْنِي
الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8551- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ،
عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ رَأْسَ الدَّجَّالِ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ ، وَإِنَّهُ
سَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَمَنْ قَالَ : أَنْتَ رَبِّي افْتُتِنَ ، وَمَنْ
قَالَ : كَذَبْتَ رَبِّيَ اللَّهُ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
فَلاَ يَضُرَّهُ - أَوْ قَالَ : فَلاَ فِتْنَةَ عَلَيْهِز
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8552- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَمَعْمَرٍ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
مَاذَا نَزَلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتَنِ ؟ وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ ؟
أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ - نِسَاءَهُ - فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي
الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8553- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ
الشَّعِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاذٍ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ
الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَذَاكَرْنَا
وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهُمَا
أَفْضَلُ : مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ
مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ
، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى ، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ لاَ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ
شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ
لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا - أَوْ قَالَ : خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8554- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اللَّخْمِيُّ ، بِتِنِّيسَ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ
انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ
سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلاَ وَإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ
الْفِتَنُ بِالشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8555- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ
صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَائِذٍ
عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ الْكَلاَعِيَّ ، يُحَدِّثُ
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّامُ صَفْوَةُ اللهِ مِنْ
بِلاَدِهِ ، يَسُوقُ إِلَيْهَا صَفْوَةَ عِبَادِهِ ، مَنْ خَرَجَ مِنَ الشَّامِ
إِلَى غَيْرِهَا فَبِسُخْطِهِ ، وَمَنْ دَخَلَ مِنْ غَيْرِهَا فَبِرَحْمَتِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8556- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ،
أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا : جُنْدًا بِالشَّامِ ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ ،
وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ اخْتَرْ لِي ، قَالَ :
عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْقِ مِنْ
غُدُرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8556- أَخْبَرَنَا عُفَيْرٌ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ
عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، مَرْفُوعًا : أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ
فِي ثَلاَثَةِ أَمْكِنَةٍ : بِمَكَّةَ ، وَالْمَدِينَةِ ، وَالشَّامِ صَحِيحٌ.
8557- أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ
، عَنْ جَمِيلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكُنِي زَمَانٌ - أَوْ لاَ أُدْرِكُ زَمَانَ - قَوْمٍ لاَ
يَتَّبِعُونَ الْعِلْمَ وَلاَ يَسْتَحْيُونَ مِنَ الْحَلِيمِ ، قُلُوبِهُمُ
الأَعَاجِمُ ، وَأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ الْعَرَبِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8558- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ
رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : خَرَجْتُ حَاجًّا ، فَقَالَ لِي
سُلَيْمَانُ بْنُ عَنَزٍ قَاضِي أَهْلِ مِصْرَ : أَبْلِغْ أَبَا هُرَيْرَةَ مِنِّي
السَّلاَمَ ، وَأَعْلِمْهُ أَنِّي قَدِ اسْتَغْفَرْتُ الْغَدَاةَ لَهُ وَلِأُمِّهِ
، فَلَقِيتُهُ فَأَبْلَغْتُهُ ، قَالَ : وَأَنَا قَدِ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ ، ثُمَّ
قَالَ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ أُمَّ حَنْوٍ - يَعْنِي مِصْرَ - ؟ قَالَ :
فَذَكَرْتُ لَهُ مِنْ رَفَاهِيَتِهَا وَعَيْشِهَا ، قَالَ : أَمَا إِنَّهَا
أَوَّلُ الأَرْضِ خَرَابًا ، ثُمَّ أَرْمِينِيَةُ ، قُلْتُ : سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّهَا
تَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ إِلَى
مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ ، وَيَبْقَى فِي الأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ
أَرْضُوهُمْ ، وَتُقَذِّرُهُمْ نَفْسُ اللهِ فَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ
الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ.
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَأُونَ
الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ ،
حَتَّى يَخْرُجَ فِي بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ فَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى أَحَادِيثِ مُوسَى بْنِ
عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8559- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ
وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ
أَقْصَى مَسَالِحُ الْمُسْلِمِينَ سِلاَحٌ ، وَسِلاَحٌ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ.
8560- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّامَانِيُّ
، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحْصَرُوا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدُ مَسَالِحِهِمْ
سِلاَحٌ.
حَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ جَرِيرٍ صَحِيحٌ عَلَى
شَرْطِ مُسْلِمٍ ، فَقَدِ احْتَجَّ فِي كِتَابِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِأَبِي عَبْدِ
اللهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
8561- أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ
، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سُئِلَ عَنْ طَعَامِ الْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَنِ الدَّجَّالِ ، قَالَ : طَعَامُ
الْمَلاَئِكَةِ قَالُوا : وَمَا طَعَامُ الْمَلاَئِكَةِ ؟ قَالَ : طَعَامُهُمْ
مَنْطِقُهُمْ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ ، فَمَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ يَوْمَئِذٍ
التَّسْبِيحَ وَالتَّقْدِيسَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْجُوعَ ، فَلَمْ يَخْشَ
جُوعًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8562- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ
بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ،
عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَنْ قَرَأَ سُورَةُ
الْكَهْفَ كَمَا أُنْزِلَتْ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الدَّجَّالِ لَمْ يُسَلَّطْ
عَلَيْهِ - أَوْ : لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سَبِيلٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8563- أَخْبَرَنِي عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ ، بِهَمْدَانَ
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُوشِكُونَ أَنْ يَمْلاَ اللَّهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ
الْعَجَمِ ، فَيَكُونُونَ أَشْبَالاً لاَ يَقْرِونَ ، وَيَقْتُلُونَ
مُقَاتِلَتَكُمْ وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8564- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْفَرَجِ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : سَيَأْتِي
عَلَى النَّاسِ سِنُونَ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا
الصَّادِقُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ
فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ
؟ قَالَ : السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.
قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، قَالَ : وَتَشِيعُ فِيهَا الْفَاحِشَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . وَهُوَ مِنْ
حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ غَرِيبٌ
جِدًّا.
8565- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ بْنِ
شُعَيْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي شُعَيْبَ بْنَ عُمَرَ الأَزْرَقَ ، قَالَ :
حَجَجْنَا فَمَرَرْنَا بِطَرِيقِ الْمُنْكَدِرِ ، وَكَانَ النَّاسُ إِذْ ذَاكَ
يَأْخُذُونَ فِيهِ فَضَلَلْنَا الطَّرِيقَ ، قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ
إِذْ نَحْنُ بِأَعْرَابِيٍّ كَأَنَّمَا نَبَعَ عَلَيْنَا مِنَ الأَرْضِ ، فَقَالَ
: يَا شَيْخُ تَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : أَنْتَ بِالرَّبَائِبِ
، وَهَذَا التَّلُّ الأَبْيَضُ الَّذِي تَرَاهُ عِظَامُ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ،
وَتْغَلِبَ ، وَهَذَا قَبْرُ كُلَيْبٍ وَأَخِيهِ مُهَلْهَلٍ ، قَالَ : فَدُلَّنَا
عَلَى الطَّرِيقِ ، ثُمَّ قَالَ : هَا هُنَا رَجُلٌ لَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُحْبَةٌ هَلْ لَكُمْ فِيهِ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : فَذَهَبَ بِنَا إِلَى شَيْخٍ مَعْصُوبِ الْحَاجِبَيْنِ
بِعِصَابَةٍ فِي قُبَّةِ أَدَمٍ ، فَقُلْنَا لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الْعَدَّاءُ
بْنُ خَالِدٍ فَارِسُ الصُّحْبَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ
: حَدِّثْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِحَدِيثٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ قَامَ قَوْمَةً لَهُ كَأَنَّهُ مُفَزَّعٌ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ :
أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالِينَ الثَّلاَثَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : بِأَبِي
أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَخْبَرْتَنَا ، عَنِ الدَّجَّالِ
الأَعْوَرِ ، وَعَنْ أَكْذَبِ الْكَذَّابِينَ ، فَمَنِ الثَّالِثُ ، فَقَالَ :
رَجُلٌ يَخْرُجُ فِي قَوْمٍ أَوَّلُهُمْ مَثْبُورٌ ، وَآخِرِهِمْ مَثْبُورٌ ،
عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ دَائِبَةً فِي فِتْنَةِ الْجَارِفَةِ ، وَهُوَ الدَّجَّالُ
الأَلْيَسُ يَأْكُلُ عِبَادَ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ : وَهُوَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْ
شَيْبَةٍ مِنْ شَرْطِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ إِذَا رَوَى حَدِيثًا لاَ يُصَحِّحُهُ أَنْ يَقُولَ فِي
رِوَايَتِهِ : قَدْ رُوِيَ عَنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ ، وَأَنَا لاَ أَعْرِفُهُ
بِعَدَالَةٍ كَذِي وَكَذِي.
وَقَدْ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ خُزَيْمَةَ
عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ ، وَهُوَ الْقُدْوَةُ فِي هَذَا الْعِلْمِ.
8566- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ
، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ الْهُذَلِيِّ ، قَالَ :
لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِي حَدِيثًا ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَهِمْتُهُ وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي : بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا حَدَّثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ وَلاَ الْمُتَفَحِّشَ. ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ
، وَسُوءُ الْجِوَارِ ، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ، وَحَتَّى يُخَوَّنَ الأَمِينُ
وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ. ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ
النَّخْلَةِ وَقَعَتْ فَأَكَلْتَ طَيِّبًا ، ثُمَّ سَقَطَتْ وَلَمْ تَفْسُدْ
وَلَمْ تُكْسَرْ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ قِطْعَةِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ
أُدْخِلَتِ النَّارَ فَنُفِخَ عَلَيْهَا فَلَمْ تَتَغَيَّرْ وَوُزِنَتْ فَلَمْ
تَنْقُصْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8567- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ
الْعَدْلُ ، قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، قَالَ : مُعَاذُ بْنُ حَرْمَلَةَ
الأَزْدِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأْتِي عَلَى
النَّاسِ زَمَانٌ تُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرًا وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8568- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ
إِمْلاَءً بِبَغْدَادَ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ حَفْصِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ
، وَأَنَا أَسْمَعُ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ
: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ : لَوْ لَمْ
أَسْمَعْ أَنَّكَ مِثْلُ أَهْلِ الْبَيْتِ مَا حَدَّثْتُكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ،
قَالَ : فَقَالَ مُجَاهِدٌ : فَإِنَّهُ فِي سِتْرٍ لاَ أَذْكُرُهُ لِمَنْ تَكْرَهُ
، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَرْبَعَةٌ : مِنَّا
السَّفَّاحُ ، وَمِنَّا الْمُنْذِرُ ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ ، وَمِنَّا
الْمَهْدِيُّ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ : فَبَيِّنْ لِي هَؤُلاَءِ
الأَرْبَعَةَ ، فَقَالَ : أَمَّا السَّفَّاحُ فَرُبَّمَا قَتَلَ أَنْصَارَهُ
وَعَفَا عَنْ عَدُوِّهِ ، وَأَمَّا الْمُنْذِرُ قَالَ : فَإِنَّهُ يُعْطِي الْمَالَ
الْكَثِيرَ لاَ يَتَعَاظَمُ فِي نَفْسِهِ وَيُمْسِكُ الْقَلِيلَ مِنْ حَقِّهِ ،
وَأَمَّا الْمَنْصُورُ : فَإِنَّهُ يُعْطَى النَّصْرَ عَلَى عَدُوِّهِ الشَّطْرَ
مِمَّا كَانَ يُعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْعَبُ
مِنْهُ عَدُوُّهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ ، وَالْمَنْصُورُ يُرْعَبُ عَدُوُّهُ
مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ ، وَأَمَّا الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلاَ الأَرْضَ عَدْلاً
كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا ، وَتَأْمَنَ الْبَهَائِمُ وَالسِّبَاعُ وَتُلْقِي
الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا أَفْلاَذُ كَبِدِهَا ؟
قَالَ : أَمْثَالُ الآسْطُوَانَةُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8569- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ،
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : غَشِيَتْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، أَنْجَى
النَّاسِ فِيهِ رَجُلٌ صَاحِبُ شَاهِقَةٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسَلِ غَنَمِهِ ، أَوْ
رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8570- حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي
وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ
فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ ، وَيَتَّخِذُهَا
النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ ، قَالُوا : غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ؟ قِيلٌ :
مَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ ،
وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ ،
وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
8571- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ
بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ مَرْوَانُ
يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلاً وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ ، فَأَخَذَ
بِرَقَبَتِهِ وَقَالَ : أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَقْبَلَ
عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
فَقَالَ : جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ
الْحَجَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
لاَ تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ ، وَلَكِنِ ابْكُوا عَلَيْهِ
إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8572- حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ
الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو ،
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَبِيتُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى طَعَامٍ
وَشَرَابٍ وَلَهْوٍ ، فَيُصْبِحُونَ قَدْ مُسِخُوا خَنَازَيرَ ، وَلَيُخْسَفَنَّ
بِقَبَائِلَ فِيهَا وَفِي دُورٍ فِيهَا ، حَتَّى يُصْبِحُوا فَيَقُولُوا خُسِفَ
اللَّيْلَةَ بِبَنِي فُلاَنٍ خُسِفَ اللَّيْلَةَ بِدَارِ بَنِي فُلاَنٍ ،
وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ حَصْبَاءُ حِجَارَةٌ كَمَا أُرْسِلَتْ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ
، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْعَقِيمُ فَتَنْسِفُهُمْ كَمَا نَسَفَتْ
مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا ،
وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ ، وَقَطِيعَتِهِمُ
الرَّحِمَ قَالَ : وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى فَنَسِيتُهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ لِجَعْفَرٍ
، فَأَمَّا فَرْقَدٌ فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخْرِجَاهُ.
8573- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا
آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ،
قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لَتَفْتَحَنَّ لَكُمْ كُنُوزَ كِسْرَى
الأَبْيَضَ أَوِ الَّذِي فِي الأَبْيَضِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8574- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ، بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ ، سِتًّا
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدُّخَانَ ، وَالدَّجَّالِ ،
وَدَابَّةَ الأَرْضِ ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ ،
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8575- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ
الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَهْمِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَجُلٌ مَعَهَا ،
فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا حَدِيثًا عَنِ
الزَّلْزَلَةِ ، فَأَعْرَضَتْ عَنْهُ بِوَجْهِهَا ، قَالَ أَنَسٌ : فَقُلْتُ لَهَا
: حَدِّثِينَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الزَّلْزَلَةِ ، فَقَالَتْ : يَا
أَنَسُ إِنْ حَدَّثْتُكَ عَنْهَا عِشْتَ حَزِينًا ، وَبُعِثْتَ حِينَ تُبْعَثُ
وَذَلِكَ الْحُزْنُ فِي قَلْبِكَ فَقُلْتُ : يَا أُمَّاهُ حَدِّثِينَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ
الْمَرْأَةَ إِذَا خَلَعْتَ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا هَتَكَتْ مَا
بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِجَابٍ ، وَإِنْ تَطَيَّبَتْ
لِغَيْرِ زَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهَا نَارًا وَشَنَارًا ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوا
الزِّنَا وَشَرِبُوا الْخُمُورَ بَعْدَ هَذَا وَضَرَبُوا الْمَعَازِفَ غَارَ
اللَّهُ فِي سَمَائِهِ ، فَقَالَ لِلأَرْضِ : تَزَلْزَلِي بِهِمْ ، فَإِنْ تَابُوا
وَنَزَعُوا وَإِلاَّ هَدَمَهَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَنَسٌ : عُقُوبَةٌ لَهُمْ ؟
قَالَتْ : رَحْمَةٌ وَبَرَكَةٌ وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَنَكَالاً
وَسَخْطَةً وَعَذَابًا لِلْكَافِرِينَ قَالَ أَنَسٌ : فَمَا سَمِعْتُ بَعْدَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَنَا أَشَدُّ بِهِ فَرَحًا
مِنِّي بِهَذَا الْحَدِيثِ ، بَلْ أَعِيشُ فَرِحًا وَأُبْعَثَ حِينَ أُبْعَثُ
وَذَلِكَ الْفَرَحُ فِي قَلْبِي - أَوْ قَالَ : فِي نَفْسِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8576- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ
يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ
، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسِّنِينَ
فَأَعْطَانِي ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ
غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِي ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا ،
وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8577- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَالَوَيْهِ
الْعَقَبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا
هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ
الْعَمِّيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدْ
رَأَيْنَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : يُقَالُ لِرِجَالٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
اطْرَحُوا سِيَاطَكُمْ وَادْخُلُوا جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8578- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَالِدُ ، إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أَحْدَاثٌ
وَفِتَنٌ وَاخْتِلاَفٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ
الْمَقْتُولَ لاَ الْقَاتِلَ فَافْعَلْ.
تَفَرَّدَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَلَمْ يَحْتَجَّا بِعَلِيٍّ.
8579- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ حَمْدَانَ الْحَافِظُ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، قَالَ
: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : جَاءَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو
فِي بَنِي مُعَاوِيَةَ - وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الأَنْصَارِ - فَقَالَ : هَلْ
تَدْرِي أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
مَسْجِدِكُمْ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْتُ
: نَعَمْ ، وَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ ،
فَقَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا الثَّلاَثُ الَّتِي دَعَا بِهِنَّ فِيهِ ؟ قُلْتُ :
نَعَمْ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي بِهِنَّ ، فَقُلْتُ : دَعَا بِأَنْ لاَ يُظْهِرَ
عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، وَلاَ يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ فَأُعْطِيَهُمَا
، وَدَعَا بِأَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8580- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ،
عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَكُونُ هَدَّةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تُوقِظُ النَّائِمَ
وَتُفْزِعُ الْيَقْظَانَ ، ثُمَّ تَظْهَرُ عِصَابَةٌ فِي شَوَّالٍ ، ثُمَّ
مَعْمَعَةٌ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، ثُمَّ تُنْتَهَكُ الْمَحَارِمُ فِي الْمُحَرَّمِ
، ثُمَّ يَكُونُ مَوْتٌ فِي صَفَرٍ ، ثُمَّ تَتَنَازَعُ الْقَبَائِلُ فِي
الرَّبِيعِ ، ثُمَّ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٍ ، ثُمَّ
نَاقَةٌ مُقَتَّبَةٌ خَيْرٌ مِنْ دَسْكَرَةٍ تُقِلُّ مِائَةَ أَلْفٍ.
قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ غَيْرَ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ
الْخُشَنِيِّ ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبُ الْمَتْنِ ، وَمَسْلَمَةُ أَيْضًا مِمَّنْ
لاَ تَقُومُ الْحُجَّةُ بِهِ.
8581- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، قَالَ : عُدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي ،
ثُمَّ قُلْتُ : اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ
تُرْجِعْهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ تَمُوتَ
فَمُتْ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّا لَنُحِبُّ الْحَيَاةَ ، فَقَالَ
: وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَانٌ
الْمَوْتُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ ، لَيَأْتِيَنَّ
أَحَدُكُمْ قَبْرَ أَخِيهِ فَيَقُولُ : لَيْتَنِي مَكَانَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8582- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : كُنْتُ أَسْأَلُ
النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي بِالْكُوفَةِ ،
فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : حَدِيثٌ حَدَّثَتْهُ عَنْكَ فَحَدِّثْنِي بِهِ ، قَالَ :
لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهْتُهُ أَشَدَّ
مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ ، فَأَتَيْتُ أَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ فَكَرِهْتُهُ ،
ثُمَّ أَتَيْتُ أَرْضَ الرُّومِ وَكُنْتُ أَكْرَهُهُ مِنْ كَرَاهَتِي لِمَا قَبْلُ
أَوْ أَشَدَّ ، فَقُلْتُ : لاَتِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلاَسْمَعَنَّ
مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَمَا هُوَ بِضَارِّيِّ ، فَأَتَيْتُهُ
فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ لاَ يَحِلُّ لَكَ فِي
دِينِكَ فَكَأَنِّي رَأَيْتُ لَهُ عَلَى غَضَاضَةٍ ، فَقَالَ : يَا عَدِيُّ بْنَ
حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ : قَدْ أُرَانِي - أَوْ قَدْ
أَظُنُّ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَعَلَّكَ إِنَّمَا
يَمْنَعُكَ عَنِ الإِسْلاَمِ أَنَّكَ تَرَى مِنْ حَوْلِي خَصَاصَةً ، إِنَّكَ
تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا أَلَبًا ثُمَّ قَالَ : هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ ؟ قُلْتُ
: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ عَرَفْتُ مَكَانَهَا ، قَالَ : فَلَيُوشِكَنَّ أَنَّ الظَّعِينَةَ
تَرْحَلُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ ،
وَلَيُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى قُلْتُ : كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ،
قَالَ : كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، وَيُوشِكُ أَنْ لاَ يَجِدَ الرَّجُلُ مَالَهُ
صَدَقَةً وَقَالَ : فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْحَلُ وَأَحْلِفُ لَيُفْتَحَنَّ
الثَّانِيَةَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الْحَقُّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8583- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يُوشِكُ اللَّهُ أَنْ يَمْلاَ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَمِ وَيَجْعَلَهُمْ أُسْدًا
لاَ يَفِرُّونَ ، فَيَضْرِبُونَ رِقَابَكُمْ وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8584- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ ، يَقُولُ : أَنْبَأَ الأَعْمَشُ
، أَنْبَأَ أَبُو عُمَارَةَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ
يَتْرُكُونَ مِنَ السُّنَّةِ مِثْلَ هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى أَصْلِ إِصْبَعِهِ -
وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ جَاءُوا بِالطَّامَّةِ الْكُبْرَى ، وَإِنَّهَا لَمْ
تَكُنْ أُمَّةٌ إِلاَّ كَانَ أَوَّلُ مَا يَتْرُكُونَ مِنْ دِينِهِمُ السُّنَّةُ ،
وَآخِرُ مَا يَدَعُونَ الصَّلاَةُ ، وَلَوْلاَ أَنَّهُمْ يَسْتَحْيُونَ مَا
صَلُّوا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8585- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ
الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ
أَبِي الْمُخْتَارِ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَعْثًا إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ ، فَقَالَ : انْطَلِقُوا فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَ
أُكَيْدِرَ دُومَةَ خَارِجًا يَقْتَنِصُ الصَّيْدَ فَخُذُوهُ أَخْذًا
فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ لَهُمْ ، فَأَخَذُوهُ وَتَحَصَّنَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَأَشْرَفُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ يُكَلِّمُونَهُمْ ، قَالَ :
يَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِبَعْضِ مَنْ أَشْرَفَ : أُذَكِّرُكَ اللَّهَ
هَلْ تَجِدُونَ مُحَمَّدًا فِي كِتَابِكُمْ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ آخَرُ إِلَى جَنْبِهِ
: نَجِدُهُ فِي كِتَابِنَا يُشْبِهُ قُرَشِيَّانِ يَخْطُرُهُ قَلَمٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ قَدْ كَفَرَ
هَؤُلاَءِ ، قَالَ : بَلَى ، وَأَنْتُمْ سَتَكْفُرُونَ ، فَلَمَّا رَجَعَ
الْجَيْشُ وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ فَتَنَبَّأَ ، قَالَ الرَّجُلُ لِأَبِي بَكْرٍ :
أَمَا تَذْكُرُ قَوْلَكَ وَنَحْنُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ وَأَنْتُمْ سَوْفَ
تَكْفُرُونَ ذَاكَ أَمْرُ مُسَيْلِمَةَ ؟ قَالَ : لاَ ، ذَاكَ فِي آخِرِ
الزَّمَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8586- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ :
السُّفْيَانِيُّ فِي عُمْقِ دِمَشْقَ ، وَعَامَّةُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ كَلْبِ ،
فَيَقْتُلُ حَتَّى يَبْقَرَ بُطُونَ النِّسَاءِ ، وَيَقْتُلُ الصِّبْيَانَ ،
فَتَجْمَعُ لَهُمْ قَيْسٌ فَيَقْتُلُهَا حَتَّى لاَ يُمْنَعُ ذَنَبُ تَلْعَةٍ ،
وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي الْحَرَّةِ فَيَبْلُغُ السُّفْيَانِيَّ
، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنْدًا مِنْ جُنْدِهِ فَيَهْزِمُهُمْ ، فَيَسِيرُ إِلَيْهِ
السُّفْيَانِيُّ بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى إِذَا صَارَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ
خُسِفَ بِهِمْ ، فَلاَ يَنْجُو مِنْهُمْ إِلاَّ الْمُخْبِرُ عَنْهُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8587- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
حُمَيْدًا ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، حَدَّثَنِي حِطَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الرَّقَاشِيُّ ، أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا مَعَ أَبِي مُوسَى غُزَاةً فَلَمَّا
نَزَلُوا مَنْزِلاً ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ هَرْجًا
، قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ أَيُّهَا الأَمِيرُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ ، قُلْنَا أَكْثَرُ مَا
نَقْتُلُ إِنَّا نَقْتُلُ فِي السَّنَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ
أَلْفٍ ، قَالَ : لَيْسَ قَتْلُكُمُ الْمُشْرِكِينَ وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ
بَعْضًا ، قَالَ : قُلْنَا وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ أَبُو مُوسَى
: تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُخَلَّفُ هَبَاءً مِنَ
النَّاسِ يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ،
وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ إِنْ هِيَ أَدْرَكَتْنِي وَإِيَّاكُمْ فِيمَا
نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا أَنْ لاَ
نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8588- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ
بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ
وَكَانَ شِيعِيًّا ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قَرَاوِشٍ ،
سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ يَحْتَدِرُهُ
رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، يُقَالُ لَهُ
: الأَشْهَبِ - أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ - رَاعِي
الْخَيْلِ وَرَاعِي الْخَيْلِ عَلاَمَةٌ فِي الْقَوْمِ الظَّلَمَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8589- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَدُورُ رَحَا الإِسْلاَمِ لِخَمْسٍ
وَثَلاَثِينَ ، أَوْ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ ، فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ
هَلَكَ ، وَإِنْ يُقَمْ لَهُمْ دِينُهُمْ يُقَمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا فَقَالَ
عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ بِمَا مَضَى أَوْ بِمَا بَقِيَ ؟ قَالَ : بِمَا بَقِيَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
، حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ خَارِجٌ عَنِ الْكُتُبِ الثَّلاَثِ ، أَخْرَجْتُهُ
تَعَجُّبًا إِذْ هُوَ قَرِيبٌ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.
8590- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ
، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ
بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ
حُسَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : خُرُوجُ الدَّابَّةِ
بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا خَرَجَتْ لَطَمَتْ إِبْلِيسَ
وَهُوَ سَاجِدٌ ، وَيَتَمَتَّعُ الْمُؤْمِنُونَ فِي الأَرْضِ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً ، لاَ يَتَمَنَّوْنَ شَيْئًا إِلاَّ أُعْطُوهُ وَوَجَدُوهُ ، وَلاَ جَوْرَ
وَلاَ ظُلْمَ ، وَقَدْ أَسْلَمَ الأَشْيَاءُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ طَوْعًا
وَكَرْهًا ، حَتَّى إِنَّ السَّبْعَ لاَ يُؤْذِي دَابَّةً وَلاَ طَيْرًا ،
وَيَلِدُ الْمُؤْمِنُ فَلاَ يَمُوتُ حَتَّى يُتِمَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ
خُرُوجِ دَابَّةِ الأَرْضِ ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِمُ الْمَوْتُ فَيَمْكُثُونَ
كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُسْرِعُ الْمَوْتُ فِي الْمُؤْمِنِينَ فَلاَ
يَبْقَى مُؤْمِنٌ فَيَقُولُ الْكَافِرُ قَدْ كُنَّا مَرْعُوبِينَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَلَيْسَ تُقْبَلُ مِنَّا
تَوْبَةٌ فَيَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْبَهَائِمِ ، ثُمَّ يَقُومُ أَحَدُهُمْ
بِأُمِّهِ وَأُخْتِهِ وَابْنَتِهِ فَيَنْكِحُهَا وَسَطَ الطَّرِيقِ ، يَقُومُ
عَنْهَا وَاحِدٌ وَيَنْزُو عَلَيْهَا آخَرُ لاَ يُنْكِرُ وَلاَ يُغَيِّرُ ،
فَأَفْضَلُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ : لَوْ تَنَحَّيْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ
كَانَ أَحْسَنَ ، فَيَكُونُونَ كَذَلِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ أَوْلاَدِ
النِّكَاحِ وَيَكُونُ أَهْلُ الأَرْضِ أَوْلاَدَ السَّفَّاحِ ، فَيَمْكُثُونَ
كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُعْقِرُ اللَّهُ أَرْحَامَ النِّسَاءَ
ثَلاَثِينَ سَنَةً ، لاَ تَلِدُ امْرَأَةٌ وَلاَ يَكُونُ فِي الأَرْضِ طِفْلٌ ،
وَيَكُونُ كُلُّهُمْ أَوْلاَدُ الزِّنَا شِرَارُ النَّاسِ ، وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ
مِنْ أَعَزِّ الْبَصْرِيِّينَ وَأَوْلاَدِ التَّابِعِينَ ، إِلاَّ أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ
بْنَ الْحُسَيْنِ مَجْهُولٌ.
8591- أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
أَنْبَأَ أَبُو الْمُوَجَّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
اللهِ ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ،
قَالَ : كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ حِينَ
يَرَوْنَهُ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : لِمَا يَفِرُّ النَّاسُ
مِنْكَ ؟ قَالَ : أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ بِالَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنَّ
أُعْطِيَاتِنَا قَدِ ارْتَفَعَتِ الْيَوْمَ وَبَلَغَتْ هَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا
شَيْئًا ؟ قَالَ : أَمَّا الْيَوْمَ فَلاَ ، وَلَكِنَّهَا يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ
أَثْمَانُ دِينِكُمْ ، فَإِذَا كَانَتْ أَثْمَانَ دِينِكُمْ فَدَعُوهَا
وَإِيَّاكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8592- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَامِلٍ الْمُرَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ،
عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ
الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا.
8593- فَسَمِعْتُ الآسْتَاذَ أَبَا الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، يَقُولُ : كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ شُرَيْحٍ إِذْ
قَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ يَمْدَحُهُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ
بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ
مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا فَأَبْشِرْ أَيُّهَا الْقَاضِي
فَإِنَّ اللَّهَ
بَعَثَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَبَعَثَ عَلَى
رَأْسِ الْمِأَتَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ ، وَأَنْتَ عَلَى
رَأْسِ الثَّلاَثِ مِائَةٍ أَنْشَأَ يَقُولُ:
اثْنَانِ قَدْ مَضَيَا وَبُورِكَ فِيهِمَا ..... عُمَرُ
الْخَلِيفَةُ ثُمَّ خَلْفَ السُّؤْدَدِ
الشَّافِعِيُّ الأَبْطَحِيُّ مُحَمَّدٌ ..... إِرْثُ
النُّبُوَّةِ وَابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ
أَبْشِرْ أَبَا الْعَبَّاسِ إِنَّكَ ثَالِثٌ ..... مِنْ
بَعْدِهِمْ سَقْيًا لِتُرْبَةِ أَحْمَدِ
قَالَ :
فَصَاحَ الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ
تَعَالَى بِالْبُكَاءِ وَقَالَ : قَدْ نَعَى إِلَيَّ نَفْسِي هَذَا الشَّيْخُ ، فَحَدَّثَنِي
جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِي أَنَّهُمْ حَضَرُوا مَجْلِسَ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي
الطِّيبِ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَجَرَى ذِكْرُ هَذِهِ
الْحِكَايَةِ فَحَكَوْهَا عَنِّي بِحَضْرَتِهِ ، وَفِي الْمَجْلِسِ أَبُو عَمْرٍو
الْبِسْطَامِيُّ الْفَقِيهُ الأَرْجَائِيُّ ، فَأَنْشَأَ أَبُو عَمْرٍو فِي
الْوَقْتِ:
وَالرَّابِعُ الْمَشْهُورُ سَهْلٌ مُحَمَّدٌ
.....أَضْحَى إِمَامًا عِنْدَ كُلِّ مُوَحِّدِ
يَأْوِي إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ بِأَسْرِهِمْ ..... فِي
الْعِلْمِ إِنْ خَرَجُوا فَنِعْمَ مُؤَيَّدِ
لاَ زَالَ فِيمَا بَيْنَنَا شَيْخُ الْوَرَى .....
لِلْمَذْهَبِ الْمُخْتَارِ خَيْرَ مُجَدِّدِ
فَسَأَلْتُ الْفَقِيهَ أَبَا عَمْرٍو فِي مَجْلِسِي
فَأَنْشَدَنَيهَا.
8594- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ ، عَنْ
أَبِي يَعْلَى مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ ، عَنْ مَوْلاَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ
: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ أَوْ
عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا
عِنْدَهُ ، فَقَالَ : إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فَلَمْ يَنْهَوْا عَنْهُ أَنْزَلَ
اللَّهُ بِهِمْ بَأْسَهُ فَقَالَ إِنْسَانٌ : يَا نَبِيَّ اللهِ وَإِنْ كَانَ
فِيهِمُ الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَهُمْ ، ثُمَّ
يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ - أَوْ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ
وَمَغْفِرَتِهِ.
8595- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
غَالِبِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ
حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ ، وَعَلاَ
صَوْتُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ ، يَقُولُ : صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8596- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ،
حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو
الدَّرْدَاءِ : كَيْفَ تَرَى النَّاسَ ؟ قُلْتُ : بِخَيْرٍ إِنَّ دَعْوَتَهُمْ
وَاحِدَةٌ وَإِمَامَهُمْ وَاحِدٌ ، وَعَدُوَّهُمْ مَنْفِيٌّ ، وَأُعْطِيَاتِهُمْ
وَأَرْزَاقَهُمْ دَارَّةٌ ، قَالَ
: فَكَيْفَ إِذَا تَبَاغَضَتْ قُلُوبُهُمْ ،
وَتَلاَعَنَتْ أَلْسِنَتُهُمْ ، وَظَهَرَتْ عَدَاوَتُهُمْ ، وَفَسَدَتْ ذَاتُ
بَيْنِهِمْ ، وَضَرَبَ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8597- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ
بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ
، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَنْ تُفْتَنَ أُمَّتِي حَتَّى
يَظْهَرَ فِيهِمُ التَّمَايُزُ ، وَالتَّمَايُلُ ، وَالْمَقَامِعُ قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ مَا التَّمَايُزُ ؟ قَالَ : التَّمَايُزُ : عَصَبِيَّةٌ
يُحْدِثُهَا النَّاسُ بَعْدِي فِي الإِسْلاَمِ قُلْتُ : فَمَا التَّمَايُلُ ؟
قَالَ : تَمِيلُ الْقَبِيلَةُ عَلَى الْقَبِيلَةِ فَتَسْتَحِلُّ حُرْمَتَهَا
قُلْتُ : فَمَا الْمَقَامِعُ ؟ قَالَ : سَيْرُ الأَمْصَارِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
تَخْتَلِفُ أَعْنَاقُهُمْ فِي الْحَرْبِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8598- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ
، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا الْقَوْمُ رُكُوعٌ
فَرَكَعَ ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : صَدَقَ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَى الصَّفِّ ، فَلَمَّا فَرَغَ سَأَلْتُهُ
عَنْ قَوْلِهِ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا ، وَحَتَّى
يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ ، وَحَتَّى تَتَّجِرَ
الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا ، وَحَتَّى تَغْلُو الْخَيْلُ وَالنِّسَاءُ ، ثُمَّ
تَرْخُصَ فَلاَ تَغْلُو إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8599- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ، بِمِصْرَ ،
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي
جَمِيلَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُمْ أُقَاتِلُ مَعَهُمْ ، حَتَّى
ذَكَرْتُ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ كِسْرَى أَوْ بَعْضَ مُلُوكِ الأَعَاجِمِ مَاتَ
فَوَلَّوْا أَمَرَهُمُ امْرَأَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8600- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ خَالِدٍ الأَصْبَهَانِيُّ
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ
، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ - أَوْ ذُكِرَتْ لَهُ - فَقَالَ
: إِذَا النَّاسُ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ ، وَصَارُوا
هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ
عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ؟ قَالَ : أَمْلِكْ
عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ ، وَخُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا
تُنْكِرُ ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8601- أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ يُونُسَ الْعَصَّارُ
بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي
حُرَّةَ ، قَالَ : لَمَّا حُصِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَتَحَصَّنَتْ أَبْوَابُ الْمَسْجِدِ
مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، سَمِعَ مَوْلَيَيْنِ لَهُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَتَكَلَّمَا
بِكَلاَمٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمَا وَقَالَ : مَا تَتَبَّعَ أَحَدٌ مِنَ الْكُتُبِ
مَا تَتَبَّعْتُهَا ، لَقَدْ قَرَأْتُ الْكُتُبَ وَسَمِعْتُ الأَحَادِيثَ
فَوَجَدْتُ كُلَّ شَيْءٍ بَاطِلاً إِلاَّ مَا فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، قَالَ
: فَخَرَجَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ
فَقَبَّلَهَا وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ الْخِمَارِ إِلَى الْوَجْهِ فَوْقَ الْجَبْهَةِ
، فَقَالَتْ : مَا حِسٌّ أَسْمَعُهُ ؟ فَقِيلَ لَهَا : أَهْلُ الشَّامِ ،
قَالَتْ : كُلُّهُمْ مُسْلِمُونَ ؟ قِيلَ لَهَا : نَعَمْ كَذَلِكَ يَزْعُمُونَ ، قَالَتْ
: لَقَدْ رَأَيْتُ الإِسْلاَمَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى شَاةٍ مَا أَكَلُوهَا ،
ثُمَّ قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، مُتْ كَرِيمًا وَلاَ تَسْتَسْلِمْ ، فَقَالَ عَبْدُ
اللهِ : أَيْنَ أَهْلُ مِصْرَ ؟ قَالُوا لَهُ : عَلَى الْبَابِ ، بَابِ بَنِي
جُمَعَ وَكَانَ أَكْثَرَ الأَبْوَابِ نَاسًا ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَانْكَشَفُوا
حَتَّى السُّوقِ ، قَالَ : وَإِنَّ خُبَيْبًا يَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ مِنْ وَرَائِهِمْ
، وَيَقُولُ : احْمِلُوا وَمَا أَحَدٌ يَدْخُلُ عَلَيْهِ ، قَالَ : ثُمَّ
يَحْمِلُ فَيَنْكَشِفُونَ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ أَدْخَلُوا أَسْوَدَ
، فَلَمَّا رَأَوْهُ حَوَّلُوا لِيَخْتِلَ لَهُ ، قَالَ : فَدَخَلَ الأَسْوَدُ
حَتَّى كَانَ بَيْنَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، فَلَمَّا جَاءَهُ خَرَجَ إِلَيْهِ
فَضَرَبَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَأَطَنَّ رِجْلَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ، قَالَ :
فَطَفِقَ يَتَحَامَلُ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَّ فَمَا الْتَفَتَ إِلَيْهِ حَتَّى
جَاءَهُ حَجَرٌ فَأَصَابَهُ عِنْدَ الآذُنِ فَخَرَّ فَقَتَلُوهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8602- فَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ
بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ ، قَالَ :
لَمَّا ظَفَرَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ وَمَثَّلَ بِهِ ،
ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللهِ وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ،
فَقَالَتْ : كَيْفَ تَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ وَقَدْ قَتَلْتَ ابْنِي ؟ فَقَالَ :
إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي حَرَمِ اللهِ ، فَقَتَلْتُهُ مُلْحِدًا عَاصِيًا
حَتَّى أَذَاقَهُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا ، وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ ، فَقَالَتْ
: كَذَبْتَ
يَا عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتَهُ
صَوَّامًا قَوَّامًا بَرًّا بِوَالِدَيْهِ ، حَافِظًا لِهَذَا الدِّينِ ، وَلَئِنْ
أَفْسَدَتْ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ لَقَدْ أَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ، وَلَقَدْ
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ يَخْرُجُ
مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ الآخِرُ مِنْهُمَا أَشَرُّ مِنَ الأَوَّلِ ، وَهُوَ
الْمُبِيرُ ، وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْتَ يَا حَجَّاجُ.
8603- أَخْبَرْنَاهُ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ
الْحَوْضِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنٍ
، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ فِيهِ ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ : صَدَقَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقْتِ أَنَا الْمُبِيرُ
أُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8604- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ
الْمُؤَذِّنُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ
قَتَادَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَقْدَمُ الْمَدِينَةَ أَلْقَى
أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ فَكَانَ أَحَبَّهُمْ إِلَيَّ لِقَاءً أُبَيُّ
بْنُ كَعْبٍ ، قَالَ : فَقَدِمْتُ زَمَنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامُوا
صَلاَةَ الصُّبْحِ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَخَرَجَ مَعَهُ
رِجَالٌ فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ
فَعَرَفَهُمْ وَأَنْكَرَنِي ، فَدَفَعَنِي فَقَامَ مَقَامِي فَصَلَّيْتُ وَمَا
أَعْقِلُ صَلاَتِي ، فَلَمَّا صَلَّى ، قَالَ : يَا بُنَيَّ لاَ يَسُوءُكَ اللَّهُ
، إِنِّي لَمْ أَفْعَلِ الَّذِي فَعَلْتُ لِجَهَالَةٍ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَنَا : كُونُوا فِي الصَّفِّ الَّذِي
يَلِينِي وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَعَرَفْتُهُمْ غَيْرَكَ ،
قَالَ : وَجَلَسَ فَمَا رَأَيْتُ الرِّجَالَ مَتَحَتْ أَعْنَاقَهَا إِلَى شَيْءٍ مُتَوَجِّهًا
إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَكَانَ فِيمَا قَالَ : هَلَكَ
أَهْلُ الْعَقْدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ هَلَكَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ ، وَاللَّهِ مَا آسَى عَلَيْهِمْ إِنَّمَا آسَى عَلَى مَنْ أَهْلَكُوا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8605- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ ظَالِمٍ ،
يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ
أُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
لِخِلاَفٍ بَيْنَ شُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِيهِ.
8606- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَالِمٍ ، قَالَ
: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ
: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ
مِنْ قُرَيْشٍ.
فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ
، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : الصَّحِيحُ مَالِكُ بْنُ ظَالِمٍ.
8607- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْنُّكْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ شِبْرٌ
وَشِبْرَيْنِ ، وَثَلاَثَةٌ ، وَهُمْ مِنْ وَلَدِ آدَمَ.
8608- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ
بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ
وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ. وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ
، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : مَرِضَ
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ كُشِفَ عَنْهُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَخْرُجُ
الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ،
مَعَهُ قَوْمٌ وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ.
8609- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسِ
, مُطَرِّفٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ هَا هُنَا ، أَوْ هَاهُنَا ، أَوْ
مِنْ هَاهُنَا بَلْ يَخْرُجُ هَاهُنَا يَعْنِي الْمَشْرِقَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8610- أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ
الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ
، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ
يَمُرُّونَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ وَيَأْتُونَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ،
فَقَالَ هِشَامٌ : إِنَّ هَؤُلاَءِ يِجْتَازُونَ إِلَى رَجُلٍ قَدْ كُنَّا
أَكْثَرَ مُشَاهَدَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ
وَأَحْفَظَ عَنْهُ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ فِتْنَةٌ
أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الدَّجَّالِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8611- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ
بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ ، حَدَّثَنَا جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْقَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
كُنْتُ فِي الْحَطِيمِ مَعَ حُذَيْفَةَ فَذَكَرَ حَدِيثًا ، ثُمَّ قَالَ :
لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً ، وَلَيَكُونُنَّ أَئِمَّةٌ
مُضِلُّونَ ، وَلْيَخْرُجَنَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الدَّجَّالُونَ الثَّلاَثَةُ ،
قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَدْ سَمِعْتَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُهُ
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةٍ أَصْبَهَانَ ،
عَيْنُهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ وَالآخْرَى كَأَنَّهَا زَهْرَةٌ تَشُقُّ
الشَّمْسَ شَقًّا ، وَيَتَنَاوَلُ الطَّيْرَ مِنَ الْجَوْلَةِ ثَلاَثَ صَيْحَاتٍ ،
يَسْمَعُهُنَّ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَأَهْلُ الْمَغْرِبِ ، وَمَعَهُ جَبَلاَنِ
جَبَلٌ مِنْ دُخَانٍ وَنَارٍ ، وَجَبَلٌ مِنْ شَجَرٍ وَأَنْهَارٍ
وَيَقُولُ
هَذِهِ الْجَنَّةُ وَهَذِهِ النَّارُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَخْرُجُ مِنْ
قَبْلِهِ كَذَّابٌ قَالَ : قُلْتُ : فَمَا الثَّالِثُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ أَكْذَبُ
الْكَذَّابِينَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَتْبَعُهُ حُشَارَةُ
الْعَرَبِ وَسِفْلَةُ الْمَوَالِي ، أَوَّلُهُمْ مَثْبُورٌ ، وَآخِرُهُمْ
مَثْبُورٌ هَلاَكُهُمْ عَلَى قَدْرِ سُلْطَانِهِمْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ مِنَ
اللهِ دَائِمَةً قَالَ : فَقُلْتُ
: الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ ، قَالَ : وَأَعْجَبُ مِنْ
ذَلِكَ سَيَكُونُ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ ، قَالَ : قُلْتُ
: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَنْ خَلَّفْتُ ؟ قَالَ : مُرْهُمْ فَلْيَلْحَقُوا بِرُءُوسِ الْجِبَالِ
، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُتْرَكُوا وَذَاكَ ، قَالَ : مُرْهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَحْلاَسًا
مِنْ أَحْلاَسِ بُيُوتِهِمْ ، قَالَ
: قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُتْرَكُوا وَذَاكَ ، قَالَ :
يَا ابْنَ عُمَرَ زَمَانُ خَوْفٍ وَهَرْجٍ وَسَلْبٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا
عَبْدِ اللهِ مَا لِهَذَا الْهَرْجُ مِنْ فَرَجٍ ؟ قَالَ : بَلَى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
هَرْجٍ إِلاَّ وَلَهُ فَرَجٌ ، وَلَكِنْ أَيْنَ مَا يَبْقَى لَهَا ، إِنَّهَا
فِتْنَةٌ يُقَالُ لَهَا الْجَارِفَةُ ، تَأْتِي عَلَى صَرِيحِ الْعَرَبِ ،
وَصَرِيحِ الْمَوَالِي ، وَذَوِي الْكُنُوزِ ، وَبَقِيَّةِ النَّاسِ ، ثُمَّ
تَنْجَلِيَ عَنْ أَقَلِّ مِنَ الْقَلِيلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8612- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : كُنْتُ
بِالْكُوفَةِ ، فَقِيلَ : خَرَجَ الدَّجَّالُ ، قَالَ : فَأَتَيْنَا عَلَى
حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ ، فَقُلْتُ : هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ
خَرَجَ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ فَأَتَى عَلَيَّ الْعَرِّيفُ ، فَقَالَ :
هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَهُ ، قَالَ :
اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ فَنُودِيَ إِنَّهَا كَذِبَةٌ صَبَاغٌ ، قَالَ : فَقُلْنَا
يَا أَبَا سَرِيحَةَ مَا أَجْلَسْتَنَا إِلاَّ لِأَمْرٍ فَحَدِّثْنَا ، قَالَ :
إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ فِي زَمَانِكُمْ لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ
بِالْخَذْفِ ، وَلَكِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ فِي بُغْضٍ مِنَ النَّاسِ ،
وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَسُوءِ ذَاتِ بَيْنٍ ، فَيَرِدُ كُلَّ مَنْهَلٍ ،
فَتُطْوَى لَهُ الأَرْضُ طَيَّ فَرْوَةِ الْكَبْشِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ،
فَيَغْلِبُ عَلَى خَارِجِهَا وَيَمْنَعُ دَاخَلَهَا ، ثُمَّ جَبَلَ إِيلِيَاءَ
فَيُحَاصِرُ عِصَابَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الَّذِينَ
عَلَيْهِمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِهَذَا الطَّاغِيَةِ أَنْ تُقَاتِلُوهُ حَتَّى تَلْحَقُوا
بِاللَّهِ أَوْ يُفْتَحَ لَكُمْ ، فَيَأْتَمِرُونَ أَنْ يُقَاتِلُوهُ إِذَا
أَصْبَحُوا ، فَيُصْبِحُونَ وَمَعَهُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُ
الدَّجَّالَ وَيَهْزِمُ أَصْحَابَهُ ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ
وَالْمَدَرَ ، يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ هَذَا يَهُودِيٌّ عِنْدِي فَاقْتُلْهُ ، قَالَ :
وَفِيهِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ : هُوَ أَعْوَرُ وَرَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَمَكْتُوبٌ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ ، وَلاَ
يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ الْمَطَايَا إِلاَّ الْحِمَارُ ، فَهُوَ رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ
، ثُمَّ قَالَ : أَنَا لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ ،
قَالَ : فَقُلْنَا : مَا هُوَ يَا أَبَا سَرِيحَةَ ؟ قَالَ : فِتَنٌ كَأَنَّهَا
قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : أَيُّ النَّاسِ فِيهَا شَرٌّ
؟ قَالَ : كُلُّ خَطِيبٍ مُصْقِعٍ ، وَكُلُّ رَاكِبٍ مُوضِعٍ ، قَالَ : فَقُلْنَا
: أَيُّ النَّاسِ فِيهَا خَيْرٌ ؟ قَالَ : كُلُّ غَنِيٍّ خَفِيٍّ ، قَالَ :
فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِالْغَنِيِّ وَلاَ بِالْخَفِيِّ ، قَالَ : فَكُنْ كَابْنِ اللَّبُونِ
لاَ ظَهْرَ فَيُرْكَبَ ، وَلاَ ضَرْعَ فَيُحْلَبَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
8613- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
الزَّمْجَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاذٍ السُّلَمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ عِصَامٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ ،
وَلَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَسِيحُهَا ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ ،
وَالْيَوْمُ كَالشَّهْرِ ، وَالْيَوْمُ كَالْجُمُعَةِ ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ
مِثْلُ أَيَّامِكُمْ ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ
أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، يَأْتِي النَّاسَ فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ وَإِنَّ
رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر يَقْرَأُهُ
كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ ، يَمُرُّ بِكُلِّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ
إِلاَّ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَقَامَتِ الْمَلاَئِكَةُ
بِأَبْوَابِهِمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8614- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلاَنِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ
الدَّجَّالَ ، فَقَالَ : إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ ،
وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، أَلاَ وَإِنَّهُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ كَأَنَّهَا عَيْنُ
عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ الْخُزَاعِيِّ ، أَلاَ فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُ كُلُّ مُسْلِمٍ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ
فَلْيَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكَهْفِ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ
، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا ثَلاَثًا ،
فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا مُكْثُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ
يَوْمًا : يَوْمٌ كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمٌ كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمٌ كَالْجُمُعَةِ ،
وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ
نَصْنَعُ بِالصَّلاَةِ يَوْمَئِذٍ صَلاَةُ يَوْمٍ أَوْ نَقْدُرُ ؟ قَالَ : بَلْ تَقْدُرُوا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8615- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَنِي
حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَمِعَ مِنْكُمْ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ
فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهُ فَيَحْسَبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ،
فَمَا يَزَالُ يَتْبَعُهُ مِمَّا يَرَى مِنَ الشُّبُهَاتِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَلاَ أَعْلَمُ أَحَدًا ذُكِرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ فِي إِسْنَادِهِ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
8616- فَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
هِلاَلٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَيَنْأْ عَنْهُ - فَقَالَهَا
ثَلاَثًا - فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهُ فَيَتْبَعُهُ فَيَحْسَبُ أَنَّهُ صَادِقٌ
لِمَا بُعِثَ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ.
8617- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ ، وَأَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو
قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ
بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ ، أَنَّ أَبَا
الْوَضِيءِ عَبَّادُ بْنُ نَسِيبٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا فِي مَسِيرٍ عَامِدِينَ إِلَى
الْكُوفَةِ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَسِيرَةَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثٍ مِنْ
حَرُورَاءَ شَذَّ مِنَّا نَاسٌ ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : لاَ يَهُولَنَّكُمْ
أَمْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيَرْجِعُونَ ، فَنَزَلْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ
الْغَدِ شَذَّ مَثْلَيْ مَنْ شَذَّ ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَلِيٍّ ، فَقَالَ :
لاَ يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ فَإِنَّ أَمْرَهُمْ يَسِيرٌ ، وَقَالَ عَلِيٌّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
لاَ تَبْدَأُوهُمْ
بِقِتَالٍ حَتَّى يَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ يَبْدَأُوكُمْ ، فَجَثَوْا عَلَى
رُكَبِهِمْ وَاتَّقَيْنَا بُتُرُسِنَا فَجَعَلُوا يُنَاوِلُونَا بِالنُّشَّابِ
وَالسِّهَامِ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ دَنَوْا مِنَّا فَأَسْنَدُوا لَنَا الرَّمَّاحَ ،
ثُمَّ تَنَاوَلُونَا بِالسُّيُوفِ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَضَعُوا السُّيُوفَ فِينَا
، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهُ : صَعْصَعَةُ
بْنُ صُوحَانَ ، فَنَادَى ثَلاَثًا فَقَالُوا : مَا تَشَاءُ ؟ فَقَالَ :
أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَخْرُجُوا بِأَرْضٍ تَكُونُ مَسَبَّةً عَلَى أَهْلِ
الأَرْضِ ، وَأُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَمْرُقُوا مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ
مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُمْ قَدْ وَضَعُوا فِينَا السُّيُوفَ ،
قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْهَضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ تَعَالَى
فَمَا كَانَ إِلاَّ فُوَاقٌ مِنْ نَهَارٍ حَتَّى ضَجَعْنَا مَنْ ضَجَعْنَا
وَهَرَبَ مَنْ هَرَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ :
إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنَّ قَائِدَ
هَؤُلاَءِ رَجُلٌ مُخَدَّجُ الْيَدِ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِهِ شُعَيْرَاتٌ
كَأَنَّهُنَّ ذَنَبُ يَرْبُوعٍ فَالْتَمِسُوهُ ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ
، فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا : إِنَّا لَمْ نَجِدْهُ ، فَقَالَ : الْتَمِسُوهُ فَوَاللَّهِ
مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ فَمَا زِلْنَا نَلْتَمِسُهُ حَتَّى جَاءَ عَلِيٌّ
بِنَفْسِهِ إِلَى آخِرِ الْمَعْرَكَةِ الَّتِي كَانَتْ لَهُمْ ، فَمَا زَالَ
يَقُولُ : اقْلِبُوا ذَا ، اقْلِبُوا ذَا ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : هَا هُوَ ذَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اللَّهُ أَكْبَرُ
وَاللَّهِ لاَ يَأْتِيكُمْ أَحَدٌ يُخْبِرُكُمْ مَنْ أَبُوهُ مَلَكٌ ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَقُولُونَ : هَذَا مَلَكٌ هَذَا مَلَكٌ ، يَقُولُ عَلِيُّ : ابْنُ مَنْ
؟ يَقُولُونَ : لاَ نَدْرِي فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ :
أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا ، كُنْتُ أَرُوضُ مُهْرَةً لِفُلاَنِ بْنِ
فُلاَنٍ شَيْخً مِنْ بَنِي فُلاَنً ، وَأَضَعُ عَلَى ظَهْرِهَا جَوَالِقَ سَهْلَةً
أُقْبِلُ بِهَا وَأُدْبِرُ إِذْ نَفَرَتِ الْمُهْرَةُ فَنَادَانِي ، فَقَالَ : يَا
غُلاَمُ انْظُرْ فَإِنَّ الْمُهْرَةَ قَدْ نَفَرَتْ ، فَقُلْتُ : إِنِّي لاَرَى
خَيَالاً كَأَنَّهُ غَرْبٌ أَوْ شَاةٌ إِذْ أَشْرَفَ هَذَا عَلَيْنَا ، فَقَالَ :
مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، قَالَ : وَمَا
جَاءَ بِكَ شَعِثًا شَاحِبًا ؟ قَالَ : جِئْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِي مُصَلَّى
الْكُوفَةِ ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ مَا لَنَا رَابِعٌ إِلاَّ اللَّهُ حَتَّى
انْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
قَدْ سَاقَ إِلَيْكِ خَيْرًا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ إِنِّي إِلَيْهِ لَفَقِيرَةٌ
فَمَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : هَذَا الرَّجُلُ شَعِثٌ شَاحِبٌ كَمَا تَرَيْنَ جَاءَ مِنَ
الْيَمَامَةِ لِيَعْبُدَ اللَّهَ فِي مُصَلَّى الْكُوفَةِ ، فَكَانَ يَعْبُدُ
اللَّهَ فِيهِ وَيَدْعُو النَّاسَ حَتَّى اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ
عَلِيٌّ : أَمَا إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي
أَنَّهُمْ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ مِنَ الْجِنِّ هَذَا أَكْبَرُهُمْ ، وَالثَّانِي
لَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ ، وَالثَّالِثُ فِيهِ ضَعْفٌ.
وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدِيثَ
الْمُخَدَّجِ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ فِي الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ وَهُوَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
8618- وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ ، وَبَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمُ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيُّ ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيَّ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ حَجَّ مَرَّةً فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ وَمَعَهُ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ الضَّبِّيُّ فِي عِصَابَةٍ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَضَوْا نُسُكَهُمْ ، قَالُوا : وَاللَّهِ لاَ نَرْجِعُ إِلَى الْبَصْرَةِ حَتَّى نَلْقَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْضِيًّا ، يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ يُسْتَظْرَفُ نُحَدِّثُ بِهِ أَصْحَابَنَا إِذَا رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ ، قَالَ : فَلَمْ نَزَلْ نَسْأَلُ حَتَّى حَدَّثَنَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَازِلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ، فَعَمَدْنَا إِلَيْهِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِثِقَلٍ عَظِيمٍ يَرْتَحِلُونَ ثَلاَثَ مِائَةِ رَاحِلَةٍ ، مِنْهَا مِائَةُ رَاحِلَةٍ وَمِائَتَا زَامِلَةٍ ، فَقُلْنَا : لِمَنْ هَذَا الثَّقَلُ ؟ قَالُوا : لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقُلْنَا : أَكُلُّ هَذَا لَهُ ؟ وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَوَاضُعًا ، قَالَ : فَقَالُوا : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ فَقُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ : فَقَالُوا : الْعَيْبُ مِنْكُمْ حَقٌّ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، أَمَّا هَذِهِ الْمِائَةُ رَاحِلَةٍ فَلإِخْوَانِهِ يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهَا ، وَأَمَّا الْمِائَتَا زَامِلَةٍ فَلِمَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : دُلُّونَا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا نَطْلُبُهُ حَتَّى وَجَدْنَاهُ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ جَالِسًا فَإِذَا هُوَ قَصِيرٌ أَرْمَصُ أَصْلَعُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَعِمَامَةٍ ، لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ ، قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي شِمَالِهِ ، فَقُلْنَا : يَا عَبْدَ اللهِ إِنَّكَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ ، قَالَ : فَقَالَ لَنَا : وَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : لاَ تَسْأَلْ مَنْ نَحْنُ ، حَدِّثْنَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا أَنَا بِمُحَدِّثُكُمْ شَيْئًا حَتَّى تُخْبِرُونِي مَنْ أَنْتُمْ ، قُلْنَا : وَدِدْنَا أَنَّكَ لَمْ تُنْقِذْنَا وَأَعْفَيْتَنَا وَحَدَّثْتَنَا بَعْضَ الَّذِي نَسْأَلُكَ عَنْهُ
قَالَ : فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ أُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تُخْبِرُونِي مِنْ أَيِّ الأَمْصَارِ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ حَلَفَ وَلَجَّ قُلْنَا : فَإِنَّا نَاسٌ مِنَ الْعِرَاقِ ، قَالَ : فَقَالَ : أُفٍّ لَكُمْ كُلُّكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، إِنَّكُمْ تَكْذِبُونَ وَتُكَذِّبُونَ وَتَسْخَرُونَ ، قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى السُّخْرَى وَجَدْنَا مِنْ ذَلِكَ وَجْدًا شَدِيدًا ، قَالَ : فَقُلْنَا مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَسْخَرَ مِنْ مِثْلِكَ ، أَمَّا قَوْلُكَ الْكَذِبَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ فَشَا فِي النَّاسِ الْكَذِبُ وَفِينَا ، وَأَمَّا التَّكْذِيبُ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَسْمَعُ الْحَدِيثَ لَمْ نَسْمَعْ بِهِ مِنْ أَحَدٍ نَثِقُ بِهِ فَإِذًا نَكَادُ نُكَذِّبُ بِهِ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ السُّخْرَى فَإِنَّ أَحَدًا لاَ يَسْخَرُ بِمِثْلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ الْيَوْمَ لِسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا نَعْلَمُ نَحْنُ ، إِنَّكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، وَلَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّكَ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ قُرَشِيٌّ أَبَرُّ بِوَالِدَيْهِ مِنْكَ ، وَإِنَّكَ كُنْتَ أَحْسَنَ النَّاسِ عَيْنًا ، فَأَفْسَدَ عَيْنَيْكَ الْبُكَاءُ ، ثُمَّ لَقَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ كُلَّهَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنْكَ عِلْمًا فِي أَنْفُسِنَا ، وَمَا نَعْلَمُ بَقِيَ مِنَ الْعَرَبِ رَجُلٌ كَانَ يَرْغَبُ عَنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ مِصْرِهِ حَتَّى يَدْخُلَ إِلَى مِصْرٍ آخَرَ يَبْتَغِي الْعِلْمَ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ غَيْرُكَ ، فَحَدِّثْنَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِمُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تُعْطُونِي مَوْثِقًا أَلاَ تُكَذِّبُونِي وَلاَ تَكْذِبُونَ عَلَيَّ وَلاَ تَسْخَرُونَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : خُذْ عَلَيْنَا مَا شِئْتَ مِنْ مَوَاثِيقَ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللهِ وَمَوَاثِيقُهُ أَنْ لاَ تُكَذِّبُونِي وَلاَ تَكْذِبُونَ عَلَيَّ وَلاَ تَسْخَرُونَ لِمَا أُحَدِّثُكُمْ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ عَلَيْنَا ذَاكَ ، قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْكُمْ كَفِيلٌ وَوَكِيلٌ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَاكَ : أَمَا وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ ، وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ ، وَالْيَوْمِ الْحَرَامِ ، وَالشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَلَقَدْ اسَتْسَمَنْتُ الْيَمِينَ أَلَيْسَ هَكَذَا ؟ قُلْنَا : نَعَمْ قَدِ اجْتَهَدْتَ ، قَالَ : لَيُوشِكَنَّ بَنُو قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَيِّ خُنْسُ الآنُوفِ صِغَارُ الأَعْيُنِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ ، أَنْ يَسُوقُونَكُمْ مِنْ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ سِيَاقًا عَنِيفًا ، قَوْمٌ يُوفُونَ اللِّمَمَ ، وَيَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ ، وَيَحْتَجِزُونَ السُّيُوفَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ حَتَّى يَنْزِلُوا الاَيْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : وَكَمِ الأَيْلَةُ مِنَ الْبَصْرَةِ ؟ قُلْنَا : أَرْبَعُ فَرَاسِخَ ، قَالَ :
أقسام الكتاب/1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق