ثُمَّ
يَعْقِدُونَ بِكُلِّ نَخْلَةٍ مِنْ نَخْلِ دِجْلَةَ رَأْسَ فَرَسٍ ، ثُمَّ
يُرْسِلُونَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنِ اخْرُجُوا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ
نَنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مِنَ الْبَصْرَةِ ،
فَيَلْحَقُ لاَحِقٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَيَلْحَقُ آخَرُونَ بِالْمَدِينَةِ ،
وَيُلْحَقُ آخَرُونَ بِمَكَّةَ ، وَيَلْحَقُ آخَرُونَ بِالأَعْرَابِ ، قَالَ :
فَيَنْزِلُونَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةً ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ
أَنِ اخْرُجُوا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْكُوفَةِ
مِنْهَا فَيَلْحَقُ لاَحِقٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَلاَحِقٌ بِالْمَدِينَةِ ، وَآخَرُونَ
بِمَكَّةَ ، وَآخَرُونَ بِالأَعْرَابِ ، فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْمُصَلِّينَ
إِلاَّ قَتِيلاً أَوْ أَسِيرًا يَحْكُمُونَ فِي دَمِهِ مَا شَاءُوا ، قَالَ : فَانْصَرَفْنَا
عَنْهُ وَقَدْ سَاءَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا ، فَمَشَيْنَا مِنْ عِنْدِهِ غَيْرَ
بَعِيدٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ الضَّبِّيُّ ، فَقَالَ :
يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَدْ حَدَّثَتْنَا فَطَعَنْتَنَا ، فَإِنَّا لاَ
نَدْرِي مَنْ يُدْرِكُهُ مِنَّا ، فَحَدَّثَنَا هَلْ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ
عَلاَمَةٌ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : لاَ تَعْدَمْ عَقْلَكَ ، نَعَمْ بَيْنَ
يَدَيْ ذَلِكَ أَمَارَةٌ ، قَالَ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ : وَمَا الأَمَارَةُ ؟
قَالَ : الأَمَارَةُ الْعَلاَمَةُ ، قَالَ : وَمَا تِلْكَ الْعَلاَمَةُ ؟ قَالَ :
هِيَ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ إِمَارَةَ الصِّبْيَانِ قَدْ
طَبَّقَتِ الأَرْضَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي أُحَدِّثُكَ قَدْ جَاءَ ، قَالَ :
فَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُنْتَصِرُ فَمَشَى قَرِيبًا مِنْ غَلْوَةٍ ثُمَّ رَجَعَ
إِلَيْهِ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : عَلاَمَ تُؤْذِي هَذَا الشَّيْخَ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ
لاَ أَنْتَهِي حَتَّى يُبَيِّنَ لِي فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ بَيَّنَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8619- أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ
: أَتَتْكُمُ الْفِتَنُ تَرْمِي بِالْعَسْفِ ، ثُمَّ الَّتِي بَعْدَهَا تَرْمِي
بِالرَّضْخِ ، ثُمَّ الَّتِي بَعْدَهَا الْمُظْلِمَةُ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ حَتَّى
يَرَى مَا تَرَوْنَ ، لَمْ يَرَ فِتْنَةَ الْمَسِيحِ فَيَرَاهَا أَبَدًا ، قَالَ :
وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ مَا فِينَا حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ :
سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
كَيْفَ بِالْمَسِيحِ وَقَدْ وُصَفَ لَنَا عَرِيضُ الْجَبْهَةِ مُشْرِفُ الْجِيدِ ،
بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، فَأَنَا رَأَيْتُ حُذَيْفَةَ وَدَعَ مِنْهَا
وَدَعَةً
قَالَ :
نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَدْرِي كَيْفَ قُلْتُ ؟ قَالَ : قُلْتَ : مَا فِيكُمْ
رَجُلٌ حَتَّى يَرَى مَا تَرَوْنَ ، لَمْ يَرَ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ فَيَرَاهَا
أَبَدًا ، قَالَ : فَأَنَا رَأَيْتُ حُذَيْفَةَ يُنَازِعُ وَجْهَهُ ، قَالَ :
قُلْتُ : لِأَنَّهُ حَفِظَ الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ :
ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً ضَعِيفَةً : أَرَأَيْتُمْ يَوْمَ الدَّارِ أَمْسِ فَإِنَّهَا
كَانَتْ فِتْنَةً عَامَّةً عَمَّتِ النَّاسَ ، قَالَ : وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ
رَبِيعَةَ مَا فِينَا حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ فَأَيْنَ الَّذِينَ يَنعَقُونَ لِقَاحَنَا ، وَيَنْقُبُونَ بُيُوتَنَا ؟
قَالَ : أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ - مَرَّتَيْنِ - قَالَ : وَلَقَدْ خَرَجْتُ
يَوْمَ الْجَرَعَةِ وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يُهَرَاقَ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ
دَمٍ ، وَمَا نَهَيْتُ عَنْهَا إِلاَّ ابْنَ الْحِصْرَامَةِ وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ
مِنْ رَبِيعَةَ مَا فِينَا حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ الْحِصْرَامَةِ دُونَ النَّاسِ
، فَقَالَ : إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ كَانَتْ لِلْقَائِمِ وَالْقَائِلِ ،
وَإِنَّ ابْنَ الْحِصْرَامَةِ رَجُلٌ قَوَّالَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، فَقَدِ احْتَجَّا بِعِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8620- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، أَنْبَأَ
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ،
أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ حَدِيثٍ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ مِنْ
أَهْلِ حِمْصٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا
فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ ذِكْرَ الدَّجَّالِ ، يُحَدِّثُنَا عَنْهُ حَتَّى
فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَنَا يَوْمَئِذٍ : إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَإِنِّي
آخِرُ الأَنْبِيَاءِ وَأَنْتُمْ آخِرُ الآمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لاَ
مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ
مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ،
وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ
بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ
فَاثْبُتُوا فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيٌّ وَلاَ نَبِيَّ بَعْدِي
، ثُمَّ يُثْنِي حَتَّى يَقُولَ : أَنَا رَبُّكُمْ وَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا
رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا
وَإِنَّهُ
مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، فَمَنْ لَقِيَهُ
مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ أَصْحَابِ
الْكَهْفِ ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَيَقْتُلُهَا ،
ثُمَّ يُحْيِيهَا ، وَأَنَّهُ لاَ يَعْدُو ذَلِكَ وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ
غَيْرِهَا ، وَأَنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا فَنَارُهُ
جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيُغْمِضْ عَيْنَيْهِ
وَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ تَكُونُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلاَمًا كَمَا كَانَتِ
النَّارُ بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَأَنَّ
مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ يَمُرَّ عَلَى الْحَيِّ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيُصَدِّقُونَهُ
فَيَدْعُو لَهُمْ فَتُمْطِرُ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ وَتُخْصِبُ
لَهُمُ الأَرْضُ مِنْ يَوْمِهَا ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ مَاشِيَتُهُمْ مِنْ
يَوْمِهَا أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ وَأَدَرَّهُ
ضُرُوعًا ، وَيَمُرُّ عَلَى الْحَيِّ فَيَكْفُرُونَ بِهِ وَيُكَذِّبُونَهُ
فَيَدْعُو عَلَيْهِمْ فَلاَ يُصْبِحُ لَهُمْ سَارِحٌ يَسْرَحُ ، وَأَنَّ
أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ فَيَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ
وَيَوْمٌ كَالأَيَّامِ ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالسَّرَابِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ عِنْدَ
بَابِ الْمَدِينَةِ فَيُمْسِي قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ بَابَهَا الآخِرَةَ قَالُوا :
كَيْفَ نُصَلِّي يَا رَسُولَ اللهِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ :
تَقْدُرُونَ فِيهَا ثُمَّ تُصَلُّونَ كَمَا تَقْدُرُونَ فِي الأَيَّامِ الطِّوَالِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8621- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَلاَ كُلُّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ
أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَأَنَّهُ يَوْمَهُ هَذَا قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ ،
وَأَنِّي عَاهِدٌ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ لِأُمَّتِهِ قَبْلِي ، أَلاَ
إِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةُ الْحَدَقَةِ جَاحِظَةٌ ، فَلاَ تَخْفَى
كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ حَائِطٍ ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ، مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَمِثْلُ النَّارِ ، فَالنَّارُ
رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ ، أَلاَ وَإِنَّ
بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلَيْنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى كُلَّمَا دَخَلاَ
قَرْيَةً أَنْذَرَا أَهْلَهَا ، فَإِذَا خَرَجَا مِنْهَا دَخَلَهَا أَوَّلُ
أَصْحَابِ الدَّجَّالِ ، وَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ حُرِّمَا عَلَيْهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ
مُتَفَرِّقُونَ فِي الأَرْضِ فَيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ لَهُ ، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ لِأَصْحَابِهِ : لاَنْطَلِقَنَّ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ
فَلاَنْظُرَنَّ أَهُوَ الَّذِي أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَمْ لاَ ، ثُمَّ وَلَّى ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابِهِ : وَاللَّهِ لاَ
نَدَعُكَ تَأْتِيهِ وَلَوْ أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ يَقْتُلُكَ إِذَا أَتَيْتَهُ
خَلَّيْنَا سَبِيلَكَ ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَأَبَى عَلَيْهِمُ
الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي حَتَّى أَتَى
مَسْلَحَةً مِنْ مَسَالِحِهِ فَأَخَذُوهُ فَسَأَلُوهُ مَا شَأْنُكَ وَمَا تُرِيدُ
؟ قَالَ لَهُمْ : أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ ، قَالُوا : إِنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ
؟ قَالَ : نَعَمْ فَأَرْسَلُوا إِلَى الدَّجَّالِ أَنَّا قَدْ أَخَذْنَا مَنْ
يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَنَقْتُلُهُ أَوْ نُرْسِلُهُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ :
أَرْسِلُوهُ إِلَيَّ ، فَانْطُلِقَ بِهِ حَتَّى أُتِيَ بِهِ الدَّجَّالُ فَلَمَّا
رَآهُ عَرَفَهُ لِنَعْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَالَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ :
أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : أَنْتَ تَقُولُ هَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : لَتُطِيعَنِّي فِيمَا أَمَرْتُكَ
وَإِلاَّ شَقَقْتُكَ شِقَّتَيْنِ ، فَنَادَى الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَقَالَ :
أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ فَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي
الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ ، فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ
لَتُطِيعُنِي أَوْ لاَشُقَنَّكَ شِقَّتَيْنِ ، فَنَادَى الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ
فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ فَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ
فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ ، قَالَ : فَمَدَّ
بِرِجْلِهِ فَوَضَعَ حَدِيدَتَهُ عَلَى عَجْبِ ذَنَبِهِ فَشَقَّهُ شِقَّتَيْنِ ،
فَلَمَّا فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ ، قَالَ الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ
أَحْيَيْتُ هَذَا لَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا :
بَلَى.
قَالَ عَطِيَّةُ : فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَضَرَبَ إِحْدَى
شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدَ عِنْدَهُ ، فَاسْتَوَى قَائِمًا ، فَلَمَّا رَآهُ أَوْلِيَاؤُهُ
صَدَّقُوهُ وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَأَجَابُوهُ وَاتَّبَعُوهُ ، قَالَ
الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ : أَلاَ تُؤْمِنُ بِي ؟ قَالَ لَهُ
الْمُؤْمِنُ : لاَنَا الآنَ أَشَدُّ فِيكَ بَصِيرَةً مِنْ قَبْلِ ، ثُمَّ نَادَى
فِي النَّاسِ أَلاَ إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ
فِي النَّارِ ، وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ الدَّجَّالُ :
وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَتُطِيعُنِي أَوْ لاَذْبَحَنَّكَ أَوْ لاَلْقِيَنَّكَ
فِي النَّارِ ، فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : وَاللَّهِ لاَ أُطِيعُكَ أَبَدًا
فَأَمَرَ بِهِ
فَاضْطُجِعَ قَالَ : فَقَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ : إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثُمَّ جَعَلَ صَفِيحَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ
بَيْنَ تَرَاقِيهِ وَرَقَبَتِهِ قَالَ : وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا كُنْتُ
أَدْرِي مَا النُّحَاسُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ - فَذَهَبَ لِيَذْبَحَهُ ، فَلَمْ
يَسْتَطِعْ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ بَعْدَ قَتْلِهِ إِيَّاهُ - قَالَ : فَإِنَّ
نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : - فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ
وَرِجْلَيْهِ فَأَلْقَاهُ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ
يَحْسَبُهَا النَّارَ فَذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي دَرَجَةً -
قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَحْسَبُونَ ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلاَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى سَلَكَ عُمَرُ سَبِيلَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : فَكَيْفَ يَهْلِكُ
؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أُخْبِرْتُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُوَ يُهْلِكُهُ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ غَيْرَ
أَنَّهُ يُهْلِكُهُ اللَّهُ وَمَنْ تَبِعَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَنْ يَكُونُ
بَعْدَهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَنَّهُمْ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ
الأَمْوَالَ ، قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللهِ أَبْعَدَ الدَّجَّالِ يَغْرِسُونَ
الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ ، قَالَ : نَعَمْ ،
حَدَّثَنِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا أَعْجَبُ حَدِيثٍ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ
تَفَرَّدَ بِهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَلَمْ
يَحْتَجُّ الشَّيْخَانِ بِعَطِيَّةَ.
8622- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، عَنْ كَعْبِ
بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ قَبْلَ السَّاعَةِ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ قِبلِ
الْمَغْرِبِ ، مِثْلُ التُّرْسِ ، فَمَا تَزَالُ تَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى
تَمْلاَ السَّمَاءَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ فَيُقْبِلُ
النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ هَلْ سَمِعْتُمْ ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ :
نَعَمْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَشُكُّ ، ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ ، فَيَقُولُ النَّاسُ :
هَلْ سَمِعْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، ثُمَّ
يُنَادِي : أَيُّهَا النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
، إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَنْشُرَانِ الثَّوْبَ فَمَا يَطْوِيَانِهِ أَوْ يَتَبَايَعَانِهِ
أَبَدًا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَمْدُرُ حَوْضَهُ فَمَا يَسْقِي فِيهِ شَيْئًا ،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَحْلِبُ نَاقَتَهُ فَمَا يَشْرَبُهُ أَبَدًا ، وَيَشْتَغِلُ
النَّاسُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8623- حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنِي
أَبُو مَعْبَدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلاَنَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ
: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَاهُ فَتًى يَسْأَلُهُ عَنْ
إِسْدَالِ الْعِمَامَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ
بِعِلْمٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، قَالَ : كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ،
وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ ، وَحُذَيْفَةُ ، وَابْنُ عَوْفٍ ،
وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَجَاءَ فَتًى مِنَ
الأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ
: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ؟ قَالَ :
أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ
يَنْزِلَ بِهِمْ أُولَئِكَ مِنَ الأَكْيَاسِ ثُمَّ سَكَتَ الْفَتَى وَأَقْبَلَ
عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ
، خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلَ فِيكُمْ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ
تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يَعْمَلُوا
بِهَا إِلاَّ ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ
مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمْ ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ
أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ،
وَلَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ
الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ
رَسُولِهِ إِلاَّ سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ مَنْ غَيْرِهِمْ وَأَخَذُوا
بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ
اللهِ إِلاَّ أَلْقَى اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَتَجَهَّزُ لِسَرِيَّةٍ بَعَثَهُ عَلَيْهَا ، وَأَصْبَحَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ مَنْ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ ،
فَأَدْنَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَقَضَهُ
وَعَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ ، وَأَرْسَلَ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ
أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ وَقَالَ : هَكَذَا يَا ابْنَ عَوْفٍ اعْتَمَّ فَإِنَّهُ
أَعْرَبُ وَأَحْسَنُ ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلاَلاً
أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : خُذِ ابْنَ عَوْفٍ فَاغْزُوا
جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، لاَ تَغُلُّوا
وَلاَ تَغْدِرُوا ، وَلاَ تُمَثِّلُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، فَهَذَا
عَهْدُ اللهِ وَسِيرَةُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8624- أَخْبَرَنَا
أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ
الْمُزَنِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ ، أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ ، قَالَ : أَكْثَرَ
النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ
قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ ،
وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مَنْ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّهُ
لَيْسَ بَلَدٌ إِلاَّ يَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ ، عَلَى
كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا يَوْمَئِذٍ مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِطَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ أَعْضَلَ مَعْمَرٌ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ هَذَا
الإِسْنَادَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فَإِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ لَمْ
يَسْمَعْهُ مَنْ أَبِي بَكْرَةَ إِنَّمَا سَمِعَهُ مَنْ عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ ،
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ هَكَذَا ، رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، وَعُقَيْلُ بْنُ
خَالِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
أَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ:
8625- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ،
أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ ، قَالَ : لَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ
مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مَا قَالَ ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ :
أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ ، وَإِنَّهُ كَذَّابٌ
مَنْ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ
بَلَدٌ إِلاَّ سَيَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ
نَقْبٍ مَنْ أَنْقَابِهَا يَوْمَئِذٍ مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ
الْمَسِيحِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ:
8626- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ،
وَأَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ مُسَافِعٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا
بَكْرَةَ أَخَا زِيَادٍ لِأُمِّهِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَخَطَبَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ
أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِ
مُسَيْلِمَةَ ، وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مَنْ جُمْلَةِ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا
يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ مُخْتَصَرًا.
8627- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يَدْخُلُ
الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ
أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مَنْهَا مَلَكَانِ.
8628- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ
بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاطِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ
بْنَ مَالِكٍ ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولاَنِ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأَهْلِ
الْمَدِينَةِ فِي مُدِّهِمْ وَفِي صَاعِهِمْ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مَدِينَتِهِمْ
، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ ،
وَأَنَا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لِمَكَّةَ وَإِنِّي
أَسْأَلُكَ لِلْمَدِينَةِ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ لِمَكَّةَ وَمِثْلَهُ
مَعَهُ ، أَلاَ إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشْتَبِكَةٌ بِالْمَلاَئِكَةِ ، عَلَى كُلِّ
نَقْبٍ مَنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا ، لاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ
وَالدَّجَّالُ ، مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8629- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ قَالاَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سُرَاقَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَحَلاَهُ بِحِلْيَةٍ لاَ أَحْفَظُهَا
، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ كَالْيَوْمِ ؟ قَالَ : أَوْ
خَيْرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، وَسَاقَهُ
أَتَمَّ مَنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ.
8630- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ
وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ فَوَصَفَهُ
لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّكُمْ
سَتُدْرِكُونَهُ ، أَوْ سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي وَسَمِعَ مِنِّي قُلْنَا
: يَا رَسُولَ اللهِ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ كَمَا هِيَ الْيَوْمُ ؟ قَالَ : أَوْ
خَيْرٌ.
8631- وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ مِحْجَنِ
بْنِ الأَدْرَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : يَوْمُ الْخَلاَصِ وَمَا يَوْمُ
الْخَلاَصِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَوْمُ الْخَلاَصِ
؟ فَقَالَ : يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدًا فَيَطَّلِعُ فَيَنْظُرُ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْقَصْرِ
الأَبْيَضِ ، هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ
بِكُلِّ نَقْبٍ مَنْ نِقَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا ، فَيَأْتِي سُبْحَةَ الْجُرُفِ
فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ ثُمَّ تَرْتَجِفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ ، فَلاَ
يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلاَ مُنَافِقَةٌ ، وَلاَ فَاسِقٌ وَلاَ فَاسِقَةٌ إِلاَّ
خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَتَخْلُصُ الْمَدِينَةُ وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلاَصِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8632- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، أَخْبَرَنِي
أَبِي ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : وَاللَّهِ لَوْلاَ شَيْءٌ مَا
حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا ، قَالُوا : إِنَّكَ قُلْتَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ
إِلَى كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : إِنَّمَا قُلْتُ : لاَ يَكُونُ كَذَا وَكَذَا
حَتَّى يَكُونَ أَمْرًا عَظِيمًا ، فَقَدْ كَانَ ذَاكَ ، فَقَدْ حُرِّقَ الْبَيْتُ
وَكَانَ كَذَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَلْبَثُ فِي أُمَّتِي مَا شَاءَ اللَّهُ يَلْبَثُ
أَرْبَعِينَ وَلاَ أَدْرِي لَيْلَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً ، قَالَ : ثُمَّ
بَعَثَ اللَّهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ كَأَنَّهُ
عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ : فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُهْلِكَهُ
قَالَ : ثُمَّ يَبْقَى النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ
قَالَ : فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً تَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ
فَلاَ تَدَعُ
أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْ رُوحَهُ ،
حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ سَمِعْتُ
هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبِدِ جَبَلٍ ،
قَالَ : ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ مَنْ لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ
يُنْكِرُ مُنْكَرًا فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ قَالَ : فَيَجِيئُهُمُ
الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ : أَلاَ تَسْتَجِيبُونَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : مَاذَا تَأْمُرُنَا ؟
قَالَ : فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا وَهُمْ فِي
ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى ، فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ
يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ قَالَ : فَيَصْعَقُ ثُمَّ يَصْعَقُ
النَّاسُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ قَالَ : فَتَنْبُتُ
أَجْسَادُهُمْ قَالَ : ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ،
فَيُقَالُ : هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ قَالَ : فَيُقَالُ :
أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ قَالَ : فَيُقَالُ كَمْ ؟ فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ
أَلْفٍ تِسْعُمَائِةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8633- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ مُوَرِّقٍ ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ
تَسْمَعُونَ ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا -
أَوْ مَا مَنْهَا - مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ
جَبْهَتَهُ سَاجِدٌ لِلَّهِ تَعَالَى وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ
قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى
الْفُرُشَاتِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ ،
وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعَضَّدُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8634- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ الدَّوْرَقِيُّ قَالاَ :
حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبَّادٌ هُوَ ابْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : سَيُدْرِكُ رِجَالٌ مَنْ أُمَّتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، وَيَشْهَدُونَ قِتَالَ الدَّجَّالَ.
8635- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ
، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُصَفَّى الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ،
عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَدْرَكَ
مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.
إِسْمَاعِيلُ هَذَا أَظُنُّهُ ابْنُ عَيَّاشٍ وَلَمْ
يَحْتَجَّا بِهِ.
8636- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ ، لاَ
يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ، وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَيَبْقَى
طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ : الشَّيْخُ الْكَبِيرُ ، وَالْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ ،
يَقُولُونَ : أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ صِلَةُ : فَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ لاَ يَدْرُونَ مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ؟
فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَدَّدَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا
كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ ،
فَقَالَ : يَا صِلَةُ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ،
تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8637- أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ
الْغِفَارِيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : مَضَتِ الآيَاتُ غَيْرَ أَرْبَعَةٍ : الدَّجَّالُ ، وَالدَّابَّةُ
، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالآيَةُ
الَّتِي يَخْتِمُ اللَّهُ بِهَا الشَّمْسُ ثُمَّ قَرَأَ : {هَلْ يَنْظُرُونَ
إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8638- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ
جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عُفَازَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، فَبَدَأُوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنِ
السَّاعَةِ ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ ، فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ
يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ ، فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى ، فَقَالَ :
عَهْدُ اللهِ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا ، فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلاَ
يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرَ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ،
فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلاَدِهِمْ ،
فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ،
لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوهُ ، وَلاَ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ ، فَيَجْأَرُونَ
إِلَيَّ فَأَدْعُوا اللَّهَ فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُهُمْ
فَيَقْذِفُ أَجْسَامَهُمْ فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ
الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ ، وَعَهْدُ اللهِ إِلَيَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ
السَّاعَةُ مِنَ النَّاسِ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى
تَفْجَأُهُمْ بِوِلاَدَتِهَا أَلَيْلاً أَمْ نَهَارًا قَالَ الْعَوَّامُ :
فَوَجَدْتُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَرَأَ :
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.
8639- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: الأَمَارَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ بِسِلْكٍ ، فَإِذَا انْقَطَعَ السِّلْكُ
تَبِعَ بَعْضُهُ بَعْضًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8640- أَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : خَرَجَ حُذَيْفَةُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ
وَمَعَهُ رَجُلٌ فَالْتَفَتَ إِلَى جَانِبِ الْفُرَاتِ ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : كَيْفَ أَنْتُمْ
يَوْمَ تَرَاهُمْ يَخْرُجُونَ - أَوْ يَخْرُجُونَ - مِنْهَا ، لاَ يَذُوقُونَ مِنْهَا
قَطْرَةً ، قَالَ رَجُلٌ : وَتَظُنُّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَ : مَا
أَظُنُّهُ وَلَكِنْ أَعْلَمُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8641- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي
ثَوْرٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ حُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ حَيْثُ
ازْدَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ يَوْمَ الْجَرَعَةِ ، فَقَالَ
أَبُو مَسْعُودٍ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَرْجِعَ وَلَمْ يُهْرِقَ فِيهَا دَمًا
، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَكِنِّي وَاللَّهِ عَلِمْتُ أَنَّا سَنَرْجِعُ عَلَى
عَقِبِنَا وَلَمْ نُهْرِقْ فِيهَا مِحْجَمَةَ دَمٍ ، وَمَا عَلِمْتُ مِنْ ذَاكَ
شَيْئًا إِلاَّ شَيْءٌ عَلِمْتُهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَيٌّ أَنَّ الرَّجُلَ يُصْبِحُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا مَا مَعَهُ مِنْ
دِينِهِ شَيْءٌ ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَمَا مَعَهُ مِنْ دِينِهِ
شَيْءٌ ، يُقَاتِلُ فِي فِتْنَةِ الْيَوْمِ وَيَقْتُلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
غَدًا يَنْكُسُ قَلْبُهُ وَتَعْلُوهُ اسْتُهُ ، قُلْتُ : أَسْفَلُهُ ؟ قَالَ : اسْتُهُ.
8642- حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ أَبِي
غَرْزَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ
: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا
لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} قَالَ : إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ.
8643- أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ
الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي
عَمْرٍو الْخَوْلاَنِيُّ ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ ،
حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
يَكُونُ خَلْفٌ مِنْ بَعْدِ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلاَةَ ، وَاتَّبَعُوا
الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ
سَنَةً يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ
ثَلاَثَةٌ مُؤْمِنٌ وَمُنَافِقٌ وَفَاجِرٌ قَالَ بَشِيرٌ : فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ : مَا هَؤُلاَءِ
الثَّلاَثَةُ ؟ قَالَ : الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ ، وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ
بِهِ ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8644- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
الشَّهِيدُ ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الشَّعْرَانِيُّ ، قَالاَ
: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَدْرَكَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَالِبَةَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ
وَالْبُخْلُ ، وَيُخَوَّنُ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ ، وَيَهْلِكُ
الْوُعُولُ ، وَيَظْهَرُ التُّحُوتُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا
الْوُعُولُ وَمَا التُّحُوتُ ؟ قَالَ :
الْوُعُولُ وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ ،
وَالتُّحُوتُ الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لاَ يُعْلَمُ بِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ مِمَّنْ
لَمْ يُنْسَبُوا إِلَى نَوْعٍ مِنَ الْجَرْحِ.
8645- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ
يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
بْنِ حَبِيبٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ الْعُمَرِيُّ ،
أَنْبَأَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ
، قَالَ : جَلَسَ إِلَى مَرْوَانَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَسَمِعُوهُ
يُحَدِّثُ عَنِ الآيَاتِ أَوَّلُهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ فَقَامَ النَّفْرُ مِنْ
عِنْدِ مَرْوَانَ ، فَجَلَسُوا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَحَدَّثُوهُ
بِمَا قَالَ مَرْوَانُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ
أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، أَوِ الدَّابَّةُ
أَيُّهُمَا كَانَتْ أَوَّلاً فَالآخْرَى عَلَى أَثَرِهَا قَرِيبًا ثُمَّ نَشَأَ
يُحَدِّثُ قَالَ : وَذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ
الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ
قَالَ : ثُمَّ تَعُودُ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا
شَيْءٌ ، قَالَ : يَا رَبِّ مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقِ مَنْ لِي بِالنَّاسِ ،
حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَتَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ ، فَقَالَ لَهَا : اطْلُعِي
مِنْ مَكَانِكِ قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ الْكُتُبَ فَقَرَأَ :
وَذَلِكَ يَوْمَ {لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ
قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8646- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْقَاضِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا وَقَعَتِ الْمَلاَحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنَ الْمَوَالِي
مِنْ دِمَشْقَ ، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا ، وَأَجْوَدُهُ سِلاَحًا ،
يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهُمُ الدِّينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8647- أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ،
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ،
عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي
صُفْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
تُبْعَثُ نَارٌ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ
تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ، يَكُونُ
لَهَا مَا سَقَطَ مِنْهُمْ وَتَخَلَّفَ ، تَسُوقُهُمْ سَوْقَ الْجَمَلِ الْكَسِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8648- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ
بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنِي
طَلْحَةُ النَّضْرِيُّ ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا قَدِمَ
الْمَدِينَةَ نَزَلَ الصُّفَّةَ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ
، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ ، فَقَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ وَلَمْ يَكُنْ لِي بِهَا عَرِيفٌ ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ ، وَكَانَ
يَجِيءُ عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ
يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرِ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَيَكْسُونَا الْخُنُفَ ، فَصَلَّى
بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ صَلَوَاتِ
النَّهَارِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ أَهْلُ الصُّفَّةِ يَمِينًا وَشِمَالاً :
يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا
الْخُنُفُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
مِنْبَرِهِ فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ شِدَّةَ
مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى قَالَ : وَلَقَدْ أُتِيَ عَلَيَّ وَعَلَى صَاحِبِي
بِضْعَ عَشْرَةَ مَا لِي وَلَهُ طَعَامٌ إِلاَّ الْبَرِيرُ - قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي حَرْبٍ :
وَأَيُّ شَيْءٍ الْبَرِيرُ ؟ قَالَ
: طَعَامُ سُوءٍ ثَمَرُ الأَرَاكِ - فَقَدِمْنَا عَلَى
إِخْوَانِنَا هَؤُلاَءِ مِنَ الأَنْصَارِ وَعَظِيمُ طَعَامُهُمُ التَّمْرُ
فَوَاسُونَا فِيهِ ، وَوَاللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لاَشْبَعْتُكُمْ
مِنْهُ وَلَكِنْ عَسَى أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ
يُغْدَى وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ ، وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ
الْكَعْبَةِ قَالَ دَاوُدُ : قَالَ لِي أَبُو حَرْبٍ : يَا دَاوُدُ وَهَلْ تَدْرِي
مَا كَانَ أَسْتَارُ الْكَعْبَةِ يَوْمَئِذٍ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : ثِيَابٌ
بِيضٌ كَانَ تُؤْتَى بِهَا مِنَ الْيَمَنِ.
قَالَ دَاوُدُ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْحَسَنَ
بْنَ الْحَسَنِ ، فَقَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ
إِخْوَانٌ بِنِعْمَةِ اللهِ ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ أَعْدَاءُ يَضْرِبُ
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8649- أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الأَصَمُّ بِقَنْطَرَةِ
بُرْدَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، وَقَدْ
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ الْعَلاَءِ وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْفَقِيهُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ
بْنُ الشَّرْقِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ.
8650- وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ
اللاَتُ وَالْعُزَّى ، وَيَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيْبَةً ، فَيُتَوَفَّى مَنْ كَانَ
فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَبْقَى مَنْ لاَ
خَيْرَ فِيهِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دَيْنِ آبَائِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8651- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاَعِبِ بْنِ
حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مَثَلاً لِلْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا مَثَلُ الْفِتْنَةِ مَثَلُ رَهْطٍ
ثَلاَثَةٍ اصْطَحَبُوا فِي سَفَرٍ ، فَسَارُوا لَيْلاً فَاجْتَمَعُوا إِلَى
مَفْرِقِ ثَلاَثَةٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ : يَمْنَةً فَأَخَذَ يَمْنَةً فَضَلَّ
الطَّرِيقَ ، وَقَالَ الآخَرُ :
يَسْرَةً فَأَخَذَ يَسْرَةً فَضَلَّ الطَّرِيقَ ،
وَقَالَ الثَّالِثُ : أَلْزَمُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ فَأَخَذَ الطَّرِيقَ
فَأَصْبَحَ فَأَخَذَ الطَّرِيقَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ : وَحَدَّثَنِي عَوْفٌ ،
عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : كُنَّا نُحَدَّثُ
أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ أَهْلِهِ مَنْ يَرَى الْحَقَّ
قَرِيبًا فَيُجَانِبُ الْفِتَنَ.
8652- أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : أَرَادَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ يَخْرُجَ
نَحْوَ الشَّامِ ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ ، فَقَالَ
: يَا بُنَيَّ لاَ تَفْجَعْنِي بِنَفْسِكَ فَلَيَأْتِيَنَّ مِنَ الشَّامِ صَرِيخُ
كُلِّ مُسْلِمٍ.
8653- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ
الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، أَنْبَأَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ
، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَزُرْعَةُ بْنُ ضَمْرَةَ الأَشْعَرِيُّ ، إِلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَقِيَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو ، فَقَالَ : يُوشِكُ أَنْ لاَ يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ
الْعَرَبِ إِلاَّ قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ يُحْكَمُ فِي دَمِهِ ، فَقَالَ زُرْعَةُ :
أَيَظْهَرُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الإِسْلاَمِ ؟ فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ
: مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، فَقَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تَدَافَعَ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ - وَثَنٌ كَانَ يُسَمَّى
فِي الْجَاهِلِيَّةِ - قَالَ : فَذَكَرْنَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَوْلَ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ عُمَرُ ثَلاَثَ مِرَارٍ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو
أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ ، فَخَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ
مَنْصُورِينَ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ قَالَ : فَذَكَرْنَا قَوْلَ عُمَرَ
لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ : صَدَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَالَّذِي قُلْتَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8654- أَخْبَرَنِي أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو : إِنَّكَ تَقُولُ إِنَّ السَّاعَةَ
تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لاَ أُحَدِّثَكُمْ
بِشَيْءٍ ، إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ تَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا
فَكَانَ تَحْرِيقُ الْبَيْتِ . وَقَالَ شُعْبَةُ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ لاَ أَدْرِي يَوْمًا
أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا
فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ،
ثُمَّ يَمْكُثُ أُنَاسٌ بَعْدَهُ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ
ثُمَّ
يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، إِلاَّ قَبْضَتْهُ حَتَّى لَوْ كَانَ
أَحَدُكُمْ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ :
سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَيَبْقَى
شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ ، وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ لاَ يَعْرِفُونَ
مَعْرُوفًا ، وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
فَيَقُولُ : أَلاَ تَسْتَجِيبُونَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا
وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ أَرْزَاقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، وَيُنْفَخُ فِي
الصُّورِ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى ، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ
رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَهُ فَيَصْعَقُ ، ثُمَّ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ صَعِقَ ،
ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ أَوْ يُنْزِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الظِّلُّ أَوِ
الطَّلُّ النُّعْمَانُ الشَّاكُّ فَتَنْبُتُ أَجْسَادُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ
أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ثُمَّ قَالَ : هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ
: كَمْ ؟ فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٌ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ ،
فَيَوْمَئِذٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ، وَيَوْمَئِذٍ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ : حَدَّثَنِي بِهَذَا
الْحَدِيثِ شُعْبَةُ مَرَّاتٍ وَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ مَرَّاتٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8655- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ،
وَأَبُو الرَّبِيعِ الْمِصْرِيَّانِ قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ
الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ
الأَشْجَعِيَّ ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
فَتْحٍ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ،
قَدْ أَعَزَّ اللَّهُ نَصْرَكَ وَأَظْهَرَ دِينَكَ وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ
أَوْزَارَهَا بِجِرَانِهَا ، قَالَ : وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ : ادْخُلْ يَا عَوْفُ فَقَالَ :
أَدْخُلُ كُلِّي أَوْ بَعْضِي ؟ فَقَالَ : ادْخُلْ كُلُّكَ فَقَالَ : إِنَّ
الْحَرْبَ لَنْ تَضَعَ أَوْزَارَهَا حَتَّى تَكُونَ سِتٌّ أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي
فَبَكَى عَوْفٌ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ : إِحْدَى ،
وَالثَّانِيَةُ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَالثَّالِثَةُ : فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي النَّاسِ
كَعُقَاصِ الْغَنَمِ ، وَالرَّابِعَةُ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي النَّاسِ لاَ يَبْقَى
أَهْلُ بَيْتٍ إِلاَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ نَصِيبُهُمْ مِنْهَا ، وَالْخَامِسَةُ
يُولَدُ فِي بَنِي الأَصْفَرِ غُلاَمٌ مِنْ أَوْلاَدِ الْمُلُوكِ يَشِبُّ فِي
الْيَوْمِ كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ فِي الْجُمُعَةِ ، وَيَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ
كَمَا يَشبُّ الصَّبِيُّ فِي الشَّهْرِ ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ
فِي السَّنَةِ ، فَمَا بَلَغَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً مَلَّكُوهُ عَلَيْهِمْ ،
فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، فَقَالَ : إِلَى مَتَى يَغْلِبُنَا هَؤُلاَءِ
الْقَوْمُ عَلَى مَكَارِمٍ أَرْضِنَا ، إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَسِيرَ إِلَيْهِمْ
حَتَّى أُخْرِجَهُمْ مِنْهَا ، فَقَامَ الْخُطَبَاءُ فَحَسَّنُوا لَهُ رَأْيَهُ ،
فَبَعَثَ فِي الْجَزَائِرِ وَالْبَرِّيَّةِ بِصَنْعَةِ السُّفُنِ
ثُمَّ
حَمَلَ فِيهَا الْمُقَاتِلَةَ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ أَنْطَاكِيَّةَ وَالْعَرِيشِ
قَالَ ابْنُ شُرَيْحٍ : فَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُمُ اثْنَا عَشَرَ غَايَةً
تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، فَيَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى
صَاحِبِهِمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَجْمَعُوا فِي رَأْيِهِمْ أَنْ يَسِيرُوا
إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَكُونَ
مَسَالِحُهُمْ بِالسَّرْحِ وَخَيْبَرَ قَالَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُخْرِجُوا أُمَّتِي مِنْ مَنَابِتِ
الشِّيحِ قَالَ : أَوْ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ : إِنَّهُمْ سَيُقِيمُوا
فِيهَا هُنَالِكَ فَيَفِرُّ مِنْهُمُ الثُّلُثُ وَيُقْتَلُ مِنْهُمُ الثُّلُثُ فَيَهْزِمُهُمُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالثُّلُثِ الصَّابِرِ ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ :
يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ وَاللَّهِ بِسَيْفِهِ وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ وَيَتْبَعُهُ
الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَبْلُغُوا الْمَضِيقَ الَّذِي عِنْدَ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، فَيَجِدُونَهُ قَدْ يَبِسَ مَاؤُهُ فَيُجِيزُونَ إِلَى
الْمَدِينَةِ حَتَّى يَنْزِلُوا بِهَا ، فَيَهْدِمُ اللَّهُ جُدْرَانَهُمْ
بِالتَّكْبِيرِ ، ثُمَّ يَدْخُلُونَهَا فَيَقْسِمُونَ أَمْوَالَهُمْ
بِالأَتْرِسَةِ ، وَقَالَ أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ : فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى
ذَلِكَ إِذَا جَاءَهُمْ رَاكِبٌ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ هَاهُنَا وَالدَّجَّالُ قَدْ
خَالَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ كَذِبَةً ، فَمَنْ سَمِعَ
الْعُلَمَاءَ فِي ذَلِكَ أَقَامَ عَلَى مَا أَصَابَهُ ، وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَانْفَضُّوا
وَيَكُونُ الْمُسْلِمُونَ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ
وَيَغْزُونَ وَرَاءَ ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ السَّادِسَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8656- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ، وَأَبُو
الرَّبِيعِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ
مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَعَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي نَفَرٍ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ
أَبُو هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : مُوتُوا فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ الدِّينُ قَائِمٌ ، وَالْجِهَادُ قَائِمٌ ، وَالصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ
وَالْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنْ تَمُوتَ قَبْلَ
أَنْ تُدْرِكَ مَا لاَ يَسْتَطِيعُ الْمُحْسِنُ أَنْ يَزِيدَ إِحْسَانًا وَلاَ
يَسْتَطِيعُ الْمُسِيءُ أَنْ يَنْزِعَ عَنْ إِسَاءَتِهِ.
8657- حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي وَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ طَرَفَةَ
السُّلَمِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ :
إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ دَوْلَةُ حَقٍّ قَطُّ إِلاَّ أُدِيلَ آدَمُ عَلَى إِبْلِيسَ
، وَلاَ دَوْلَةُ بَاطِلٍ قَطُّ إِلاَّ أُدِيلَ إِبْلِيسُ عَلَى آدَمَ ، أُمِرَ
إِبْلِيسُ بِالسُّجُودِ فَعَصَى فَأُدِيلَ عَلَيْهِ آدَمُ حَتَّى قَتَلَ
الرَّجُلاَنِ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، فَأُدِيلَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ ، وَإِنَّهَا سَتَكُونُ
فِتَنٌ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ ، وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ،
وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ فَقِيلَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا الْفِتْنَةُ
الْخَاصَّةُ وَالْفِتْنَةُ الْعَامَّةُ ، وَفِتْنَةُ الْخَاصَّةِ وَفِتْنَةُ
الْعَامَّةِ ؟ قَالَ : فَقَالَ : يَكُونُ الإِمَامَانِ إِمَامُ حَقٍّ وَإِمَامُ
بَاطِلٍ ، فَيَفِيءَ مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ ، وَمِنَ الْبَاطِلِ إِلَى
الْحَقِّ ، فَهَذِهِ فِتْنَةُ الْخَاصَّةِ ، وَيَكُونُ الإِمَامَانِ إِمَامُ حَقٍّ
وَإِمَامُ بَاطِلٍ فَيَفِيءَ مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ وَمِنَ الْبَاطِلِ
إِلَى الْحَقِّ فَهَذِهِ فِتْنَةُ الْعَامَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
فَإِنَّ الْوَضَّاحَ هَذَا هُوَ أَبُو عَوَانَةَ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ لِلسَّنَدِ
لاَ لِلإِسْنَادِ.
8658- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ
الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَنْبَأَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنِي
عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ
سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ
أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يُحَصَّلُ
النَّاسُ مِنْهَا كَمَا يُحَصَّلُ الذَّهَبُ فِي الْمَعْدِنِ ، فَلاَ تَسُبُّوا
أَهْلَ الشَّامِ ، وَسَبُّوا ظَلَمَتَهُمْ ، فَإِنَّ فِيهِمُ الأَبْدَالُ ،
وَسَيُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ سَيْبًا مِنَ السَّمَاءِ فَيُغْرِقُهُمْ حَتَّى
لَوْ قَاتَلَتْهُمُ الثَّعَالِبُ غَلَبَتْهُمْ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ
ذَلِكَ رَجُلاً مِنْ عِتْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِنْ قَلُّوا ، وَخَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا إِنْ كَثُرُوا ،
أَمَارَتُهُمْ أَوْ عَلاَمَتُهُمْ أَمِتْ أَمِتْ عَلَى ثَلاَثِ رَايَاتٍ يُقَاتِلُهُمْ
أَهْلُ سَبْعِ رَايَاتٍ لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَةٍ إِلاَّ وَهُوَ يَطْمَعُ
بِالْمُلْكِ ، فَيَقْتَتِلُونَ وَيُهْزَمُونَ ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْهَاشِمِيُّ
فَيَرُدُّ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ إِلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ ، فَيَكُونُونَ
عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8659- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ
، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ ،
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : كُنَّا
عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْمَهْدِيِّ ،
فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَيْهَاتَ ، ثُمَّ عَقَدَ بِيَدِهِ
سَبْعًا ، فَقَالَ : ذَاكَ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ : اللَّهَ اللَّهَ
قُتِلَ ، فَيَجْمَعُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ قَوْمًا قُزُعًا كَقَزَعِ السَّحَابِ ،
يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لاَ يَسْتَوْحِشُونَ إِلَى أَحَدٍ ، وَلاَ
يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ ، يَدْخُلُ فِيهِمْ عَلَى عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ ، لَمْ
يَسْبِقْهُمُ الأَوَّلُونَ وَلاَ يُدْرِكُهُمُ الآخِرُونَ ، وَعَلَى عَدَدِ
أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ ، قَالَ أَبُو
الطُّفَيْلِ : قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : أَتُرِيدُهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ،
قَالَ : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ هَذَيْنِ الْخَشَبَتَيْنِ ، قُلْتُ : لاَ
جَرَمَ وَاللَّهِ لاَ أُرِيهِمَا حَتَّى أَمُوتَ ، فَمَاتَ بِهَا يَعْنِي مَكَّةَ حَرَسَهَا
اللَّهُ تَعَالَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8660- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْخَازِنُ رَحِمَهُ اللَّهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ
، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ
، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي الْفَوَارِسِ وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ ، فَرَأَيْتُ
النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى رَجُلٍ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ
أَنْ تُرْفَعَ الأَشْرَارُ وَتُوضَعَ الأَخْيَارُ ، وَيُفْتَحَ الْقَوْلُ
وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ ، وَيُقْرَأَ بِالْقَوْمِ الْمُثَنَّاةُ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ
يُنْكِرُهَا قِيلَ : وَمَا الْمُثَنَّاةُ ؟ قَالَ : مَا اكْتُتِبَتْ سِوَى كِتَابِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَدْ رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
قَيْسٍ السَّكُونِيِّ.
8661- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ أَبِي فِي الْوَفْدِ
إِلَى مُعَاوِيَةَ فَسَمِعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ النَّاسَ ، يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ
السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الأَشْرَارُ وَتُوضَعَ الأَخْيَارُ ، وَأَنْ يُخْزَنَ
الْفِعْلُ وَالْعَمَلُ وَيَظْهَرَ الْقَوْلُ ، وَأَنْ يُقْرَأَ بِالْمُثَنَّاةِ
فِي الْقَوْمِ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُغَيِّرُهَا أَوْ يُنْكِرُهَا فَقِيلَ : وَمَا
الْمُثَنَّاةُ ؟ قَالَ : مَا اكْتُتِبَتْ سِوَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ
: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَوْمًا وَفِيهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ
اللهِ ، فَقَالَ : أَنَا مَعَكَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ ؟
قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8662- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى
بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ
تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ قَالَ : فَدَعَا
بِصُنْدُوقٍ طُهُمٍ - وَالطُّهُمُ الْخَلْقُ - فَأَخْرَجَ مِنْهَا كِتَابًا فَنَظَرَ
فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَكْتُبُ مَا قَالَ : فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً
الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوِ الرُّومِيَّةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً يَعْنِي
الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8663- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ،
حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ
، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : الْزَمُوا هَذِهِ الطَّاعَةَ وَالْجَمَاعَةَ
فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ ، وَأَنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي
الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلاَّ جَعَلَ لَهُ مُنْتَهَى ، وَإِنَّ
هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمَّ وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلَى نُقْصَانَ ، وَإِنَّ أَمَارَةَ
ذَلِكَ أَنْ تُقْطَعَ الأَرْحَامُ ، وَيُؤْخَذَ الْمَالُ بِغَيْرِ حَقِّهِ ،
وَيُسْفَكَ الدِّمَاءُ وَيَشْتَكِي ذُو الْقَرَابَةِ قَرَابَتَهُ ، وَلاَ يَعُودُ عَلَيْهِ
بِشَيْءٍ ، وَيَطُوفُ السَّائِلُ بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ لاَ يُوضَعُ فِي يَدِهِ
شَيْءٌ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَارَتْ خُوَارَ الْبَقَرِ يَحْسَبُ
كُلُّ النَّاسِ إِنَّمَا خَارَتْ مِنْ قِبَلِهِمْ ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ
إِذْ قَذَفَتِ الأَرْضُ بِأَفْلاَذِ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لاَ
يَنْفَعُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8664- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ ، أَنْبَأَ
يُسِيرُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي مَسْعُودٍ : إِنَّهُ كَانَ لِي صَاحِبَانِ كَانَ
مَفْزَعِي إِلَيْهِمَا حُذَيْفَةُ ، وَأَبُو مُوسَى ، وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ
إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَيْئًا فِي الْفِتَنِ إِلاَّ حَدَّثَتْنِي وَإِلاَّ اجْتَهَدْتَ لِي رَأْيَكَ ،
قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو مَسْعُودٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ :
عَلَيْكَ بِعُظْمِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ
لَمْ يَجْمَعْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
ضَلاَلَةٍ أَبَدًا ، وَاصْبِرْ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ، ويُسْتَرَاحَ مِنْ
فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ بِإِسْنَادٍ عَجِيبٍ عَالٍ.
8665- حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاعِظُ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمَّارٍ الْكِلاَبِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ اللهِ
وَهَذِهِ الْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلاَلَةٍ أَبَدًا ، وَعَلَيْكُمْ
بِالصَّبِرِ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَيُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْ مِنْ حَدِيثِ أَيْمَنَ بْنِ
نَابِلٍ الْمَكِّيِّ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ
لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ.
8666- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدٌ ، لاَ تَدَعُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنًا
إِلاَّ مَاتَ بِتِلْكَ الرِّيحِ ، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ
النَّاسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو.
8667- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ آدَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا لاَ تَدَعُ أَحَدًا فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقًى أَوْ نُهًى إِلاَّ قَبْضَتْهُ ، وَيُلْحَقُ
كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
8668- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ
الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ
بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ
الأَسْوَدِ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي
بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ حَرَامٍ ، فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ
، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَوَّلُ جَيْشٍ
مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا
فِيهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّكِ فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَّلُ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ
لَهُمْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فِيهِمْ ؟ قَالَ : لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8669- حَدَّثَنَا
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ،
حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ عَوْفٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلاَ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا وَعُدْوَانًا ،
ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مَنْ يَمْلاَهَا قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا
مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَالْحَدِيثُ الْمُفَسَّرُ بِذَلِكَ الطَّرِيقِ وَطُرُقُ حَدِيثِ
عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ عَلَى مَا
أَصَّلْتُهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ بِالِاحْتِجَاجِ بَأَخْبَارِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي
النَّجُودِ إِذْ هُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
8670- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَهْدِيُّ مِنَّا
أَهْلَ الْبَيْتِ أَشَمُّ الأَنْفِ أَقْنَى أَجْلَى ، يَمْلاَ الأَرْضَ قِسْطًا
وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا ، يَعِيشُ هَكَذَا وَبَسَطَ يَسَارَهُ
وَإِصْبَعَيْنِ مِنْ يَمِينِهِ الْمُسَبِّحَةَ ، وَالإِبْهَامَ وَعَقَدَ ثَلاَثَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8671- أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
صَالِحٍ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ
بَيَانٍ ، وَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ نُفَيْلٍ ، يَقُولُ
: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ،
تَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ
الْمَهْدِيَّ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، هُوَ حَقٌّ وَهُوَ مِنْ بَنِي فَاطِمَةَ.
8672- وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
نُفَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، قَالَتْ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَهْدِيَّ ، فَقَالَ : هُوَ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ.
8673- أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ ،
وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا ، وَتَكْثُرُ
الْمَاشِيَةُ وَتَعْظُمُ الآمَّةُ ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا يَعْنِي
حِجَجًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8674- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مَطَرٍ ، وَأَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي
الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُمْلاَ
الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي الْحَدِيثَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8675- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَجَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ
، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ : يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ وَإِلاَّ
فَتِسْعٌ ، تَنْعَمُ أُمَّتِي فِيهِ نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ ،
تُؤْتِي الأَرْضُ أُكُلَهَا لاَ تَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا ، وَالْمَالُ
يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ : يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي ،
فَيَقُولُ : خُذْ.
آخر كتاب الفتن
قَالَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : قَدْ
رَوَيْتُ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمِي مِنْ فِتَنِ آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى
لِسَانِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالأَسَانِيدِ
اللاَئِقَةِ بِهَذَا الْكِتَابِ ، فَأَمَّا الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
فَإِنَّهُمَا ذَكَرَا أَهْوَالَ الْقِيَامَةِ وَالْحَشْرِ مُدْرَجًا فِي الْفِتَنِ
، وَجَرَيْتُ أَنَا فِي ذَلِكَ عَلَى اخْتِيَارِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِفْرَادِ ذَلِكَ عَنِ
الْفِتَنِ النَّائِبَةِ ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِمَا اخْتَرْتُهُ وَهُوَ
حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
51- كِتَابُ الأَهْوَالِ
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَيَوْمَ
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} الآيَةَ.
وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}.
8676- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَلاَسٍ النَّمَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
طَرْفَ صَاحِبِ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ
مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ ، كَأَنَّ
عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8677- أَخْبَرَنِي
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ
طَرِيفٍ الْحَارِثِيُّ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ
، وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى بِسَمْعِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ قَالَ
أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟
قَالَ : قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا.
مَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ.
8678- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ
الْقَرْنَ ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى بِسَمْعِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ
فَيَنْفُخَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ نَقُولُ ؟ قَالَ : قُولُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ.
لَمْ نَكْتُبْهُ مَنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَبَا يَحْيَى
التَّيْمِيَّ عَلَى الطَّرِيقِ لَحَكَمْتُ لِلْحَدِيثِ بِالصِّحَّةِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ مَنْ
حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
8679- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ ،
وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى ، أَنْبَأَ خَارِجَةُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وَمَلَكَانِ
يُنَادِيَانِ ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ،
وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ، وَمَلَكَانِ
مُوَكَّلاَنِ بِالصُّورِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ فَيَنْفُخَانِ ،
وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا : وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنَ
النِّسَاءِ ، وَيَقُولُ الآخَرُ
: وَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ.
تَفَرَّدَ بِهِ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ.
8680- حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ ، وَبِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ
، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصُّورِ ، قَالَ : قَرْنٌ
يُنْفَخُ فِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8681- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
شَاكِرٍ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ
الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ
أَيَّامِكُمُ الْجُمُعَةَ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ
نَفْخَةُ الصُّورِ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ
فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا : وَكَيْفَ تُعْرَضُ
صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ
عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8682- أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ
عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ
مُخْلِيًا ؟ فَقَالُوا : بَلَى ، قَالَ
: فَاللَّهُ أَعْظَمُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ ؟
قَالَ : أَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي أَهْلِكَ مَحْلاً ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ :
ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَكَذَلِكَ يُحْيِي
اللَّهُ الْمَوْتَى وَذَلِكَ آيَتُهُ فِي خَلْقِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8683- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ
بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ
عَامِرٍ أَنَّهُ خَرَجَ وَافِدًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ ،
قَالَ : فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لِانْسِلاَخِ رَجَبٍ
فَصَلَّيْنَا
مَعَهُ صَلاَةَ الْغَدَاةِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ
خَبَأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ لِأَسْمَعَكُمْ ، فَهَلْ مِنَ
امْرِئٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ ؟ قَالُوا : اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُلْهِيَهُ حَدِيثُ نَفْسِهِ
، أَوْ حَدِيثُ صَاحِبِهِ ، أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلاَلُ ، أَلاَ إِنِّي مَسْئُولٌ
هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ فَاسْمَعُوا تَعِيشُوا ، أَلاَ فَاسْمَعُوا تَعِيشُوا ،
أَلاَ اجْلِسُوا ، فَجَلَسَ النَّاسُ ، وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى إِذَا
فَرَغَ لَنَا فُؤَادُهُ وَبَصَرُهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَسْأَلُكَ
عَنْ حَاجَتِي فَلاَ تَعْجَلَنَّ عَلَيَّ ، قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ؟ فَضَحِكَ لَعَمْرُ اللهِ
، وَهَزَّ رَأْسَهُ ، وَعَلِمَ أَنِّي أَبْتَغِي بِسَقَطَهِ ، فَقَالَ : ضَنَّ رَبُّكَ
بِمَفَاتِيحِ خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ ، لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشَارَ
بِيَدِهِ فَقُلْتُ : وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : عِلْمُ الْمَنِيَّةِ
قَدْ عَلِمَ مَتَى مَنَيَّةُ أَحَدِكُمْ وَلاَ تَعْلَمُونَهُ ، وَعَلِمَ يَوْمَ
الْغَيْثِ يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ آزِلِينَ مُشْفِقِينَ ، فَظَلَّ يَضْحَكُ وَقَدْ
عَلِمَ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ قَالَ لَقِيطٌ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ لَنْ
نَعْدَمَ مَنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا ، وَعَلِمَ مَا فِي غَدٍ ، وَقَدْ عَلِمَ
مَا أَنْتَ طَاعِمٌ فِي غَدٍ وَلاَ تَعْلَمُهُ ، وَعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ ،
قَالَ : وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَ مَا فِي الأَرْحَامِ قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ
اللهِ عَلِمْنَا مِمَّا تَعْلَمُ النَّاسُ ، وَمَا تَعْلَمُ فَإِنَّا مَنْ قَبِيلٍ
لاَ يُصَدِّقُونَ تَصْدِيقَنَا مَنْ مَذْحِجَ الَّتِي تَرْبُو عَلَيْنَا ،
وَخَثْعَمٍ الَّتِي تُوَالِينَا ، وَعَشِيرَتِنَا الَّتِي نَحْنُ مَنْهَا ، قَالَ
: تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ
مَا لَبِثْتُمْ ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّيْحَةُ ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ
عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ شَيْئًا إِلاَّ مَاتَ ، وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ مَعَ
رَبِّكَ ، فَخَلَتِ الأَرْضُ فَأَرْسَلَ رَبُّكَ السَّمَاءَ تَهْضِبُ مَنْ تَحْتِ الْعَرْشِ
، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ وَلاَ
مَدْفِنِ مَيِّتٍ إِلاَّ شَقَّتِ الْقَبْرَ عَنْهُ حَتَّى يَخْلُقَهُ مَنْ قِبَلِ
رَأْسِهِ فَيَسْتَوِي جَالِسًا ، يَقُولُ رَبِّكُ : مَهْيَمْ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ
أَمْسِ ، لِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ يَحْسَبُهُ حَدِيثًا بِأَهْلِهِ.
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَجْمَعُنَا
بَعْدَمَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ وَالْبِلَى وَالسِّبَاعُ ؟ قَالَ :
أُنَبِّئُكَ
بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلاَءِ اللهِ الأَرْضُ أَشْرَفَتْ عَلَيْهَا مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ
فَقُلْتُ : لاَ تَحْيَى أَبَدًا فَأَرْسَلَ رَبُّكَ عَلَيْهَا السَّمَاءَ فَلَمْ
تَلْبَثْ عَلَيْهَا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفَتْ عَلَيْهَا ، فَإِذَا هِيَ
شَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدُرُ عَلَى أَنْ
يَجْمَعَكُمْ مِنَ الْمَاءِ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الأَرْضِ فَتَخْرُجُونَ
مِنَ الأَجْدَاثِ مَنْ مَصَارِعِكُمْ فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ سَاعَةً وَيَنْظُرُ
إِلَيْكُمْ.
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ وَهُوَ
شَخْصٌ وَاحِدٌ وَنَحْنُ مِلءُ الأَرْضِ نَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا ؟
قَالَ : أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلاَءِ اللهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
آيَةٌ مَنْهُ قُرَيْبَةٌ صَغِيرَةٌ تَرَوْنَهُمَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ،
وَيَرَيَانِكُمْ وَلاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ
عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ وَتَرَوْنَهُ أَقْدَرُ مِنْهُمَا عَلَى أَنْ يَرَيَانِكُمْ وَتَرَوْنَهُمَا.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا
إِذَا لَقِينَاهُ ؟ قَالَ : تُعْرَضُونَ عَلَيْهِ بَادِيَةٌ لَهُ صَفَحَاتُكُمْ
وَلاَ تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ، فَيَأْخُذُ رَبُّكَ بِيَدِهِ
غَرْفَةً مِنَ الْمَاءِ فَيَنْضَحُ بِهَا قِبَلِكُمْ ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا
تُخْطِئُ وَجْهَ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَطْرَةٌ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَتَدَعُ
وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ
بِمِثْلِ الْحُمَمِ الأَسْوَدِ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمُرُّ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ أَوْ قَالَ :
يَنْصَرِفُ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ قَالَ : فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنَ
النَّارِ يَطَأُ أَحَدُكُمُ الْجَمْرَةَ فَيَقُولُ : حَسْ ، فَيَقُولُ رَبُّكَ أَوْ
إِنَّهُ قَالَ : فَيَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ عَلَى أَظْمِأِ وَاللَّهِ
نَاهِلَةٍ مَا رَأَيْتُهَا قَطُّ ، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا يَبْسُطُ أَوْ قَالَ :
مَا يَسْقُطُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ إِلاَّ وُضِعَ عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ
مِنَ الطَّوْفِ وَالْبَوْلِ وَالأَذَى ، وَتَخْلُصُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ أَوْ
قَالَ : تُحْبَسُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَلاَ تَرَوْنَ مِنْهُمَا وَاحِدًا.
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَبِمَ نُبْصِرُ
يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : مَثَلُ بَصَرِ سَاعَتِكَ هَذِهِ وَذَلِكَ فِي يَوْمٍ أَسْفَرَتْهُ
الأَرْضُ وَوَاجَهَتْ بِهِ الْجِبَالَ.
قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ فَبِمَ نُجَازَى مَنْ سَيِّئَاتِنَا
وَحَسَنَاتِنَا ؟ قَالَ : الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالسَّيِّئَةُ
بِمِثْلِهَا أَوْ تُغْفَرُ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا الْجَنَّةُ وَمَا النَّارُ
؟ قَالَ : لَعَمْرُ إِلَهِكَ إِنَّ الْجَنَّةَ لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مَا
مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلاَّ وَبَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ الرَّاكِبِ سَبْعِينَ عَامًا ،
وَإِنَّ لِلنَّارِ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلاَّ
وَبَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ الرَّاكِبِ سَبْعِينَ عَامًا.
قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَا يُطَّلَعُ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : أَنْهَارٍ مَنْ
عَسَلٍ مُصَفَّى وَأَنْهَارٍ مَنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، وَأَنْهَارٍ
مَنْ كَأْسٍ مَا لَهَا صُدَاعٌ وَلاَ نَدَامَةٌ ، وَمِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ،
وَبِفَاكِهَةٍ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَعْلَمُونَ خَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ ، مَعَهُ أَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَوَلَنَا فِيهَا أَزْوَاجٌ
مُصْلِحَاتٌ ؟ قَالَ : الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحِينَ تَلَذَّذُونَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ
فِي الدُّنْيَا ، وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ غَيْرَ أَنْ لاَ تَوَالُدَ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا أَقْصَى مَا نَحْنُ
بَالِغُونَ وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ ؟ ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَا
أُبَايِعُكَ ؟ قَالَ : فَبَسَطَ يَدَهُ وَقَالَ : عَلَى إِقَامَةِ الصَّلاَةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَإِيَّاكَ وَالشِّرْكَ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا -
أَوْ لاَ تُشْرِكْ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ فَقُلْتُ : وَإِنَّ لَنَا مَا بَيْنَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، فَقَبَضَ وَبَسَطَ أَصَابِعَهُ وَظَنَّ أَنِّي مُشْتَرِطٌ
شَيْئًا لاَ يُعْطِينِيهِ ، فَقُلْتُ : نَحِلُّ مَنْهَا حَيْثُ شِئْنَا وَلاَ
يَجْنِي امْرُؤٌ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ ؟ قَالَ : ذَلِكَ لَكَ ، حُلَّ مَنْهَا
حَيْثُ شِئْتَ ، وَلاَ تَجْنِ عَلَيْكَ إِلاَّ نَفْسُكَ فَبَايَعْنَاهُ ثُمَّ
انْصَرَفْنَا ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَيْنِ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مِنْ أَصْدَقِ
النَّاسِ وَأَتْقَى النَّاسِ لِلَّهِ فِي الأَوَّلِ وَالآخَرِ.
فَقَالَ كَعْبُ بْنُ فُلاَنٍ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ
: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : بَنُو الْمُنْتَفِقِ فَأَقْبَلْتُ
عَلَيْهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ أَحَدٌ مِمَّنْ مَضَى مِنَّا فِي
جَاهِلِيَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ عَرْضِ قُرَيْشٍ : إِنَّ أَبَاكَ
الْمُنْتَفِقُ فِي النَّارِ ، فَكَأَنَّهُ وَقَعَ حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِي وَوَجْهِي
وَلَحْمِي مِمَّا قَالَ لِأَبِي عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ
وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا الآخْرَى أَجْمَلُ ، فَقُلْتُ
: وَأَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَأَهْلِي لَعَمْرُ اللهِ مَا أَتَيْتَ
عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ قُرَشِيٍّ أَوْ عَامِرِيٍّ مُشْرِكٍ فَقُلْ : أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ
مُحَمَّدٌ فَأَبْشِرْ بِمَا يَسُوءُكَ تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ وَبَطْنِكَ فِي
النَّارِ فَقُلْتُ، : فَبِمَ أَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَانُوا
عَلَى عَمَلٍ يَحْسَبُونَ أَنْ لاَ دَيْنَ إِلاَّ إِيَّاهُ وَكَانُوا
يَحْسَبُونَهُمْ مُصْلِحِينَ ؟ قَالَ : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِي آخِرِ
كُلِّ سَبْعِ أُمَمٍ نَبِيًّا فَمَنْ أَطَاعَ نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ
، وَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ.
هَذَا حَدِيثٌ جَامِعٌ فِي الْبَابِ صَحِيحُ الإِسْنَادِ
، كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8684- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ ،
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً فَقَالَتْ
عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ ؟ فَقَالَ : لِكُلِّ
امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى حَدِيثِي عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ
النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِطُولِهِ دُونَ
ذِكْرِ الْعَوْرَاتِ فِيهِ.
8685- أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ
يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ
الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلاَثَةَ
أَفْوَاجٍ : فَوْجًا طَاعِمِينَ كَاسِيِينَ رَاكِبِينَ ، وَفَوْجًا يَمْشُونَ
وَيَسْعَوْنَ ، وَفَوْجًا تَسْحَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى
النَّارِ فَقُلْنَا : يَا أَبَا ذَرٍّ قَدْ عَرَفْنَا هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ ، فَمَا
بَالُ الَّذِينَ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ ؟ قَالَ : يُلْقِي اللَّهُ الآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ
فَلاَ ظَهْرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ إِلَى الْوَلِيدِ
بْنِ جُمَيْعٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8686- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
الْجَمَّالُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ تَأْمُرُنِي ؟ خِرْ لِي ،
قَالَ : فَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ
رِجَالاً وَرُكْبَانًا ، وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ هَا هُنَا وَنَحَا بِيَدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . وَقَدْ رَوَاهُ
أَبُو قَزَعَةَ سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِثْلَ
رِوَايَةِ بَهْزٍ عَلَى أَنَّ بَهْزًا أَيْضًا مَأْمُونٌ لاَ يَحْتَاجُ فِي
رِوَايَتِهِ إِلَى مُتَابِعٍ.
8687- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : تُحْشَرُونَ هَاهُنَا حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً ، وَرُكْبَانًا وَعَلَى
وُجُوهِكُمْ ، تُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ ، وَعَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ ،
وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ.
8688- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مَنْجَابُ بْنُ
الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَرَأَ : {يَوْمَ نَحْشُرُ
الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} قَالَ : لاَ وَاللَّهِ مَا عَلَى
أَرْجُلِهِمْ يُحْشَرُونَ ، وَلاَ يُسَاقُونَ سَوْقًا ، وَلَكِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ
مَنْ نُوقِ الْجَنَّةِ لَمْ تَنْظُرِ الْخَلاَئِقُ إِلَى مِثْلِهَا ، رِحَالُهُمُ
الذَّهَبُ وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجِدُ فَيَقْعُدُونَ عَلَيْهَا حَتَّى
يَقْرَعُوا بَابَ الْجَنَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8689- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلاَلٍ
حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَظِيَّ ،
يَقُولُ : قَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلَقَدْ
جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ
وَاسَوْأَتَاهُ إِنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يُحْشَرُونَ جَمِيعًا يَنْظُرُ
بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ، لاَ
يَنْظُرُ الرِّجَالُ إِلَى النِّسَاءِ ، وَلاَ النِّسَاءُ إِلَى الرِّجَالِ ،
شُغِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8690- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ آخِرَ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ
، يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ ، يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا ، فَيَجِدَانِهَا وُحُوشًا
حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8691- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ
: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ شَيْخٌ يَتَفَلَّى ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ ، وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ يَا
عَمُّ ؟ فَقَالَ : بَلْ مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قُلْتُ : أَنَا مَعْبَدُ
بْنُ خَالِدٍ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ قَدْ عَرَفْتُ أَبَاكَ كَانَ مَعِي
بِدِمَشْقَ ، وَإِنِّي وَأَبَاكَ لاَوَّلُ فَارِسَيْنِ وَقَفَا بِبَابِ عَذْرَاءَ - مَدِينَةٌ
بِالشَّامِ - فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَنَا أَبُو سَرِيحَةَ
الْغِفَارِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ :
حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
يُحْشَرُ رَجُلاَنِ مَنْ مُزَيْنَةَ هُمَا آخِرُ النَّاسِ يُحْشَرَانِ ،
يُقْبِلاَنِ مَنْ جَبَلٍ قَدْ تَسَوَّرَاهُ حَتَّى يَأْتِيَا مَعَالِمَ النَّاسِ
فَيَجِدَانِ الأَرْضَ وُحُوشًا حَتَّى يَأْتِيَا الْمَدِينَةَ ، فَإِذَا بَلَغَا أَدْنَى
الْمَدِينَةِ قَالاَ : أَيْنَ النَّاسُ ؟ فَلاَ يَرَيَانِ أَحَدًا ، فَيَقُولُ
أَحَدُهُمَا : النَّاسُ فِي دُورِهِمْ ، فَيَدْخُلاَنِ الدُّورَ فَإِذَا لَيْسَ
فِيهَا أَحَدٌ ، وَإِذَا عَلَى الْفُرُشِ الثَّعَالِبُ وَالسَّنَانِيرُ ،
فَيَقُولاَنِ : أَيْنَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا ، النَّاسُ فِي
الْمَسْجِدِ فَيَأْتِيَانِ الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجِدَانِ أَحَدًا ، فَيَقُولاَنِ :
أَيْنَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : النَّاسُ فِي السُّوقِ شَغَلَتْهُمُ
الأَسْوَاقُ ، فَيَخْرُجَانِ حَتَّى يَأْتِيَا الأَسْوَاقَ فَلاَ يَجِدَانِ فِيهَا
أَحَدًا ، فَيَنْطَلِقَانِ حَتَّى يَأْتِيَا الثَّنِيَّةَ فَإِذَا عَلَيْهَا
مَلَكَانِ فَيَأْخُذَانِ بِأَرْجِلِهِمَا فَيَسْحَبَانِهِمَا إِلَى أَرْضِ
الْمَحْشَرِ ، وَهُمَا آخِرُ النَّاسِ حَشْرًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8692- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ ، فَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ حَتَّى
ثَابَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ
: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ
لِآدَمَ : يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ
تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا
، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ فِي الآمَمِ إِلاَّ كَالشَّامَةِ
فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ ، فَإِنَّ
مَعَكُمْ لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ ، وَمَنْ هَلَكَ مَنْ كَفَرَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8693- وَقَدْ
أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، فَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً ، ثُمَّ قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى فِي آخِرِهِ
: هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ عَنْ
أَنَسٍ ، وَلَكِنَّ الْمَحْفُوظَ عِنْدَنَا حَدِيثُ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
8694- حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا
هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، فَقَدْ حَكَمَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يُخَرِّجْ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ حَرْفًا ، وَذَكَرَا أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ
يَسْمَعْ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ الْحَسَنَ قَدْ سَمِعَ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
8695- وَقَدْ حَدَّثَنَا بِالْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ
حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ
بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ وَقَدْ تَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ
السَّيْرُ فَرَفَعَ بِهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ صَوْتَهُ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} قَرَأَ أَبُو
مُوسَى إِلَى قَوْلِهِ : {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} فَلَمَّا سَمِعَ
ذَلِكَ أَصْحَابُهُ حَثُّوا الْمَطِيَّ ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ
يَقُولُهُ فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكُمْ يَوْمَ يُنَادِي آدَمُ فَيُنَادِيهِ
رَبُّهُ فَيَقُولُ : يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ
وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فِي النَّارِ وَوَاحِدًا فِي الْجَنَّةِ ، فَأَبْلَسَ أَصْحَابُهُ
حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بِأَصْحَابِهِ ، قَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا ، فَوَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّكُمْ مَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ
إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَمَنْ هَلَكَ مَنْ بَنِي آدَمَ
وَبَنِي إِبْلِيسَ فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ بَعْضُ الَّذِي يَجِدُونَ ، ثُمَّ
قَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ
فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبٍ الْبَعِيرِ ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي
ذِرَاعِ الدَّابَّةِ.
وَهَكَذَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ.
8696- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدَانَ السَّعْدِيُّ
، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ،
وَهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ
بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ،
وَقَدْ رَوَيْنَا هَذَا الْحَدِيثَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
8697- حَدَّثَنَاهُ
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ
الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} إِلَى آخِرِ
الآيَةِ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَاكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكَ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ : قُمْ
فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ - أَوْ قَالَ : بَعْثًا إِلَى النَّارِ - فَيَقُولُ :
يَا رَبِّ مِنْ كَمْ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً
وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى
الْقَوْمِ ، وَوَقَعَتْ عَلَيْهِمُ الْكَآبَةُ وَالْحُزْنُ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَفَرِحُوا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ بَيْنَ خَلِيقَتَيْنِ لَمْ يَكُونَا مَعَ
أَحَدٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ فِي
النَّاسِ أَوْ فِي الآمَمِ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ
فِي ذِرَاعِ النَّاقَةِ ، وَإِنَّمَا أُمَّتِي جُزْءٌ مَنْ أَلْفِ جُزْءٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ ، وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8698- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ : وَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَعْظَمَ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَوْمُ
الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، وَإِنَّ أَكْرَمَ
خَلِيقَةِ اللهِ عَلَى اللهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : قُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَأَيْنَ الْمَلاَئِكَةُ ؟ قَالَ : فَنَظَرَ
إِلَيَّ وَضَحِكَ وَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي هَلْ تَدْرِي مَا الْمَلاَئِكَةُ ؟
إِنَّمَا الْمَلاَئِكَةُ خَلْقٌ كَخَلْقِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ
وَسَائِرِ الْخَلْقِ الَّذِي لاَ يَعْصِي اللَّهَ شَيْئًا ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ
فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الأَرْضِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً وَنَبِيًّا نَبِيًّا
حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرُ الآمَمِ مَرْكَزًا ، قَالَ : فَيَقُومُ
فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ
فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ
فَيَتَهَافَتُونُ فِيهَا مِنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ
الْمَلاَئِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكِ
عَلَى يَسَارِكِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُلْقَى لَهُ
كُرْسِيٌّ عَنْ يَمِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ
عِيسَى وَأُمَّتُهُ ؟ فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا فَيَأْخُذُونَ
الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مَنْ
شِمَالٍ وَيَمِينٍ ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ
مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ
إِلَى رَبِّهِ فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ ، قَالَ : ثُمَّ يَتَّبِعُهُمُ
الأَنْبِيَاءُ وَالآمَمُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ نُوحٌ رَحِمَ اللَّهُ نُوحًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَلَيْسَ بِمَوْقُوفٍ فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ عَلَى تَقَدُّمِهِ فِي
مَعْرِفَةٍ قَدِيمَةٍ مِنْ جُمْلَةِ الصَّحَابَةِ ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ بِذِكْرِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
8699- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ
قَرَأَ : {يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ
تَنْزِيلاً} قَالَ : تَشَقَّقُ سَمَاءُ الدُّنْيَا وَتَنْزِلُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى
كُلِّ سَمَاءٍ ، فَيَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ
فِي الأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الأَرْضِ : أَفِيكُمْ
رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ
وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ
فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ
السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ
وَسَمَاءِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟
فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَهُمْ
أَكْثَرُ مَنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا
وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ،
ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ
الرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ
فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ
السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ
وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ
فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ
السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَالْخَامِسَةِ
وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ
فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ثُمَّ يَنْزِلُ الْكُرُوبِيُّونَ
وَهُمْ أَكْثَرُ مَنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالأَرَضِينَ وَحَمَلَةِ
الْعَرْشِ لَهُمْ قُرُونٌ كُعُوبٌ كَكُعُوبِ الْقَنَا ، مَا بَيْنَ قَدَمِ
أَحَدِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنْ أَخْمَصِ قَدَمِهِ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ
عَامٍ ، وَمِنْ كَعْبِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ ، وَمِنْ
رُكْبَتِهِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، وَمِنْ تَرْقُوَتِهِ
إِلَى مَوْضِعِ الْقُرْطِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ مُحْتَجٌّ
بِهِمْ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيِّ وَهُوَ وَإِنْ
كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ عَجِيبٌ بِمَرَّةٍ.
8699- أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ بْنَ يَرِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَلاَ {يَوْمَ تُبَدَّلُ
الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ} ، قَالَ : أَرْضٌ كَالْفِضَّةِ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ
لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ يَسْمَعُهُمُ
الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ حُفَاةٌ عُرَاةٌ قِيَامًا ، ثُمَّ
يُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ.
وَقِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:
8700- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي
إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ ،
يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ تُبَدَّلُ
الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} قَالَ : أَرْضٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ
لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا بِخَطِيئَةٍ يَسْمَعُهُمُ
الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ حُفَاةٌ عُرَاةٌ كَمَا خُلِقُوا حَتَّى
يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا عَلَى
شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8701- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُمَدُّ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَدًّا لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لِبَشَرٍ مَنْ بَنِي آدَمَ
إِلاَّ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ أُدْعَى أُولَى النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا
ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُومُ فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَخْبَرَنِي هَذَا -
لِجِبْرِيلَ وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَاللَّهِ مَا رَآهُ جِبْرِيلُ قَبْلَهَا
قَطُّ - أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ ، قَالَ وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ
حَتَّى يَقُولَ اللَّهُ : صَدَقَ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ فَأَقُولُ
: يَا رَبِّ عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ
الْمَحْمُودُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ أَرْسَلَهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ،
وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
أَمَّا
حَدِيثُ يُونُسَ:
8702- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَمْ يُسَمِّهِ أَنَّ
الأَرْضَ تُمَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرٍ:
8703- فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
تُمَدُّ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً.
8704- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَا
عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ
الْجُهَنِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الأَرْضِ فَيَعْرَقُ
النَّاسُ ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ
مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى
رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَجُزَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ
الْخَاصِرَةَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ
عُنُقَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ
فَأَلْجَمَهَا فَاهُ ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَكَذَا وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِشَارَةً
فَأَمَرَّ يَدَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ مَنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبَ الرَّأْسَ دُوَّرَ
رَاحَتَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8705- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ
، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُلْجِمُ الْعَرَقَ النَّاسَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِلَى
شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ ، وَقَالَ الآخَرُ
: يُلْجِمُهُ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ بِإِصْبَعِهِ
تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8706- أَخْبَرَنَا
أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ،
أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيُحْبَسُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْدَمَا يُجَاوِزُونَ
الصِّرَاطَ عَلَى قَنْطَرَةٍ فَيُؤْخَذُ لِبَعْضِهِمْ مَنْ بَعْضٍ مَظَالِمُهُمُ
الَّتِي تَظَالَمُوهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ فِي
دُخُولِ الْجَنَّةِ فَلاَحَدُهُمْ أَعْرَفُ بِمَنْزِلِهِ فِي الآخِرَةِ مِنْهُ
بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا.
قَالَ قَتَادَةُ : قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ : مَا يُشْبِهُ إِلاَّ أَهْلَ جُمُعَةٍ انْصَرَفُوا مَنْ
جُمُعَتِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8707- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الآيَةَ : {يَوْمَ يَقُومُ
النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللَّهُ كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ فِي
الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، ثُمَّ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8708- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ التَّاجِرُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ
، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ
الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ
وَهَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}
قَالَ الزُّبَيْرُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُكَرَّرُ
عَلَيْنَا مَا بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ حَتَّى يُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي
حَقٍّ حَقَّهُ قَالَ الزُّبَيْرُ : وَاللَّهِ إِنَّ الأَمْرَ لَشَدِيدٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8709- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ
الرَّقِّيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ
، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : لَقَدْ
عِشْنَا بُرْهَةً مَنْ دَهْرٍ وَمَا نَرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ إِلاَّ فِينَا
وَفِي أَهْلِ الْكِتَابِ : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ
إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} فَقُلْتُ : نَخْتَصِمُ
أَمَّا نَحْنُ فَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ ، وَأَمَّا دِينُنَا فَالإِسْلاَمُ ،
وَأَمَّا كِتَابُنَا فَالْقُرْآنُ فَلاَ نُغَيِّرُ وَلاَ نُحَرِّفُ أَبَدًا ،
وَأَمَّا قِبْلَتُنَا فَالْكَعْبِةُ ، وَأَمَّا حَرَامُنَا أَوْ حَرَمُنَا
فَوَاحِدٌ ، وَأَمَّا نَبِيُّنَا فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَكَيْفَ نَخْتَصِمُ حَتَّى كَفَحَ بَعْضُنَا وُجُوهَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ ،
فَعَرَفْتُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِينَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8710- حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الْقُطَيْعِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ الْمَازِنِيُّ ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَأَلَهُ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ ، عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ} وَ {لاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا}
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} وَ {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}
فَمَا هَذَا ؟ قَالَ : وَيْحَكَ هَلْ سَأَلْتَ عَنْ هَذَا أَحَدًا قَبْلِي ؟ قَالَ
: لاَ ، قَالَ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَأَلْتَ هَلَكَتْ ، أَلَيْسَ قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ
مِمَّا تَعُدُّونَ} ؟ قَالَ : بَلَى ، وَأَنَّ لِكُلِّ مِقْدَارِ يَوْمٍ مِنْ هَذِهِ
الأَيَّامِ لَوْنٌ مِنْ هَذِهِ الأَلْوَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8711- أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ
إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى
الصَّدَفِيَّ عَنْ سَبَبِ مَوْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ ، فَقَالَ : كَانَ
يُقْرَأُ عَلَيْهِ كِتَابُ الأَهْوَالِ فَقُرِئَ عَلَيْهِ خَبَرٌ فَخَرَّ
مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَحَمَلْنَاهُ وَأَدْخَلْنَاهُ الدَّارَ فَلَمْ يَزَلْ
مَرِيضًا حَتَّى تُوُفِّيَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8712- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
النُّفَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَدْعُونِي رَبِّي فَأَقُولُ :
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ تَبَارَكْتَ لَبَّيْكَ وَحَنَانَيْكَ ، وَالْمَهْدِيُّ
مَنْ هَدَيْتَ وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ
إِلاَّ إِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّ الْبَيْتِ قَالَ : وَإِنَّ قَذْفَ الْمُحْصَنَةِ
لَيَهْدِمُ عَمَلَ مِائَةِ سَنَةٍ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ شَاهِدًا.
8713- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ
وَهُوَ الصَّغِيرُ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يِسَافٍ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قُلْتُ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ : أَلاَ تَبْتَغِي
لِأَضْيَافِكَ مَا يَبْتَغِي الرِّجَالُ لِأَضْيَافِهِمْ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَمَامَكُمْ
عَقَبَةً كَئُودًا لاَ يَجُوزُهَا الْمُثْقِلُونَ فَأُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ
لِتِلْكَ الْعَقَبَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8714- حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرٍ بِبَغْدَادَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُرْفَعُ لِلرَّجُلِ الصَّحِيفَةُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَا تَزَالُ مَظَالِمُ بَنِي آدَمَ تَتْبَعُهُ حَتَّى مَا يَبْقَى
حَسَنَةٌ ، وَتُزَادُ عَلَيْهِ مَنْ سَيِّئَاتِهِمْ قَالَ : فَقَالَتْ لَهُ - أَوْ قَالَ :
فَقَالَ لَهُ عَاصِمٌ - عَمَّنْ يَا أَبَا عُثْمَانَ ، فَقَالَ : عَنْ سَلْمَانَ ،
وَسَعْدٍ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى عَدَّ سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً مَنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ شُعْبَةُ : فَسَأَلْتُ عَاصِمًا عَنْ هَذَا
الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ.
وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَتَّابٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا عُثْمَانَ ، يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ سَلْمَانَ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8715- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ
الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي الْقِصَاصِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ فَابْتَعْتُ
بَعِيرًا فَشَدَدْتُ رَحْلِي ، ثُمَّ سِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ
مِصْرَ أَوْ قَالَ : الشَّامَ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ فَقُلْتُ :
حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ تُحَدِّثُ بِهِ سَمِعْتَهُ مَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي الْقِصَاصِ خَشِيتُ أَنْ
أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَوْمَ يُحْشَرُ الْعِبَادُ أَوْ
قَالَ : النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ
يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ :
أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الدَّيَّانُ ، لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عَلَيْهِ
مَظْلِمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ ، وَلاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ
النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عِنْدَهُ
مَظْلِمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةَ قَالَ : قُلْنَا : كَيْفَ
وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً بُهْمًا ،
قَالَ : بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8716- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ،
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، أَنْبَأَ عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ
الْقَوَّاسِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الأَرْضُ مَدَّ
الأَدِيمِ وَحَشَرَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ الإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالدَّوَابَّ
وَالْوُحُوشَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ جَعَلَ اللَّهُ الْقِصَاصَ بَيْنَ
الدَّوَابِّ حَتَّى تَقُصَّ الشَّاةُ الْجَمَّاءُ مِنَ الْقَرْنَاءِ بِنَطْحَتِهَا
فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقِصَاصِ بَيْنَ الدَّوَابِّ قَالَ لَهَا : كُونِي تُرَابًا
، فَتَكُونُ تُرَابًا فَيَرَاهَا الْكَافِرُ فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا.
رُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ أَنَّ أَبَا
الْمُغِيرَةِ مَجْهُولٌ ، وَتَفْسِيرُ الصَّحَابِيُّ مُسْنَدٌ.
8717- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ
الْمُزَكِّي ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ أَبِي
عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الدَّوَاوِينُ ثَلاَثَةٌ فَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ،
وَدِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ
مِنْهُ شَيْئًا ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ
شَيْئًا فَالإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ} وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ
شَيْئًا قَطُّ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ،
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ
بَيْنَهُمُ الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8718- حَدَّثَنَا
أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، أَنْبَأَ عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ
الْحَبَطِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ جَالِسٌ إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ ، فَقَالَ
لَهُ عُمَرُ : مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؟ قَالَ
: رَجُلاَنِ مِنْ أُمَّتِي جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ ، فَقَالَ
أَحَدُهُمَا : يَا رَبِّ خُذْ لِي مَظْلِمَتِي مِنْ أَخِي ، فَقَالَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكِ وَلَمْ يَبْقَ
مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ فَلْيَحْمِلْ مِنْ أَوْزَارِي قَالَ
: وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْبُكَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ ذَاكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ
أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى
لِلطَّالِبِ : ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَّانِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ،
فَقَالَ : يَا رَبِّ أَرَى مَدَائِنَ مِنْ ذَهَبٍ وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبً
مُكَلَّلَةً بِالُّلؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا أَوْ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا أَوْ
لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا ؟ قَالَ
: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ ، قَالَ : يَا رَبِّ
وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ تَمْلِكُهُ ، قَالَ : بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِعَفْوِكَ عَنْ
أَخِيكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : فَخُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : اتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا
ذَاتَ بَيْنِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8719- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ : إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا
السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8720- حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى
الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْعَارَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَتَّى يَقُولَ : يَا رَبِّ لاَرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَيْسَرُ عَلَي
مِمَّا أَلْقَى ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8721- وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَالْعَلاَءِ
بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ ، قَالَ : ثُمَّ
تَرَاجَعْنَا إِلَى الْبُيُوتِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأَتْبَاعِهَا
مِنْ أُمَّتِهَا فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَجِيءُ وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ مِنْ قَوْمِهِ
، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفْرُ ،
وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ ، حَتَّى أَتَى عَلَيَّ مُوسَى
بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي
، فَقُلْتُ : رَبِّ مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ
وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : قُلْتُ : رَبِّ فَأَيْنَ أُمَّتِي ؟
فَقِيلَ لِي : انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ قَدْ
سُوِّدَ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ ، فَقُلْتُ : رَبِّ مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ :
أُمَّتُكَ ، قَالَ : فَقِيلَ لِي : هَلْ رَضِيتَ ؟ فَقُلْتُ : رَبِّ رَضِيتُ ،
قَالَ : ثُمَّ قِيلَ لِي : إِنَّ مَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ قَالَ : فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ
أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُمَّ أَنْشَأَ
رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي
مِنْهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ قَالَ : ثُمَّ قَالَ
نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِدًا لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي
إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا ، فَإِنْ
عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ
وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الآفُقِ فَإِنِّي رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا
يَتَهَرَّشُونَ كَثِيرًا قَالَ : ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِي مِنْ أُمَّتِي
رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لاَرْجُو
أَنْ تَكُونُوا الثُّلُثَ فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
الشَّطْرَ فَكَبَّرْنَا ، قَالَ : فَتَلاَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخَرِينَ} قَالَ :
فَرَاجَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هَؤُلاَءِ السَّبْعِينَ فَقَالُوا : نَرَاهُمْ
نَاسًا وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ ثُمَّ لَمْ يَزَالُوا يَعْمَلُونَ بِهِ حَتَّى
مَاتُوا عَلَيْهِ ، فَنُمِيَ حَدِيثُهُمْ ذَلِكَ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ
لاَ يَسْتَرْقُونَ وَلاَ يَكْتَوُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8722- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَكِ يَا
عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ فَهَلْ تَذْكُرُونَ
أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَمَّا فِي ثَلاَثِ مَوَاطِنَ فَلاَ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا حَتَّى
يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَمْ يَثْقُلُ ، وَعِنْدَ الْكُتُبِ حَتَّى يُقَالَ : {هَاؤُمُ
اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ
أَمْ فِي شِمَالِهِ أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا
وَضَعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ حَافَّتَاهُ كَلاَلِيبُ كَثِيرَةٌ وَحَسَكٌ
كَثِيرٌ يَحْبِسُ اللَّهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ حَتَّى يَعْلَمَ
أَيَنْجُو أَمْ لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ لَوْلاَ إِرْسَالٌ فِيهِ بَيْنَ الْحَسَنِ وَعَائِشَةَ ، عَلَى
أَنَّهُ قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَاتُ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَدْخُلُ وَهُوَ
صَبِيٌّ مَنْزِلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأُمِّ سَلَمَةَ.
8723- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْقَيْسَانِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، قَالَ : جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْحِجْرِ ،
فَقَالَ : ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا ، لَوْ تَعْلَمُونَ
الْعِلْمَ لَصَلَّى أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْكَسِرَ ظَهْرُهُ وَلَبَكَى حَتَّى
يَنْقَطِعَ صَوْتُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8724- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
مُجَاهِدًا ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ،
وَلَمَّا سَاغَ لَكُمُ الطَّعَامُ وَلاَ الشَّرَابُ ، وَلَمَا نِمْتُمْ عَلَى
الْفُرُشِ وَلَهَجَرْتُمُ النِّسَاءَ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ
وَتَبْكُونَ وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي شَجَرَةً تُعَضَّدُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8725- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ
اللهِ الزِّيَادِيَّ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الأَصْبَحِيِّ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا
وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً ، يَظْهَرُ النِّفَاقُ ، وَتُرْفَعُ الأَمَانَةُ ،
وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ ، وَيُتَّهَمُ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ غَيْرُ الأَمِينِ
، أَنَاخَ بِكُمُ السَّرَفُ وَالْحُوبُ قَالُوا : وَمَا السَّرَفُ وَالْحُوبُ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الْفِتَنُ كَأَمْثَالِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8726- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ مُوَرِّقٍ ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ
تَسْمَعُونَ ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا
مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ
، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ
كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ
إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ
شَجَرَةً تُعَضَّدُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8727- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا
يَسِيرًا قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ ؟ قَالَ
: أَنْ يَنْظُرَ فِي سَيِّئَاتِهِ وَيَتَجَاوَزَ لَهُ عَنْهَا ، إِنَّهُ مَنْ
نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ ، وَكُلَّمَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفِّرُ
اللَّهُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ حَتَّى الشَّوْكَةَ تَشُوكُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ وَشَاهِدُهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا.
8728- أَخْبَرْنَاهُ
أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
هَارُونَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ :
مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا رَافِعَةٌ
يَدَيَّ وَأَنَا أَقُولُ : اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَدْرِينَ مَا ذَلِكَ الْحِسَابُ
؟ فَقُلْتُ : ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}
فَقَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ مَنْ حُوسِبَ خُصِمَ ذَلِكَ الْمَمَرُّ
بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَعَالَى.
8729- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلاَنَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي
يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ
عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ يُحْذَى لَهُ نَعْلاَنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي
مِنْهُمَا دِمَاغُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
، وَلَهُ شَوَاهِدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ أَمَّا حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ:
8730- فَأَخْبَرْنَاهُ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطْمِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
قُتَيْبَةَ السُّلَمِيُّ ، قَالاَ
: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ
عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلاَنِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا
دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ ، وَمَا يَرَى أَنَّ فِي النَّارِ أَشَدَّ عَذَابًا
مِنْهُ وَأَنَّهُ لاَهْوَنُهُمْ عَذَابًا.
8731- وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ ، أَنْبَأَ
مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، قَالَ : سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ ، يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ بَشِيرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8732- حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا
الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ
بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَخْطُبُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ
عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِرَجُلٍ يُوضَعُ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ
جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8733- وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ،
أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ رَجُلٌ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا
دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ وَالْقُمْقَمَةُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
8734- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ
عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ مُتَنَعِّلٌ بِنَعْلَيْنِ مَنْ نَارٍ يَغْلِي
مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ
أَجْزَاءِ الْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَلَى أَرْدِيَتِهِ مَعَ أَجْزَاءِ
الْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ إِلَى تَرْقُوَتِهِ مَعَ أَجْزَاءِ الْعَذَابِ
، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِ اغْتُمِرَ فِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:
8735- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
بْنِ دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ،
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَهْوَنُ النَّاسِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ وَفِي رِجْلَيْهِ
نَعْلاَنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَمْنَعُكَ
وَيَغْضَبُ لَكَ فَهَلْ نَفَعْتَهُ ؟ قَالَ : قَدْ وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ
النَّارِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ.
وَحَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حُبَابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ :
فَلَعَلَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلَ فِي
ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ.
8736- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ : قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ ؟ فَقُلْنَا : لاَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهِ سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَلاَ لِتَلْحَقْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا وَلاَ وَثَنًا وَلاَ صُورَةً إِلاَّ ذَهَبُوا حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرَاتِ أَهْلَ الْكِتَابِ ، ثُمَّ تُعْرَضُ جَهَنَّمُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، ثُمَّ يُدْعَى الْيَهُودُ فَيَقُولُ : مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : عُزَيْرًا ابْنَ اللهِ ، فَيَقُولُ : كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلاَ وَلَدٍ فَمَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا ظَمِئْنَا اسْقِنَا ، فَيَقُولُ : أَفَلاَ تَرِدُونَ ، فَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ : الْمَسِيحَ ابْنَ اللهِ ، فَيَقُولُ : كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلاَ وَلَدٍ فَمَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا ظَمِئْنَا اسْقِنَا ، فَيَقُولُ : أَفَلاَ تَرِدُونَ فَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ فَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ثُمَّ يَتَبَدَّى اللَّهُ لَنَا فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي كُنَّا رَأَيْنَاهُ فِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ وَبَقِيتُمْ ، فَلاَ يُكَلِّمُهُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الأَنْبِيَاءُ ، فَيَقُولُونَ : فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ كُنَّا إِلَى صُحْبَتِهِمْ فِيهَا أَحْوَجَ ، لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ مِنْ آيَةٍ تَعْرِفُونَهَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمُ السَّاقُ
فَيُكْشَفُ
عَنْ سَاقٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا أَجْمَعُونَ وَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ سَجَدَ فِي
الدُّنْيَا سُمْعَةً وَلاَ رِيَاءً وَلاَ نِفَاقًا إِلاَّ عَلَى ظَهْرِهِ طَبَقٌ
وَاحِدٌ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ ، قَالَ : ثُمَّ
يُرْفَعُ بَرُّنَا وَمُسِيئُنَا وَقَدْ عَادَ لَنَا فِي صُورَتِهِ الَّتِي
رَأَيْنَاهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ
: نَعَمْ أَنْتَ رَبُّنَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ
، قُلْنَا : وَمَا الْجِسْرُ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا ؟
قَالَ : دَحْضٌ مَزِلَّةٌ لَهَا كَلاَلِيبُ وَخَطَاطِيفُ وَحَسَكٌ بِنَجْدٍ
عُقَيقٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ،
وَكَالطَّرْفِ ، وَكَالرِّيحِ ، وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِدِ الْخَيْلِ
وَالْمَرَاكِبِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمُكَرْدَسٌ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَحَدُكُمْ بِأَشَدَّ مِنَّا شِدَّةً
فِي اسْتِيفَاءِ الْحَقِّ يَرَاهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي إِخْوَانِهِمْ إِذَا
رَأَوْهُمْ قَدْ خَلَصُوا مِنَ النَّارِ ، يَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا
إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا ، وَيَصُومُونَ مَعَنَا ، وَيَحُجُّونَ
مَعَنَا ، وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ فَيَقُولُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : اذْهَبُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ صُورَتَهُ فَأَخْرِجُوهُ ،
وَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ فَيَجِدُ الرَّجُلَ قَدْ أَخَذَتْهُ
النَّارُ إِلَى قَدَمَيْهِ ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ
وَإِلَى حِقْوَيْهِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا بَشَرًا ثُمَّ يَعُودُونَ
فَيَتَكَلَّمُونَ فَلاَ يَزَالُ يَقُولُ لَهُمْ حَتَّى يَقُولَ : اذْهَبُوا
فَأَخْرِجُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ
فَأَخْرِجُوهُ فَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، يَقُولُ
: إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا فَاقْرَأُوا {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا
عَظِيمًا} فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا ، فَيَقُولُ : هَلْ
بَقِيَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ؟ قَدْ شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ الأَنْبِيَاءُ
فَهَلْ بَقِيَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ؟ قَالَ : فَيَأْخُذُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ
فَيُخْرِجُ قَوْمًا قَدْ عَادُوا حُمَمَةً لَمْ يَعْمَلُوا لَهُ عَمَلَ خَيْرٍ
قَطُّ ، فَيُطْرَحُونَ فِي نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ نَهَرُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ
فِيهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ
السَّيْلِ أَلَمْ تَرَوْهَا وَمَا يَلِيهَا مِنَ الظِّلِّ أَصْفَرُ وَمَا يَلِيهَا
مِنَ الشَّمْسِ أَخْضَرُ ؟ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّكَ تَكُونُ
فِي الْمَاشِيَةِ ، قَالَ : يَنْبُتُونَ كَذَلِكَ فَيَخْرُجُونَ أَمْثَالَ
اللُّؤْلُؤِ يُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ ثُمَّ يُرْسَلُونَ فِي
الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : هَؤُلاَءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ
هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنَ النَّارِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ
خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : خُذُوا فَلَكُمْ مَا أَخَذْتُمْ
فَيَأْخُذُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا ، ثُمَّ يَقُولُونَ : لَنْ يُعْطِيَنَا اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ مَا أَخَذْنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : فَإِنِّي
أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذْتُمْ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا وَمَا
أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ وَمِمَّا أَخَذْنَا ؟ فَيَقُولُ : رِضْوَانِي بِلاَ سَخَطٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ
السِّيَاقَةِ إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، وَعَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مُخْتَصَرًا ، وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ بِأَقَلَّ مِنْ نِصْفِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8737- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ ، أَنْبَأَ عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الرَّاسِبِيُّ ، أَنَّ أَبَا
نَضْرَةَ ، حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ
عِنْدَ جِسْرِ جَهَنَّمَ عَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلاَلِيبُ ، وَيَمُرُّ النَّاسُ
فَيَمُرُّ مِنْهُمْ مِثْلُ الْبَرْقِ ، وَبَعْضُهُمْ مِثْلُ الْفَرَسِ
الْمُضَمَّرِ ، وَبَعْضُهُمْ يَسْعَى ، وَبَعْضُهُمْ يَمْشِي ، وَبَعْضُهُمْ
يَزْحَفُ ، وَالْمَلاَئِكَةُ بِجَنْبَتَيْهِ تَقُولُ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ
وَالْكَلاَلِيبُ تَخْطَفُهُمْ ، قَالَ : وَأَمَّا أَهْلُهَا الَّذِينَ هُمْ
أَهْلُهَا فَلاَ يَمُوتُونَ وَلاَ يَحْيَوْنَ ، وَأَمَّا أُنَاسٌ يُؤْخَذُونَ
بِذُنُوبٍ وَخَطَايَا يَحْتَرِقُونَ فَيَكُونُونَ فَحْمًا فَيُؤْخَذُونَ
ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ فَيُقْذَفُونَ عَلَى نَهْرٍ مِنَ الْجَنَّةِ ،
فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ ؟
ثُمَّ إِنَّهُمْ بَعْدُ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ
: فَيُعْطَى أَحَدُهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا ، قَالَ : وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلاَثُ
شَجَرَاتٍ فَيَكُونُ آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ عَلَى شَفَتِهَا فَيَقُولُ
: يَا رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا وَآكُلُ
مِنْ ثَمَرِهَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : عَهْدُكَ وَذِمَّتُكَ لاَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا ،
فَيَقُولُ : عَهْدِي وَذِمَّتِي لاَ أَسْأَلُ غَيْرَهَا ، فَيُحَوَّلُ إِلَيْهَا فَيَرَى
أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا
وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا ، فَيُحَوَّلُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ
مِنْهَا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي
ظِلِّهَا فَيُحَوَّلُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ النَّاسِ
وَيَرَى سَوَادَهُمْ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو
سَعِيدٍ : ثُمَّ ذَكَرَ عَلَى أَثَرِهِ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَكَرَهَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا : يُعْطَى مِثْلُ الدُّنْيَا
وَمِثْلُهَا مَعَهَا ، وَقَالَ آخَرُ : مِثْلُ الدُّنْيَا وَعَشْرُ أَمْثَالِهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8738- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ
الْوَهْبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ
بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو
الْعُتْوَارِيِّ ، حَدَّثَنِي لَيْثٌ ، وَكَانَ فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ
جَهَنَّمَ عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ
فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَجْرُوحٌ بِهِ فَمُنَاخٌ مُحْتَبَسٌ مَنْكُوسٌ فِيهَا ،
فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْقَضَايَا بَيْنَ الْعِبَادِ وَتَفَقَّدَ
الْمُؤْمِنُونَ رِجَالاً كَانُوا فِي الدُّنْيَا يُصَلُّونَ صَلاَتَهُمْ ،
وَيُزَكُّونَ زَكَاتَهُمْ ، وَيَصُومُونَ صِيَامَهُمْ ، وَيَحُجُّونَ حَجَّهُمْ ،
وَيَغْزُونَ غَزْوَهُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا عِبَادٌ مِنْ عِبَادِكَ
كَانُوا فِي الدُّنْيَا مَعَنَا يُصَلُّونَ بِصَلاَتِنَا ، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَنَا
، وَيَصُومُونَ صِيَامَنَا ، وَيَحُجُّونَ حَجَّنَا ، وَيَغْزُونَ غَزَوْنَا لاَ
نَرَاهُمْ ، قَالَ : يَقُولُ : اذْهَبُوا إِلَى النَّارِ فَمَنْ وَجَدْتُمُوهُ
فِيهَا فَأَخْرِجُوهُ ، قَالَ :
فَيَجِدُونَهُمْ وَقَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ عَلَى
قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى قَدَمَيْهِ ، وَمِنْهُمْ
مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مِنْ أُزْرَتِهُ ، وَمِنْهُمْ
مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى ثَدْيَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى عُنُقِهِ ، وَلَمْ
تُغْشَ الْوُجُوهُ ، قَالَ : فَيَسْتَخْرِجُونَهُمْ فَيُطْرَحُونَ فِي مَاءِ
الْحَيَاةِ قِيلَ : يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا مَاءُ الْحَيَاةِ ؟ قَالَ : غَسْلُ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَمَا تَنْبُتُ الزَّرْعَةُ فِي غُثَاءِ
السَّيْلِ ثُمَّ تُشَفَّعُ الأَنْبِيَاءُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا ، فَيَسْتَخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا ، ثُمَّ
يَتَحَنَّنُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ عَلَى مَنْ فِيهَا فَمَا يَتْرُكُ فِيهَا
أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ أَخْرَجَهُ
مِنْهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8739- حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ ،
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ
وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ لَوَسِعَتْ ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ :
يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : لِمَنْ شِئْتُ مِنْ
خَلْقِي ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ
، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدَّ الْمُوسَى فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : مَنْ
تُجِيزُ عَلَى هَذَا ؟ فَيَقُولُ : مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي ، فَيَقُولُ :
سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8740- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ يَحْيَى
، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَاهِلِيِّ
، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ ،
وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ
إِلَى الْحُجْزَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى التَّرْقُوَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8741- حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ مُرَّةَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا}
فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ
يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ
كَالرِّيحِ ، ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ، ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ ، ثُمَّ
كَشَدِّ الرَّجُلِ ، ثُمَّ كَمَشْيِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ.
8742- حَدَّثَنَاهُ
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ،
عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} قَالَ :
يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ.
8743- حَدَّثَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ
السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ
وَارِدُهَا} قَالَ : يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : فَحَدَّثْتُ
شُعْبَةَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ مَرْفُوعًا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنِّي
أَدَعُهُ عَمْدًا.
8744- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ
الْبَجَلِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
صَالِحٍ غَالِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي
سَهْلٍ ، عَنْ مُنْيَةَ الأَزْدِيَّةِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَيْبَةَ ،
قَالَ : اخْتَلَفْنَا هَاهُنَا فِي الْوُرُودِ ، فَقَالَ قَوْمٌ : لاَ يَدْخُلُهَا
مُؤْمِنٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ
الَّذِينَ اتَّقُوا ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِيهَا بِالْبَصْرَةِ ،
فَقَالَ قَوْمٌ : لاَ يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ وَقَالَ آخَرُونَ : يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ
يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا فَأَهْوَى بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ،
فَقَالَ : صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : الْوُرُودُ الدُّخُولُ لاَ يَبْقَى بَرٌّ وَلاَ
فَاجِرٌ إِلاَّ دَخَلَهَا فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلاَمًا كَمَا
كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ - أَوْ قَالَ : لِجَهَنَّمَ - ضَجِيجًا مِنْ
نَزْفِهَا ثُمَّ قَالَ : ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا ويَذَرُ
الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8745- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْعَدْلُ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسَوَيْهِ
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ
، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنْ
مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} قَالَ : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ دَاخِلُهَا كَانَ
عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا
وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8746- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ،
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَتُقَطِّعَنَّهُ
النَّارُ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيُنَادَى : إِنَّ الْجَنَّةَ لاَ
يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ أَلاَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ
مُشْرِكٍ ، قَالَ : فَيَقُولُ :
أَيْ رَبِّ أَبِي فَيُحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ
وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ قَالَ : فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرَوْنَ أَنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَلَمْ
يَزِدْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8747- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحُجْوَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ،
قَالَ : بَكَى عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ : مَا
يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ تَبْكِي فَبَكَيْتُ ، قَالَ : إِنِّي نُبِّئْتُ
أَنِّي وَارِدُهَا وَلَمْ أُنَبَّأْ أَنِّي صَادِرُهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8748- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ
وَاضِعًا رَأْسَهُ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ فَبَكَى فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ
: مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ تَبْكِي فَبَكَيْتُ ، قَالَ : إِنِّي
ذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} فَلاَ أَدْرِي
أَنَنْجُو مِنْهَا أَمْ لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8749- أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ أَبُو مَالِكٍ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ
الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ،
وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حِينَ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ
فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، فَيَقُولُونَ : يَا
أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ فَيَقُولُ : وَهَلْ أَخْرَجَتْكُمْ مِنَ
الْجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ ، لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اعْمِدُوا
إِلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ
إِبْرَاهِيمُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ
وَرَاءَ ، اعْمِدُوا إِلَى النَّبِيِّ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ
تَكْلِيمًا
فَيَأْتُونَ
مُوسَى فَيَقُولُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ اذْهَبُوا إِلَى كَلِمَةِ اللهِ
وَرُوحِهِ عِيسَى ، فَيَقُولُ عِيسَى : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ ، فَيَأْتُونَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ
وَيُرْسَلُ مَعَهُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَيَقِفَانِ بِالصِّرَاطِ يَمِينِهِ
وَشِمَالِهِ ، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَمَرِّ الْبَرْقِ قُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي
أَيُّ شَيْءٍ مَرُّ الْبَرْقِ ، قَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ
يَمُرُّ ثُمَّ يَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ وَمَرِّ
الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّحَالِ ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ
قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ ، قَالَ : حَتَّى تَعْجِزُ
أَعْمَالُ النَّاسِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمُرَّ
إِلاَّ زَحْفًا ، قَالَ : وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ
تَأْخُذُ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّارِ
وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعِينَ
خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8750- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَلْقَى رَجُلٌ أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ : يَا
أَبَتِ أَيُّ ابْنٍ كُنْتُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : خَيْرُ ابْنٍ ، فَيَقُولُ : هَلْ
أَنْتَ مُطِيعِيَّ الْيَوْمَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : خُذْ
بِأُزْرَتِي ، فَيَأْخُذُ بِأُزْرَتِهِ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ يَعْرِضُ الْخَلْقَ ، فَيَقُولُ : يَا
عَبْدِي ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ
وَأَبِي مَعِي ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي ، قَالَ : فَيَمْسَخُ
اللَّهُ أَبَاهُ ضَبُعًا فَيُعْرِضُ عَنْهُ فَيَهْوِي فِي النَّارِ فَيَأْخُذُ
بِأَنْفِهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا عَبْدِي أَبُوكَ هُوَ
؟ فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8751- أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
:
يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ أَنْ يُوَالِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانَ يَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا وَيَتَوَلَّى ، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلٌ مِنْ رَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِلَى مَا كَانَ يَتَوَلَّى فِي الدُّنْيَا وَيُمَثَّلُ لَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا ، وَقَالَ : يُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى ، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ ، حَتَّى يُمَثَّلَ لَهُمُ الشَّجَرُ وَالْعُودُ وَالْحَجَرُ ، وَيَبْقَى أَهْلُ الإِسْلاَمِ جُثُومًا فَيَقُولُ لَهُمْ : مَا لَكُمْ لاَ تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّ لَنَا رَبًّا مَا رَأَيْنَاهُ بَعْدُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَبِمَ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةٌ إِنْ رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالُوا : السَّاقُ ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ، قَالَ : فَيَحْنِي كُلُّ مَنْ كَانَ لِظَهْرٍ طَبَّقَ سَاجِدًا وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْمَرُونَ فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيُعْطَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرٍ أَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ دُونَ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى دُونَ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ ذَلِكَ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّةً فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ ، وَإِذَا طُفِئَ قَامَ ، فَيَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَالصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، قَالَ : فَيُقَالُ انْجُوا عَلَى قَدْرِ نُورِكُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالطَّرْفِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّحْلِ وَيَرْمُلُ رَمَلاً فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ، حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يَجُرُّ يَدًا وَيُعَلِّقُ يَدًا وَيَجُرُّ رِجْلاً وَيُعَلِّقُ رِجْلاً فَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ ، قَالَ : فَيَخْلُصُونَ فَإِذَا خَلَصُوا ، قَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْكَ بَعْدَ إِذْ رَأَيْنَاكَ ، فَقَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى ضَحْضَاحٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَهُوَ مُصْفَقٌ مَنْزِلاً فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَعْطِنَا ذَلِكَ الْمَنْزِلَ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُمْ :
تَسْأَلُونِي
الْجَنَّةَ وَهُوَ مُصْفَقٌ وَقَدْ أَنْجَيْتُكُمْ مِنَ النَّارِ ، هَذَا الْبَابُ
لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ، فَيَقُولُ لَهُمْ : لَعَلَّكُمْ إِنْ أُعْطِيتُمُوهُ
أَنْ تَسْأَلُونِي غَيْرَهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ نَسْأَلُكَ
غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ ، قَالَ : فَيُعْطَوْهُ فَيُرْفَعُ
لَهُمْ أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلٌ آخَرُ كَأَنَّ الَّذِي أُعْطَوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ
حُلْمٌ عِنْدَ الَّذِي رَأَوْهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُمْ : لَعَلَّكُمْ إِنْ
أُعْطِيتُمُوهُ أَنْ تَسْأَلُونِي غَيْرَهُ ، فَيَقُولُونَ : لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ
نَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٍ أَحْسَنُ مِنْهُ ؟ فَيُعْطَوْهُ ثُمَّ
يَسْكُتُونَ ، قَالَ : فَيُقَالُ لَهُمْ ، مَا لَكُمْ لاَ تَسْأَلُونِي ؟
فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا قَدْ سَأَلْنَا حَتَّى اسْتَحْيَيْنَا ، قَالَ :
فَيَقُولُ لَهُمْ : أَلَمْ تَرْضَوْا إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا
مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِهَا.
قَالَ :
قَالَ مَسْرُوقٌ : فَمَا بَلَغَ عَبْدُ اللهِ هَذَا
الْمَكَانَ مِنَ الْحَدِيثِ إِلاَّ ضَحِكَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَقَدْ حُدِّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا فَمَا بَلَغْتُ
هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إِلاَّ ضَحِكْتُ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ
اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ
بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا فَمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ
إِلاَّ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ وَيَبْدُو آخِرُ ضِرْسٍ مِنْ
أَضْرَاسِهِ لِقَوْلِ الإِنْسَانِ :
أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ
الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لاَ وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ فَسَلُونِي ، قَالَ
: فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَلْحِقْنَا بِالنَّاسِ فَيَقُولُ لَهُمُ : الْحَقُوا
بِالنَّاسِ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ يَرْمُلُونَ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى يَبْدُوَ
لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ ، قَالَ : فَيَخِرُّ
سَاجِدًا ، قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ
: ارْفَعْ رَأْسَكَ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَيُقَالُ :
إِنَّمَا هَذَا مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ
فَيَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ فَيَقُولُ : أَنْتَ مَلَكٌ ؟ فَيُقَالُ : إِنَّمَا ذَلِكَ
قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ
فَيَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ تَحْتَ
يَدَيْ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ كُلُّهُمْ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ ، قَالَ :
فَيَنْطَلِقُ بِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّى يُفْتَحَ الْقَصْرُ وَهُوَ دُرَّةٌ
مُجَوَّفَةٌ سَقَايِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاَقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا
، فَيُفْتَحُ لَهُ الْقَصْرُ فَيَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ
بِحَمْرَاءَ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِيهَا سِتُّونَ بَابًا كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلَى
جَوْهَرَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ صَاحِبَتُهَا
فِي كُلِّ
جَوْهَرَةٍ سُرَرٌ وَأَزْوَاجٌ وَتَصَارِيفُ أَوْ قَالَ : وَوَصَائِفُ قَالَ :
فَيَدْخُلُ فَإِذَا هُوَ بَحَوْرَاءَ عَيْنَاءَ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ يُرَى
مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا
، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا
كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ
ضَعْفًا ، وَتَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَيُشْرِفُ بِبَصَرِهِ عَلَى
مِلْكِهِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ : يَا
كَعْبُ أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَنْ أَدْنَى
أَهْلِ الْجَنَّةِ مَالَهُ فَكَيْفَ بِأَعْلاَهُمْ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَالْمَاءِ فَخَلَقَ لِنَفْسِهِ دَارًا بِيَدِهِ
فَزَيَّنَهَا بِمَا شَاءَ وَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الثَّمَرَاتِ وَالشَّرَابِ ، ثُمَّ
أَطْبَقَهَا فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقَهَا لاَ
جِبْرِيلُ وَلاَ غَيْرُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ فَلاَ
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ
جَنَّتَيْنِ فَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ وَجَعَلَ فِيهِمَا مَا ذَكَرَ مِنَ الْحَرِيرِ
وَالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ ، فَمَنْ كَانَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ يُرَى فِي تِلْكَ
الدَّارِ ، فَإِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ فِي مِلْكِهِ لَمْ
يَنْزِلْ خَيْمَةً مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ إِلاَّ دَخَلَهَا مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ
، حَتَّى إِنَّهُمْ يَسْتَنْشِقُونَ رِيحَهُ وَيَقُولُونَ : وَاهًا لِهَذِهِ
الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ ، وَيَقُولُونَ : لَقَدْ أَشْرَفَ عَلَيْنَا الْيَوْمَ
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَيْحَكَ يَا كَعْبُ إِنَّ هَذِهِ
الْقُلُوبَ قَدِ اسْتَرْسَلَتْ فَاقْبِضْهَا ، فَقَالَ كَعْبٌ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لِجَهَنَّمَ زَفْرَةً مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ
نَبِيٍّ إِلاَّ يَخِرُّ لِرُكْبَتَيْهِ حَتَّى يَقُولَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ
: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي ، وَحَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا
إِلَى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنْ لاَ تَنْجُوَ مِنْهَا.
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ
أَنَّهُمَا لَمْ يُخْرِجَا أَبَا خَالِدٍ الدَّالاَنِيَّ فِي الصَّحِيحَيْنِ لِمَا
ذُكِرَ مِنَ انْحِرَافِهِ عَنِ السُّنَّةِ فِي ذِكْرِ الصَّحَابَةِ فَأَمَّا
الأَئِمَّةُ الْمُتَقَدِّمُونَ فَكُلُّهُمْ شَهِدُوا لِأَبِي خَالِدٍ بِالصِّدْقِ
وَالإِتْقَانِ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَأَبُو خَالِدٍ
الدَّالاَنِيُّ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ فِي أَئِمَّةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
8752- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَرْفَعُ الْقَضَاءَ إِلَى أَبِي بُرْدَةَ ،
فَكُنْتُ عِنْدَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ لَيْلَتَئِذٍ
وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةٌ إِلاَّ
أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا قُلْنَا : يَا
رَسُولَ اللهِ وَثَلاَثَةٌ ؟ قَالَ : وَثَلاَثَةٌ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ
وَاثْنَانِ ، قَالَ : وَاثْنَانِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ
يُعَظَّمُ فِي النَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا ، وَإِنَّ مِنْ
أُمَّتِي لَمَنْ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8753- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَةَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ
بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ فَرْقَدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا
مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ، وَلَوْلاَ أَنَّهَا غُمِسَتْ فِي الْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةٌ ، وَإِنَّهَا
لَتَدْعُوَ اللَّهَ - أَوْ تَسْتَجِيرُ اللَّهَ - أَنْ لاَ يُعِيدَهَا فِي
النَّارِ أَبَدًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8754- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ،
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ ، أَنَّهُ
سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ ، صَاحِبَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٌ مِثْلُ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ
يَلْسَعْنَ أَحَدَهُمُ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8755- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
عَمْرٍو الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} قَالَ : عَقَارِبَ أَنْيَابُهَا كَالنَّخْلِ
الطِّوَالِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8756- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي
الْهَيْثَمِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ الصَّدَفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الأَرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ إِلَى الَّتِي
تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ فَالْعُلْيَا مِنْهَا عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ
قَدِ التَّقَى طَرَفَاهُمَا فِي سَمَاءٍ ، وَالْحُوتُ عَلَى ظَهْرِهِ عَلَى صَخْرَةٍ
، وَالصَّخْرَةُ بِيَدِ مَلَكٍ ، وَالثَّانِيَةُ مُسَخَّرُ الرِّيحِ ، فَلَمَّا
أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ عَادًا أَمَرَ خَازِنَ الرِّيحِ أَنْ يُرْسِلَ
عَلَيْهِمْ رِيحًا تُهْلِكُ عَادًا ، قَالَ : يَا رَبِّ أُرْسِلُ عَلَيْهِمُ
الرِّيحَ قَدْرَ مِنْخَرِ الثَّوْرِ ، فَقَالَ لَهُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : إِذًا تَكْفِي الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ، وَلَكِنْ أَرْسِلْ
عَلَيْهِمْ بِقَدْرِ خَاتَمٍ ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي
كِتَابِهِ الْعَزِيزِ : {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ
جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ، وَالثَّالِثَةُ
فِيهَا حِجَارَةُ جَهَنَّمَ ، وَالرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ قَالُوا
: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِلنَّارِ كِبْرِيتٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ إِنَّ فِيهَا لاَوْدِيَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ لَوْ أُرْسِلَ فِيهَا
الْجِبَالُ الرُّوَاسِي لَمَاعَتْ ، وَالْخَامِسَةُ فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ
إِنَّ أَفْوَاهَهَا كَالأَوْدِيَةِ تَلْسَعُ الْكَافِرَ اللَّسْعَةَ فَلاَ يَبْقَى
مِنْهُ لَحْمٌ عَلَى عَظْمٍ ، وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ إِنَّ أَدْنَى
عَقْرَبَةٍ مِنْهَا كَالْبِغَالِ الْمُؤَكَّفَةِ تَضْرِبُ الْكَافِرَ ضَرْبَةً
تُنْسِيهِ ضَرْبَتُهَا حَرَّ جَهَنَّمَ ، وَالسَّابِعَةُ سَقَرُ وَفِيهَا
إِبْلِيسُ مُصَفَّدٌ بِالْحَدِيدِ يَدٌ أَمَامَهُ وَيَدٌ خَلْفَهُ ، فَإِذَا
أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُطْلِقَهُ لِمَا يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَطْلَقَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو السَّمْحِ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ وَقَدْ ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ عَدَالَتَهُ بِنَصِّ
الإِمَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8757- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى
الْمُقْرِئُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا
يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : لَمَّا
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْمُزَّمِّلِ : {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي
النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيمًا} لَمْ
يَكُنْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8757أ- أَخْبَرَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
{وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} ، قَالَ : شَجَرَةُ الزَّقُّومِ صَحِيحٌ.
8758- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ
غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ خَالِدٍ الْكَاهِلِيُّ ،
عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ
وَلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
يَجُرُّونَهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8759- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضِرْسُ
الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ
ذِرَاعًا ، وَعَضُدُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ،
وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ
السِّيَاقَةِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى ذِكْرِ ضِرْسِ الْكَافِرِ فَقَطْ.
8760- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ غِلَظَ جَلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ
ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَعْنَى
قَوْلِهِ بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ : أَيْ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ الآدَمَيِّينَ
مِمَّنْ كَانَ فِي الْقُرُونِ الأُولَى مِمَّنْ كَانَ أَعْظَمَ خَلْقًا وَأَطْوَلَ
أَعْضَاءً وَذِرَاعًا مِنَ النَّاسِ.
8761- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ،
أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنَّ ضِرْسَ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ،
وَرَأْسُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَغِلَظُ
جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ فِي النَّارِ كَمَا بَيْنَ
الْمَدِينَةِ وَالرَّبَذَةِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَكَانَ يُقَالُ بَطْنُهُ
مِثْلُ بَطْنِ إِضَمٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ لِتَوْقِيفِهِ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8762- أَخْبَرَنِي
أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى ، أَنَّ يَعْلَى ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْبَحْرَ
هُوَ جَهَنَّمَ فَقَالُوا لِيَعْلَى : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {نَارًا
أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ
أَدْخُلُهَا أَبَدًا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ وَلاَ تُصِيبُنِي مِنْهَا قَطْرَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ
الْبَحْرَ صَعْبٌ كَأَنَّهُ جَهَنَّمَ ، وَلِذَلِكَ فَرْعٌ عَلَى إِخْرَاجِ
حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّ تَحْتَ الْبَحْرِ نَارٌ ، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرٌ ، فَأَمَّا النَّارُ
فَإِنَّهَا تَحْتَ السَّابِعَةِ ، وَقَدْ شَهِدَ الصَّحَابَةُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ
عَلَى رُؤْيَةِ دُخَانِهَا.
8763- كَمَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزٍ الدَّانَاجُ ، حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ
حَبِيبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : رَأَيْتُ الدُّخَانَ مِنْ مَسْجِدِ الضِّرَارِ
حِينَ انْهَارَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَقَدْ حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ
مِنْ أَصْحَابِنَا الْغُرَبَاءِ أَنَّهُمْ عَرَفُوا هَذَا الْمَسْجِدَ وَشَاهَدُوا
هَذَا الدُّخَانَ ، وَقَدْ قَدَّمْتُ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ أَنَّ جَهَنَّمَ
تَحْتَ الأَرْضِ السَّابِعَةِ.
8764- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَيْلً وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ
أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ ، وَالصَّعُودُ جَبَلٌ فِي
النَّارِ يَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا يَهْوِي مِنْهُ كَذَلِكَ أَبَدًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8765- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ إِمْلاَءً مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
، أَنْبَأَ أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
وَاسِعٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى بِلاَلِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَقُلْتُ لَهُ :
يَا بِلاَلُ إِنَّ أَبَاكَ ، حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّكَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادٍ ، فِي
ذَلِكَ الْوَادِي بِئْرٌ يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ ، حَقٌّ عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ
يُسْكِنَهَا كُلَّ جَبَّارٍ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا بِلاَلُ.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ لَمْ يَكْتُبْهُ عَالِيًا إِلاَّ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ.
8766- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ مُدَافُعُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8767- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ
، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ ، أَنَّ سَلاَمَةَ ، حَدَّثَهُمْ ،
عَنْ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، قَالاَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ قَدْرَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ وَقَعْرِهَا
كَصَخْرَةٍ زِنَتُهَا سَبْعَ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَلُحُومِهِنَّ
وَأَوْلاَدِهِنَّ ، تَهْوِي فِيمَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ وَقَعْرِهَا إِلَى
أَنْ تَقَعَ قَعْرَهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8768- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ
، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ ، أَنَّ سَلاَمَةَ ، حَدَّثَهُمْ ،
عَنْ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدَ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالاَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ قَدْرَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ وَقَعْرِهَا
إِلَى أَنْ يَقَعَ قَعْرَهَا سَبْعُونَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8769- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْقَاضِي ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ،
عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَهْوِي
بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8770- أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قَالَ : يُخَلِّي
عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا لاَ يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ أَجَابَهُمْ : {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}
فَيَقُولُونَ : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا
ظَالِمُونَ} قَالَ : فَيُخَلِّي عَنْهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ أَجَابَهُمُ :
{اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونَ} قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا يَنْبِسُ الْقَوْمُ
بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِنْ كَانَ إِلاَّ الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8771- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي
السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَقْعَدُ الْكَافِرِ
مِنَ النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ ،
وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ
ذِرَاعًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8772- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، قَالَ : ذُكِرَ الدَّجَّالُ
عِنْدَ عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ : يَفْتَرِقُ النَّاسُ عِنْدَ خُرُوجِهِ ثَلاَثَ
فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَهْلِهَا مَنَابِتِ
الشِّيحِ ، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ هَذَا الْفُرَاتِ يُقَاتِلُهُمْ
وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى يُقْتَلُونَ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ ، فَيَبْعَثُونَ
طَلِيعَةً فِيهِمْ فَرَسٌ أَشْقَرُ - أَوْ أَبْلَقُ - فَيَقْتَتِلُونَ فَلاَ
يَرْجِعُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَالَ
: وَأَخْبَرَنِي أَبُو صَادِقٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ
نَاجِذٍ أَنَّهُ فَرَسٌ أَشْقَرُ ، قَالَ : وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ
الْمَسِيحَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ وَيَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ
وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً
مِثْلَ النَّغَفِ فَتَلِجُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ ،
فَتُنْتِنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ فَيُجْأَرُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُرْسِلُ
مَاءً فَيُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْهُمْ ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيهَا
زَمْهَرِيرٌ بَارِدَةً فَلاَ تَدَعُ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ كَفَتْهُ
تِلْكَ الرِّيحُ ، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، ثُمَّ
يَقُومُ مَلَكٌ بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَلاَ
يَبْقَى مِنْ خَلْقِ اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ ، إِلاَّ
مَنْ شَاءَ رَبُّكَ ، ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَلَيْسَ
مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ إِلاَّ فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ
اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ
وَجُثْمَانُهُمْ كَمَا تَنْبُتُ الأَرْضُ مِنَ الثَّرَى ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ
اللهِ : {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ
إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ} حَتَّى بَلَغَ {كَذَلِكَ النُّشُورُ} ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ
بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَيَنْطَلِقُ كُلُّ
رُوحٍ إِلَى جَسَدِهَا فَتَدْخُلُ فِيهِ ، فَيَقُومُونَ فَيَجِيئُونَ مَجِيئَةَ
رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ تَعَالَى
لِلْخَلْقِ فَيَلْقَى الْيَهُودُ فَيَقُولُ :
مَنْ تَعْبُدُونَ
؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ عُزَيْرًا ، فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟
قَالُوا : نَعَمْ ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، ثُمَّ
قَرَأَ عَبْدُ اللهِ {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} ،
ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ :
نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ، فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟ فَيَقُولُونَ :
نَعَمْ ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونَ اللهِ شَيْئًا ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ
مَسْئُولُونَ} حَتَّى يَبْقَى الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟
فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهَ لاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَيَنْتَهِرُهُمْ
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهُ
لاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ رَبُّكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ : إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا سُبْحَانَهُ عَرَفْنَاهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ
يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا ،
وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقٌ وَاحِدٌ كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيدُ
، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ بِالصِّرَاطِ
فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ ، فَيَمُرُّ النَّاسُ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ زُمَرًا
أَوَائِلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ، ثُمَّ كَمَرِّ
الطَّيْرِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الْبَهَائِمِ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا ، ثُمَّ
يَمُرُّ الرَّجُلُ مَشْيًا ، حَتَّى يَجِيءَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ يَتَلَبَّطُ عَلَى
بَطْنِهِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لِمَ أَبْطَأْتَ بِي ؟ قَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْطِئْ
، بِكَ إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الشَّفَاعَةِ
فَيَكُونُ أَوَّلُ شَافِعٍ رُوحُ اللهِ الْقُدُسُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ
، ثُمَّ مُوسَى ، ثُمَّ عِيسَى ، ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ فِيمَا يَشْفَعُ فِيهِ ، وَهُوَ
الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى {عَسَى أَنْ
يَبْعَثَكَ رَبُّكُ مَقَامًا مَحْمُودًا} فَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلاَّ وَهِيَ
تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّة.
قَالَ سُفْيَانُ : أُرَاهُ قَالَ : لَوْ عَلِمْتُمْ
يَوْمَ يَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الَّذِي فِي النَّارِ فَيَقُولُونَ : لَوْلاَ أَنْ
مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ، ثُمَّ تُشَفَّعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ
وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقُولُ :
أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا
أَخْرَجَ جَمِيعُ الْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ حَتَّى لاَ يَتْرُكَ أَحَدًا فِيهِ
خَيْرٌ ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} وَقَالَ :
بِيَدِهِ فَعَقَدَهُ {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ
الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ} هَلْ تَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ مِنْ خَيْرٍ ؟ وَمَا يُتْرَكُ فِيهَا
أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لاَ يُخْرِجَ أَحَدًا غَيَّرَ
وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ فَيَجِئُ الرَّجُلُ فَيَشْفَعُ فَيَقُولُ : مَنْ
عَرَفَ أَحَدًا فَلْيُخْرِجْهُ ، فَيَجِئُ فَلاَ يَعْرِفُ أَحَدًا ، فَيُنَادِيهِ رَجُلٌ
فَيَقُولُ : أَنَا فُلاَنٌ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ
قَالُوا : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ} فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ انْطَبَقَتْ
عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُمْ بَشَرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8773- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ
أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ فَاجْتَمَعَ لَهُ الثَّقَلاَنِ
مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8774- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ
بْنِ الزِّبْرِقَانِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى خَلَّفْتُ
أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ يَعْنِي الْكَفَّيْنِ جَمِيعًا وَلاَ آتِي دِينَكَ وَلاَ
آتِيكَ وَقَدْ كُنْتُ امْرَأً لاَ أَعْقِلُ شَيْئًا إِلاَّ مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ
وَرَسُولُهُ ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللهِ بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنَا ؟ قَالَ
: بِالإِسْلاَمِ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا آيَةُ الإِسْلاَمِ ؟
قَالَ : أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ،
وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، كُلُّ مُسْلِمٍ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ إِخْوَانٌ
يَصِيرَانِ ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُسْلِمٍ أَشْرَكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ
عَمَلاً حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ ، مَالِي آخُذُ
بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ ، أَلاَ وَإِنَّ رَبِّي دَاعِيَّ ، أَلاَ وَإِنَّهُ
سَائِلِي : هَلْ بَلَّغْتَ عِبَادِي ؟ وَإِنِّي قَائِلٌ : رَبِّ قَدْ أَبْلَغْتُهُمْ
، فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُقَدِّمَةُ
أَفْوَاهِكُمْ بِالْفِدَامِ ، ثُمَّ أَوَّلُ مَا يَبِينُ أَحَدَكُمْ لَفَخِذُهُ
وَكَفُّهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا دِينُنَا وَأَيْنَ مَا
تُحْسِنُ بِكَفِّكَ ؟.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8775- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَسُرَادِقُ النَّارِ أَرْبَعَةُ
جُدُرٍ كُلُّ جِدَارٍ مِنْهَا مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8776- حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ الْفَقِيهُ بِمَكَّةَ
حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ
سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي
الْعَوَّامِ مُؤَذِّنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : إِنَّ السُّورَ الَّذِي ذَكَرَهُ
اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُوَرٍ لَهُ بَابٌ
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} هُوَ
السُّوَرُ الشَّرْقِيُّ بَاطِنُهُ الْمَسْجِدُ وَمَا يَلِيهِ ، وَظَاهِرُهُ وَادِي
جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8777- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي
السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ ضَرَبَ مِقْمَعٌ
مِنْ حَدِيدِ جَهَنَّمَ الْجَبَلَ لَتَفَتَّتْ كَمَا يُضْرَبُ بِهِ أَهْلُ
النَّارِ فَصَارَ رَمَادًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8778- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالْكُوفَةِ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
قَادِمٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ تَبَسَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ تَسْأَلُونِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
ضَحِكْتُ ؟ فَقَالَ : عَجِبْتُ مِنْ مُجَادَلَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تَظْلِمَنِي ؟
قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَإِنِّي لاَ أَقْبَلُ عَلَيَّ شَهَادَةَ شَاهِدٍ إِلاَّ
مِنْ نَفْسِي ، فَيَقُولُ : أَوْ لَيْسَ كَفَى بِي شَهِيدًا وَبِالْمَلاَئِكَةِ الْكِرَامِ
الْكَاتِبِينَ ؟ قَالَ : فَيُرَدِّدُ هَذَا الْكَلاَمَ مَرَّاتٍ فَيُخْتَمُ عَلَى
فِيهِ ، وَتَكَلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُمْ
وَسُحْقًا ، عَنْكُمْ كُنْتُ أُجَادِلُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8779- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ دَلْوَ غَسَّاقٍ
يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لاَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8780- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
مُطَرِّفًا ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَجَاءَ إِلَى
إِحْدَاهُمَا ، قَالَ : فَجَعَلَتْ تَنْزِعُ عِمَامَتَهُ وَقَالَتْ : جِئْتَ مِنْ
عِنْدِ امْرَأَتِكَ ؟ فَقَالَ : جِئْتُ مِنْ عِنْدِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
أَقَلُّ سَاكِنِي الْجَنَّةِ النِّسَاءُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8781- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ
، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ فَلَمَّا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا نَحْنُ
بِامْرَأَةٍ فِي هَوْدَجِهَا وَاضِعَةٌ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا فِيهَا
خَوَاتِيمُ ، فَلَمَّا نَزَلَ الشِّعْبَ إِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ
فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ ، فَقَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مِنَ النِّسَاءِ
إِلاَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8782- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي يَدِهَا خَوَاتِيمُهَا وَقَدْ
وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ شِعْبًا ،
ثُمَّ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي هَذَا الشِّعْبِ فَإِذَا غِرْبَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِذَا غُرَابٌ أَعْصَمُ
أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ كَقَدْرِ هَذَا
الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8783- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ
حُلِيِّكُنَّ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ
لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ
: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ
جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ،
وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ مِنْكُنَّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِزِيَادَةِ
أَلْفَاظٍ فِيهِ.
8784- حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الزَّاهِدُ مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ
: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ
حُلِيِّكُنَّ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَتْ : وَكَانَ عَبْدُ
اللهِ رَجُلاً خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ فَقُلْتُ لَهُ : سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُجْزِئُ عَنِّي مِنَ الصَّدَقَةِ
النَّفَقَةُ عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي ؟ قُلْتُ : وَكَانَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ الْمَهَابَةُ ،
فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ : اذْهَبِي فَسَلِيهِ ، قَالَتْ : فَانْطَلَقْتُ
فَانْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ
حَاجَتُهَا كَحَاجَتِي ، قَالَتْ
: فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلاَلٌ ، فَقُلْنَا لَهُ : سَلْ
لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُجْزِئُ عَنَّا مِنَ
الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَعَلَى أَيْتَامٍ فِي حِجْرِنَا ؟
قُلْتُ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ بِلاَلٌ ، فَقَالَ : عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ ، قَالَ : أَيُّ
الزَّيَانِبِ قَالَ : زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ
الأَنْصَارِ يَسْأَلاَنِكَ النَّفَقَةَ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا وَأَيْتَامٍ فِي
حَجْرِهِمَا أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ ؟ قَالَتْ : فَخَرَجَ
إِلَيْنَا بِلاَلٌ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَهُمَا أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَتَفَرَّدَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ
اللَّهُ بِإِخْرَاجِهِ مُخْتَصَرًا.
8785- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْفَقِيهُ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ
الدِّمْيَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ، قَالَ
: كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ يَبْكِي ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا
الْوَلِيدِ ؟ فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا ، أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8786- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَاءٌ
كَالْمُهْلِ كَعَكَرِ الزَّيْتِ فَإِذَا أُقْرِبَ إِلَى فِيهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ
وَجْهِهِ فِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8787- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ الْعَدْلُ
، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ
الْحُبْرَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْفُسَّاقُ
؟ قَالَ : النِّسَاءُ قَالَ رَجُلٌ
: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَيْسَ أُمَّهَاتِنَا
وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ
لَمْ يَشْكُرْنَ وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8788- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ
الْجَلآبُ ، بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ
أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاَةِ الظُّهْرِ وَالنَّاسُ فِي
الصُّفُوفِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْنَا
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَجَعَلَ
يَتَنَاوَلُهُ فَتَأَخَّرَ وَتَأَخَّرَ النَّاسُ ، ثُمَّ تَأَخَّرَ الثَّانِيَةَ
فَتَأَخَّرَ النَّاسُ ، فَقُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ الْيَوْمَ
شَيْئًا مَا كُنْتَ تَصْنَعُهُ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ عُرِضَتْ
عَلَيَّ الْجَنَّةُ بِمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ وَالنَّضْرَةِ فَتَنَاوَلْتُ قِطْفًا
مِنْ عِنَبِهَا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لاَكَلَ مِنْهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ لاَ يُنْقِصُونَهُ ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَعُرِضَتْ عَلَيَّ
النَّارُ فَلَمَّا وَجَدْتُ سَفْعَتَهَا تَأَخَّرْتُ عَنْهَا ، وَأَكْثَرُ مَنْ
رَأَيْتُ فِيهَا مِنَ النِّسَاءِ ، إِنِ ائْتُمِنَّ أَفْشَيْنَ ، وَإِنْ سَأَلْنَ
أَلْحَفْنَ ، وَإِذَا سُئِلْنَ بَخِلْنَ ، وَإِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ ،
وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ،
وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ مَعْبَدُ بْنُ أَكْثَمَ الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ
مَعْبَدٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَتَخْشَى عَلَيَّ مِنْ شَبَهِهِ فَإِنَّهُ وَالِدِي
؟ فَقَالَ : لاَ أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الْعَرَبَ
عَلَى عِبَادَةِ الأَصْنَامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8789- أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ
بْنِ خِنْدِفَ أَبُو عَمْرٍو وَهُوَ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ، وَهُوَ
أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ وَغَيَّرَ عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ قَالَ : فَقَالَ
أَكْثَمُ : يَا رَسُولَ اللهِ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ ؟ قَالَ : لاَ إِنَّكَ مُسْلِمٌ
وَإِنَّهُ كَافِرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8790- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
عُيِّرَ الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ فَجَحَدَ وَخَاصَمَ ، فَيُقَالُ لَهُ : جِيرَانُكَ
يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ ، فَيَقُولُ : كَذَبُوا ، فَيُقَالُ : أَهْلُكُ
وَعَشِيرَتُكَ ، فَيَقُولُ : كَذَبُوا ، فَيُقَالُ : احْلِفُوا ، فَيَحْلِفُونَ ثُمَّ
يُصْمِتُهُمُ اللَّهُ ، وَيَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ فَيُدْخِلُهُمُ
النَّارَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8791- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا سَلاَمُ
بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالَ : حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَهْلَ
النَّارِ لَيَبْكُونَ حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ
، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ يَعْنِي مَكَانَ الدَّمْعِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8792- أَخْبَرَنَا
الآسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ أُخِذَ
سَبْعُ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ فَيُلْقَيْنَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مَا
انْتَهَيْنَ إِلَى آخِرِهَا سَبْعِينَ عَامًا.
8793- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُ خَلْفَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ ، فَسَارَ بِنَا إِذَا ارْتَفَعَ ارْتَفَعَتْ رِجْلاَهُ ، وَإِذَا
هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ ، قَالَ : فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ
مُنْتِنَةٍ حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا
جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ ، ثُمَّ
أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ ، قَالَ : تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ وَهَذِهِ
أَرْضُ الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي ، فَقَالَ
: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ فَرَحَّبَ
بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، وَقَالَ : سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ ،
فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : هَذَا أَخُوكَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، قَالَ : فَسِرْنَا فَسَمِعْتُ
صَوْتًا وَتَذَمُّرًا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا يَا
جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي
بِالْبَرَكَةِ ، وَقَالَ : سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا
جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى ، قُلْتُ : عَلَى مَنْ كَانَ تَذَمُّرُهُ
وَصَوْتُهُ ؟ قَالَ : عَلَى رَبِّهِ ، قُلْتُ : عَلَى رَبِّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
قَدْ عُرِفَ ذَلِكَ مِنْ حِدَّتِهِ ، قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا فَرَأَيْنَا
مَصَابِيحَ وُضُوءًا ، قَالَ : قُلْتُ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذِهِ
شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَتَدْنُو
مِنْهَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَدَنَوْنَا فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ
، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ
بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبُطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ،
فَنُشِرَتْ لِيَ الأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ وَمَنْ
لَمْ يُسَمِّ ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلاَّ هَؤُلاَءِ النَّفْرِ الثَّلاَثَةِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ
، وَقَدِ اخْتَلَفتْ أَقَاوِيلُ أَئِمَّتِنَا فِيهِ وَقَدْ أَتَى بِزِيَادَاتٍ
لَمْ يُخْرِجْهَا الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي ذِكْرِ الْمِعْرَاجِ.
8794- أَخْبَرَنِي
عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ ، بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ
الرَّاسِبِيُّ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُحْشَرُ
هَذِهِ الآمَّةُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ : صِنْفٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَصِنْفٍ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَآخَرُ يَجُوزُونَ
عَلَى ظُهُورِهِمْ أَمْثَالُ الْجِبَالِ الرَّاسِيَةِ فَسَأَلَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُ : هَؤُلاَءِ عُبَيْدٌ مِنْ عَبِيدِي لَمْ يُشْرِكُوا
بِي شَيْئًا وَعَلَى ظُهُورِهِمُ الذُّنُوبُ وَالْخَطَايَا حُطُّوهَا
وَاجْعَلُوهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ
بِرَحْمَتِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
8795- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الْمَكْرُ
وَالْخَدِيعَةُ وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ.
8796- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : أَطَلَعَتِ
الْحَمْرَاءُ بَعْدُ ؟ فَإِذَا رَآهَا قَالَ : لاَ مَرْحَبًا ، ثُمَّ قَالَ :
إِنَّ مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ سَأَلاَ اللَّهَ
تَعَالَى أَنْ يَهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ فَأُهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ ، فَكَانَا
يَقْضِيَانِ بَيْنَ النَّاسِ فَإِذَا أَمْسَيَا تَكَلَّمَا بِكَلِمَاتٍ وَعَرَجَا
بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَيَّضَ لَهُمَا بِامْرَأَةٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَأُلْقِيَتْ
عَلَيْهِمَا الشَّهْوَةُ فَجَعَلاَ يُؤَخِّرَانِهَا وَأُلْقِيَتْ فِي
أَنْفُسِهِمَا ، فَلَمْ يَزَالاَ يَفْعَلاَنِ حَتَّى وَعَدَتْهُمَا مِيعَادًا
فَأَتَتْهُمَا لِلْمِيعَادِ ، فَقَالَتْ : عَلِّمَانِي الْكَلِمَةَ الَّتِي
تَعْرُجَانِ بِهَا ، فَعَلَّمَاهَا الْكَلِمَةَ ، فَتَكَلَّمَتْ بِهَا فَعَرَجَتْ
بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَمُسِخَتْ ، فَجُعِلَتْ كَمَا تَرَوْنَ ، فَلَمَّا
أَمْسَيَا تَكَلَّمَا بِالْكَلِمَةِ الَّتِي كَانَا يَعْرُجَانِ بِهَا إِلَى
السَّمَاءِ ، فَلَمْ يَعْرُجَا فَبُعِثَ إِلَيْهِمَا إِنْ شِئْتُمَا فَعَذَابُ
الآخِرَةِ ، وَإِنْ شِئْتُمَا فَعَذَابُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ
عَلَى أَنْ تَلْتَقِيَانِ اللَّهَ تَعَالَى ، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَكُمَا وَإِنْ
شَاءَ رَحِمَكُمَا ، فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ : بَلْ نَخْتَارُ عَذَابَ الدُّنْيَا أَلْفَ أَلْفَ ضِعْفٍ فَهُمَا
يُعَذَّبَانِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَتُرِكَ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ مِنَ الْمُحَالاَتِ
الَّتِي يَرُدُّهَا الْعَقْلُ فَإِنَّهُ لاَ خِلاَفَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ
الصَّنْعَةِ فَلاَ يُنْكَرُ لِأَبِيهِ أَنْ يَخُصَّهُ بِأَحَادِيثَ يَتَفَرَّدُ
بِهَا عَنْهُ.
8797- أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : جَلَسْتُ
إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : إِنِّي
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ مَبْلَغَ
الْعَرَقِ مِنِ ابْنِ آدَمَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ ،
وَقَالَ الآخَرُ : يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ وَأَشَارَ ابْنُ عُمَرَ فَخَطَّ بَيْنَ شَحْمَةِ
أُذُنِهِ بِالسَّبَّابَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8798- أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ،
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ
الأَكْوَعِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : عُدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً مَوْعُوكًا فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ
فَقُلْتُ : تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلاً أَشَدَّ حَرًّا مِنْهُ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ
بِأَشَدَّ حَرًّا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَاذَيْنَكَ الرَّجُلَيْنِ
الرَّاكِبَيْنِ الْمُقَفِّيَيْنِ لِرَجُلَيْنِ حِينَئِذٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8799- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ
سَعْدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا
أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا
أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
8800- أَخْبَرَنَا
أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُوسَى سَهْلُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ :
نَزَلْنَا مِنَ الْمَدَائِنِ عَلَى فَرْسَخٍ فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ حَضَرَ
وَحَضَرْتُ مَعَهُ فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ يَقُولُ : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أَلاَ وَإِنَّ
السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ أَلاَ وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ ، أَلاَ
وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْيَوْمَ
الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ ، فَقُلْتُ لِأَبِي : أَيَسْتَبِقُ النَّاسُ
غَدًا ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَجَاهِلٌ ، إِنَّمَا يَعْنِي الْعَمَلَ الْيَوْمَ
وَالْجَزَاءُ غَدًا ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ الآخْرَى حَضَرْنَا
فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ :
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ
آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ ،
أَلاَ وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ وَالسَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8801- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَأْكُلُ التُّرَابُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ
الإِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنِبِهِ قِيلَ : وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ
: مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْهُ يُنْشَأُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8802- أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الإِمَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى
، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : دَخَلَ نَفَرٌ مِنَ
الْقُرَّاءِ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ عَلَيْهَا
عَبَاءَةُ قَطَوَانِيَّةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا مَجَاسِدٌ وَلاَ خَلُوقٌ ، فَقَالَ
أَبُو ذَرٍّ : أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ ، تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ
الْعِرَاقَ وَلَوْ أَتَيْتُ الْعِرَاقَ لَقَالُوا : هَذَا صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَالُوا عَلَيْنَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِنَّ
خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ
أَنَّ جِسْرَ جَهَنَّمَ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، وَفِي أَحْمَالِنَا أَفْسَادٌ
لَعَلَّنَا أَنْ نَنْجُوَ مِنْهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ إِنْ كَانَ أَبُو قِلاَبَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8803- أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا
تَعُدُّونَ} فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ كَذَا
وَكَذَا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : فَمَا يَوْمٌ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : رَحِمَكَ اللَّهُ
إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُخْبِرَنَا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَوْمَانِ
ذَكَرَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا
فَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللهِ بِغَيْرِ عَلْمٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
آخِرُ كِتَابِ الأَهْوَالِ ، وَهُوَ آخِرُ كِتَابِ
الْجَامِعِ الصَّحِيحِ الْمُسْتَدْرَكِ ، تَأْلِيفُ الْحَاكِمِ الإِمَامِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظِ رَحِمَهُ اللَّهُ
تَعَالَى ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلاَتُهُ وَسَلاَمُهُ عَلَى
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق